اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

قصر الحبيب بورقيبة بتونس يتحول إلى متحف

 

قصر الحبيب بورقيبة بتونس يتحول إلى متحف 

المقر الصيفي لأول رئيس لتونس بعد الاستقلال يتحول إلى متحف يتيح للجمهور فرصة نادرة للتعرف على حياة زعيم عربي راحل مثير للجدل

تونس "المسلة" …  تحول المقر الصيفي للرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة أول رئيس لتونس بعد الاستقلال إلى متحف يتيح للجمهور فرصة نادرة للتعرف على الحياة الخاصة للزعيم الراحل.

وفتح القصر الذي بني بمدينة المنستير في أواخر ستينات القرن العشرين أبوابه للجمهور يوم السبت 6 ابريل/نيسان بمناسبة الذكرى 13 لوفاة بورقيبة.

وقيل ان المتحف الجديد الذي يقع على بعد 200 كيلومترا جنوبي مدينة تونس العاصمة سيصبح أحد أكثر أماكن الجذب السياحي في البلاد.

وغداة افتتاحه للجمهور انتظر الزوار في طوابير طويلة امام المتحف ليتسنى لهم دخوله واستكشاف عالم بورقيبة.

وقال موظف في وزارة العدل التونسية يدعى هشام مميش لدى وقوفه في طابور لزيارة المتحف إن المتحف يتيح للناس فرصة الاطلاع على جوانب من الحياة الخاصة لبورقيبة.

وتوفي بورقيبة الذي حكم تونس لأكثر من ثلاثة عقود ويعتبر مهندس تونس الحديثة في عام 2000.
ومنح بورقيبة النساء حق التصويت في الانتخابات بعد وقت قصير من استقلال تونس عن فرنسا عام 1956 كما ألغى تعدد الزوجات ومنع الزواج قبل بلوغ سن 17 عاما.

وأمضى بورقيبة سنواته الأخيرة في منزله بالمنستير.

ويلقي المتحف الضوء على تاريخ بورقيبة وأسلوب حياته من خلال عرض لغرف قصره بأثاثها وصوره القديمة مع زوجته وأعمال فنية متنوعة.

وقال بعض الزوار لـ ميدل ايست أونلاين إن المتحف يعكس أسلوب حياة بورقيبة ،وقالت زائرة تدعى نجلاء تبكا إن الأثاث بسيط والديكورات رائعة مما يدل على أن بورقيبة كان رجلا بسيطا للغاية.

وأضاف مميش أن زيارة المتحف تقدم دروسا بشأن تاريخ تونس وتقدم لأطفاله معلومات حول بلدهم.

وتولى زين العابدين بن علي الذي كان رئيسا لوزراء تونس في عهد بورقيبة رئاسة البلاد خلفا له في عام 1987 بعد أن قال أطباء ان بورقيبة لم يعد قادرا صحيا على إدارة شؤون البلاد.

وأسقطت احتجاجات شعبية بن علي يوم 14 يناير/كانون الثاني 2011 بعد أن أمضى 23 عاما في سدة الحكم وفر بعدها إلى السعودية.

ومؤخرا، نشرت وسائل إعلام تونسية خبرا عن شكوى تقدم بها الزعيم الراحل في تسعينات القرن العشرين للقضاء التونسي من حالة الحصار المطبق التي فرضها عليه نظام زين العابدين بن علي والذي تحول إلى ما يشبه حالة السجن.

وكان الزعيم الراحل ومايزال يشكل بآرائه وبسياسته التي مارسها طيلة ففترة حكمه لتونس مثار جدل بين مختلف فرقاء التيارات السياسية والدينية في البلاد وتخطى الاختلاف بشأنه الى الساحات العربية.

واليوم تواجه الأحزاب الدستورية في تونس والتي تقول إنها الوريث الشرعي لسياسة الزعيم الراحل هجمات عنيفة من خصومها الذين ما يزالون حبيسي الصراعات القديمة التي جمعتهم ببورقيبة.

وعرف عن بورقيبة العلماني الحداثي الذي درس القانون والعلوم السياسية في فرنسا رفضه الشديد للتقاليد الاجتماعية البالية التي كان يعتبرها حجر عثرة امام تطور تونس وانطلاقها نحو الحداثة بمفهومها الغربي.

وتصدى بورقيبة للتعليم الزيتوني الذي لم يكن يراه مواكبا للعصر، وبدلا منه عمل على نشر التعليم الحديث.

وحققت سيسته في هذا الاتجاه نتائج باهرة ما يزال التونسييون باختلاف توجهاتهم يشهدون له بها إلى حد الساعة.

وكان الزعيم الراحل مؤمنا بالأمة التونسية المستقلة بتاريخها وببعدها الحضاري رافضا أي ارتباط لها باي توجه سياسي يساري أو قومي أو إسلامي.

وجلبت له هذه المواقف السياسية المتصلبة عداوات كثيرة في الداخل وعلى المستوى العربي خاصة مع الزعيم المصري الراحل جمال عبدالناصر بسبب ما جمع بين الرجلين من اختلاف جذري في النظر إلى قضية ما كان يعرف بالتحرر الوطني.

وكان بورقيبة المؤمن بسياسة المراحل التي طبقها للحصول على استقلال تونس من المستعمر الفرنسي قد دعا من اريحا في ستينات القرن العشرين الفلسطينيين إلى القبول بتأسيس دولة فلسطينية على اساس قرار التقسيم الشهير الصادر عن الأمم المتحدة، وهو ما جلب عليه سخطا عربيا شديدا قاده عبدالناصر، بسبب اتهامه بالعمالة على خلفية هذا التصريح المثير.

لكن الاحداث اللاحقة التي عاشتها وتعيشها القضية الفلسطينية والوضع العربي عموما أثبتت كما يقول بعض المؤرخين، بعد نظر بورقيبة الواقعي، في مقابل حماسة عروبية لم تأت عليها إلا بمزيد من الكوارث.
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled