اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

اكتشاف 4 مقابر أثرية تعود لـ 5 آلاف سنة بقطر

 

اكتشاف 4 مقابر أثرية تعود لـ 5 آلاف سنة بقطر

 

الدوحة "المسلة" … نجح فريق من علماء الآثار في الكشف عن 4 مدافن أثرية يرجع تاريخها إلى 5 آلاف سنة في وادي ضبيعان شمال غرب قطر، وهو الموقع الأثري المهم الذي كان مكانًا للاستيطان البشري في فترة تعود إلى ما يقرب من 7500 سنة.

وأكد الفريق الذي يعمل ضمن مشروع سجل قطر الوطني البيئي التاريخي أن الاكتشاف يأتي بعد عام من اكتشاف أول مدفن يعود إلى عصور ما قبل التاريخ في الموقع التاريخي، الذي يقع على الجانب الشمالي الغربي من قطر وإلى الجنوب من موقع الزبارة وشبه جزيرة رأس عشيرج.

وأكدت"جلف تايمز" أنه يجري استكشاف وادي ضبيعان، في إطار مشروع سجل قطر الوطني البيئي التاريخي الذي يتم تطويره ضمن مبادرة مشتركة تنفذها هيئة متاحف قطر تحت إشراف السيد فيصل النعيمي رئيس قسم الآثار وجامعة برمنغهام التي ينتمي إليها ريتشارد كاتلر بصفة زميل أبحاث.

وقال ريتشارد كاتلر، المدير المشارك في مشروع سجل قطر الوطني البيئي التاريخي: اكتشفنا في أحد المدافن الأربعة بقايا هيكل عظمي لامرأة بالغة، بالقرب من المدافن الثلاثة الأخرى، حيث كانت المدافن في حالة سيئة جدا، والكثير من العظام تحولت إلى رمال، وبدا الهيكل العظمي لامرأة قوية جدا وطولها أكثر من 6 أقدام.

وأوضحت عالمة الآثار أوريا إزكييردو زامورا، التي تعمل في الموقع الأثري كمساح ومشرفة على المنطقة منذ فبراير من العام الماضي: "كان الجسم في وضع الجنين الذي يجلس القرفصاء، ومضطجعا على الجانب الأيمن، والذراع اليسرى فوق الذراع اليمنى".

وقالت: يعتقد أن تكون هذه البقايا لامرأة، استنادا إلى انحناء الحوض الشديد جدا وخصائص معينة في الوجه، كالذقن الناعم مثلا، ويقدر أيضا أن عمر المرأة بين الثلاثينيات والأربعينيات، كما تم العثور على أجزاء كبيرة من فخار "جمديت نصر" المميز داخل القبر، ويعود تاريخ هذا الفخار إلى مطلع العصر البرونزي ويوحي بأن المدفن احتوى أدوات فخارية تم اكتشافها على بعد حوالي 20 مترا إلى الغرب.

وأضافت زامورا: لا نعرف سوى القليل عن الناس في أواخر العصر الحجري الحديث أو العصر البرونزي في هذه المنطقة، وإنه لأمر رائع أن تكون لدينا الفرصة لنعرف من هذه السيدة، ومن أين جاءت والحياة التي عاشتها".

وقالت" إن حالة العظام سيئة للغاية في الواقع، وعلى الرغم من أننا قد أخذنا عينات لتحديد العمر بواسطة الكربون المشع، لكننا غير متأكدين من بقاء مواد عضوية بما فيه الكفاية لأجل أن تكون العملية ناجحة".

أضافت: "لقد تغطى الجسم تماما بمادة رملية رقيقة جدا والتي خُتمَتْ بالجبس الذي حفر أصلا من القبر، مما يجعل من الصعب جدا تحديد القبر لأن الطبقة العليا تداخلت مع التربة الطبيعية.. وكما يبدو فإن كل المقابر المكتشفة حتى الآن في وادي ضبيعان قد أقيمت بنفس الطريقة.. لقد حفرت حتى طبقة الجبس الطبيعي، وعادة ما وجدت على عمق حوالي 40 سنتمترا، وحجر الأساس.

ومن خلال تسلحهم بالمعلومات من القبر الأول، فإن الباحثين بحثوا عن بلورات الجبس على عمق 20 سنتمترا في المنطقة القريبة، للاستدلال على إعادة ترسب التربة، وتم العثور على ثلاث حفر أخرى بيضاوية الشكل، والتي هي أيضا من المرجح أن تكون مدافن حسب الرأى.

وقال بيتر سبنسر، المشرف على موقع الحفريات في وادي ضبيعان: الفريق حريص على القيام بتحاليل الحمض النووي لشظايا العظام من القبور، وليس فقط أن ننظر إلى علم الوراثة والنسب ولكن أيضا لفهم أنماط الهجرة التي حدثت في وقت مبكر والروابط بين الجماعات العمرية في أواخر العصر الحجري والعصر البرونزي.

وأضاف :"نحن مهتمون بالبحث في علم الآثار ما قبل التاريخ العربي، لمعرفة أين استقر هؤلاء الناس في هذه المناطق، سواء جاؤوا من بلاد الشام، أو من اليمن أو أجزاء أخرى من أفريقيا، أو مناطق أخرى من الخليج".

وقال: الموقع الآخر الوحيد في الخليج المماثل إلى وادي ضبيعان هو الموقع الموجود في جبل البوهيس في الشارقة في الإمارات العربية المتحدة.. وهناك لديهم مقابر تعود إلى العصر الحجري الحديث مع عدم وجود علامات على السطح.

ويعد وادي ضبيعان، واحدا من أقدم مواقع العصر الحجري الحديث – النحاسي في الخليج، وتحت سطحه بعض الهياكل المعروفة في قطر، ويعد واحدا من عدد قليل من المواقع المعروفة في هذه الفترة. وقد تم الكشف عن مدى الاستيطان البشري خلال صيف عام 2011 عندما أظهرت عينات الكربون المشع لأجزاء مختلفة من الموقع الفترات الطويلة للاستيطان البشري والتي تعود إلى ما بين 7500 و 4500 سنة مضت. ومع ذلك فإنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان هذا يمثل نفس الناس أو إذا كان الاستيطان البشري مستمرا أو موسميا.

وأكد فريق التنقيب أنه لن يتم الحفر في هذه المدافن المكتشفة حديثا في هذا الموسم لأن علماء الآثار اختتموا العمل الميداني بسبب حلول فصل الصيف الشديد الحرارة، ومع ذلك فهم يخططون لمواصلة الحفريات في فصل الشتاء المقبل.

ويضم الفريق علماء الآثار البحرية وبدأ أعماله في وقت سابق بإجراء مسوحات واسعة في الشاطئ الشمالي الغربي لقطر بحثاً عن آثار أو علامات تدل على أنشطة تجارية وحياتية قبل أن تغمر مياه البحر منطقة الخليج منذ آلاف السنين.

وكان السيد كاتلر من ضمن الفريق حيث أكد في وقت سابق أنه على اعتبار أن الخليج كان جزءاً من شبكة التجارة البحرية منذ 7 آلاف سنة ، فإنه من المحتمل أن تكون المنطقة قد شهدت حوادث غرق للسفن منذ ما قبل التاريخ.

ومن بين الأعمال التي أنجزها فريق علماء الآثار البحرية عمليات استكشاف تحت الماء في المنطقة المقابلة للتجريف لقناة مطار الدوحة الجديد إلى الجنوب من الوكرة.

وعثر فريق التنقيب خلال مشروع الاستشعار عن بعد – التابع لسجل قطر الوطني البيئي التاريخي عن كشف أثري قبل ذلك في منطقة وادي ضبيعان الواقعة في الجانب الشمالي الغربي من قطر إلى الجنوب من موقع قلعة الزبارة يضم هيكلاً عظمياً يعود تاريخه إلى 7500 عام.

وأضاف كاتلر: إننا في حاجة إلى الجلوس والتفكير في كيفية التوجه في المرحلة القادمة، كما أن علينا أيضًا التشاور مع بعض علماء الاجتماع والحصول على مزيد من المعلومات حول هذا الكشف. وأوضح أنه من خلال التعامل مع هيكل عظمي كامل أو حتى شظايا العظام، يمكن الوقوف على الوقائع الاجتماعية لهذا الشخص بما في ذلك السن، أو الجنس، والنظام الغذائي والأمراض.
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled