رغم شهرتها التاريخية والأثرية والسياحية تجاهلها المسئولون.. طور سيناء مجهولة سياحيًا وتجاريًا
جنوب سيناء " المسلة " … تعد مدينة طور سيناء أقدم مدن محافظة جنوب سيناء، وهي مدينة ساحلية تطل علي ساحل خليج السويس في البحر الأحمر، وتقع علي بعد 255 كيلو مترًا من نفق الشهيد أحمد حمدي بمحافظة السويس. ويرجع تاريخها إلى أقدم العصور وقد ذكرت في القرآن الكريم في 10 سور فقد ورد ذكرها في القرآن الكريم في مواضع عديدة.
وشهدت تلك المدينة المباركة العديد من أشكال التطور على مدى التاريخ ويدل على ذلك الآثار الموجودة في قرية الوادي وهي عبارة عن بيوت أثرية ويرجح أنها ترجع إلى العصر الفرعوني، فضلاً عن الآثار الإسلامية الموجودة في منطقة تل الكيلانى الواقعة في شمال المدينة وهي عبارة عن ميناء إسلامي قديم حيث كانت خلال العصر المملوكي الميناء الرئيسي لمصر الذي يطل على ساحل البحر الأحمر بالإضافة إلي آثار رأس رايا.
كما تعد طور سيناء من أشهر المدن السياحية في سيناء علي الإطلاق لما تحويه من العديد من الآثار المسيحية والإسلامية وكذلك آثار من العصر الحديث فيوجد بها دير طور سيناء وهو مقام منذ القرن الرابع الميلادي، ويوجد به كنيسة باسم القديس جاود جيوش وتحظي بوجود جامع قلعه، وقد وجد الباحثون في جولات بحثهم في المدينة العديد من أصناف النقود الفضية والنحاسية والتي ترجع لعهد الرومان والبيزنطيين لكنها لم تأخذ حقها من التطوير ولم تلحق به مثلما لحقت به شقيقتها شرم الشيخ.
وفى عام 1858 أسس سعيد باشا الحجر الصحي للحجاج بمدينة الطور وكان ميناء السويس ميناءً عسكرياً فقط وخلال العصر العثماني تحولت حركة التجارة فجأة من ميناء طور سيناء إلى ميناءالسويس واستمر ميناءً تجارياً إلي الآن. وتضم مدينة طور سيناء مطار تم إنشاؤه في عام 1967 بهدف استقبال الحجاج ورغم تطويره وإنشاء الممرات به مازال كما هو "محلك سر" كما تضم المدينة ميناء بحري صغير وميناء لصيد الأسماك.
كما يقع في شمال مدينة طور سيناء بنحو ثلاثة كيلو متر أحد مزارات السياحة العلاجية ويطلق عليه "حمام موسي" وسمي بهذا الاسم نسبة إلي نبي الله موسي عليه السلام، وتتدفق منه المياه الدافئة الغنية بالمعادن وأشهرها الزنك والكبريت من خمس عيون تصب جميعها في حمام على شكل حوض محاط بمبنى من الدبش الذي كان يستخدمه ومازال قاطنو المنطقة القدامى يستخدمونه في بناء منازلهم، وتستخدم هذه المياه الكبريتية الساخنة التي تصل درجة حرارتها إلي (37 درجة مئوية) في شفاء العديد من أمراض الروماتيزم والأمراض الجلدية وأمراض العظام، وقد تم تطوير الحمام.
ورغم كل ذلك إلا أنها تعد مجهولة سياحياً وتجارياً وكأنها أصبحت هكذا بأمر الحكومة فقد أطلق عليها قاطنوها مدينة الموظفين الساكنة المميتة، والتي ربما وجد فيها 10 سائحين يسيرون في فوج واحد مع بعضهم البعض مرة كل عدة أشهر حيث لم تقم وزارة السياحة بوضعها علي خريطة السياحة العالمية أو حتى الإقليمية، وتجاهلها مسئولو النظام السابق والحالي فقط أهتم الرئيس السابق حسني مبارك بمدينة شرم الشيخ التي أخذت شهرتها العالمية عقب انعقاد مؤتمر قمة صانعي السلام عام 1996 بحضور الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون والرئيس الراحل ياسر عرفات والكثير من زعماء ورؤساء الدول العربية والأوربية وأصبحت قبلة لسياحة المؤتمرات وأطلق عليها مدينة السلام العالمية علي حساب شقيقتها طور سيناء لتتحول إلي مدينة ساكنة في كل شيء حتي أن قادتها من المحافظين السابقين لم يحاولوا تطويرها فعلياً لكن ما كانوا يفعلونه مجرد دراسات ومازالت حبيسة أدراج دواويننا الحكومية.
لكن مازالت هناك بارقة أمل حيث وعد الدكتور حاتم عبد اللطيف وزير النقل خلال زيارة السابقة لطور سيناء في 17 فبراير من العام الجاري بإعادة تطوير ميناء طور سيناء البحري من خلال إقامة أرصفة جديدة لاستقبال السفن السياحية والتجارية وتعميق غاطس الميناء إلي أكثر من 8 أمتار وشق طريق وادي حبران الرابط بين سانت كاترين وطور سيناء لمسافة 50 كيلومترًا بتكلفة بلغت حوالي 300 مليون جنيه حتي يتسنى استقبال السفن السياحية والتجارية لزيارة المعالم السياحية والدينية والتاريخية بطور سيناء وسانت كاترين بما يسهم في وضع طور سيناء علي خارطة السياحة الإقليمية والعالمية ونحن في انتظار تنفيذ الوزير لخطة تطوير الميناء.
المصدر : الاهرام