اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

الحرار والآثار جزءٌ من جغرافية المدينة المنورة «الثقافية»

تتكون من صخور سوداء وصخور اللالفا


الحرار والآثار جزءٌ من جغرافية المدينة المنورة «الثقافية»

المدينة المنورة " المسلة " … تحتضن المدينة المنورة التي احتُفل بها ليلة البارحة الأولى عاصمة للثقافة الإسلامية 2013 عددا من الحرار والجبال والأودية والرسوم الصخرية والمنشآت البنائية والحصون والقلاع والآطام التي شكلت جزءا من جغرافيتها الثقافية، وترك الإنسان الذي سكنها واستوطنها منذ نشأتها لوحات على صفحات صخورها تعكس حياته آنذاك.

 

وأوضح لـ "الاقتصادية" الدكتور تنيضب الفايدي الباحث التاريخي أن المدينة المنورة جاء اختيارها كأول عاصمة للدولة الإسلامية من الله سبحانه وتعالى حيث تدل النصوص الصحيحة أن ذلك كان بوحي إلهي كما في الحديث: "رأيتُ في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب وهلي أنها اليمامة أو هجر، فإذا هي المدينة يثرب". والحديث "إني أريت دار هجرتكم ذات نخل بين لابتين".

 

وقال: "وكأن النبي أُري دار الهجرة بصفة تجمع المدينة وغيرها أولاً، ثم أُري الصفة المختصة بالمدينة فتعينت"، حيث أصبحت منطلق الغزوات والسرايا، وأصبح مسجدها المسجد النبوي مقصداً لجميع المسلمين والصلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، كما أن مسجد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أصبح أيضاً مقراً للتربية والتعليم وصدور الأحكام وتطبيقها.

 

وقال الدكتور تنيضب إن جغرافية المدينة متعددة من جبال والأودية والحرار، مبينا أن حرار المدينة تتكون من صخور سوداء "صخور اللافا Lava"، وعادةً تكون الصخور صعبة المسالك، وتحيط مجموعة من الحرات بالمدينة من جهاتها الثلاث، الغرب والجنوب والشرق، وأوضح أنه غرباً توجد حرة الوبرة "الحرة الغربية"، وشرقاً حرة واقم "الحرة الشرقية"، وفي الجنوب الغربي "حرة بني بياضة".

 

وبيّن أن المؤرخين أفردوا لبني بياضة حرة، بينما أغلب القبائل يسكنون في أطراف الحرة، سواء الشرقية والغربية، ولا سيما الأطراف التي تلي الحرم، لأن الحرة تمتد إلى مسافات بعيدة، ثم حرة شوران وحرة بني قريظة وقد تم التركيز على الحرة الغربية والشرقية "اللابتان" لورودهما في الحديث الشريف "إني أحرّم ما بين لابتيها"، فدخلت الحرتان في تحديد حرم المدينة، لذا اهتم المؤرخون بدراسة هاتين الحرتين وما ورد في حدود الحرم من أحكام، والحد الشرقي والغربي من الحدود المؤكدة وكذا الحد الجنوبي جبل عير والحد الشمالي جبل ثور.

 

وأشار الدكتور تنيضب إلى أن تلك الحرار ساعدت على حماية المدينة المنورة من جميع جهاتها لعدم قدرة الدواب من خيول وإبل على اجتيازها، كما ساعد ذلك على حفر الخندق "غزوة الأحزاب" من جهة الشمال، لأنه أغلق المدينة حيث ربط جزءها الشمالي الشرقي من حرة واقم بالجزء الشمالي الشرقي للحرة الغربية "حرة الوبرة"، وأصبح الدخول إلى المدينة المنورة صعب المنال، لذا ساهمت الحرار في انتصار المسلمين على الأحزاب في"غزوة الخندق" التي وقعت في السنة الخامسة للهجرة وارتبط اسمها ببعض سور القرآن الكريم مثل سورة الأحزاب.

 

وأضاف أن تلك الحرار والجبال مثل أحد وجبل سلع والجماوات "جماء تضارع، جماء أم خالد، جماء عاقر"، وكذا الأودية مثل وادي العقيق ووادي قناة، ووادي بطحان، جميعها تعتبر جزءاً من ثقافة المدينة المنورة عاصمة الثقافة التي تضمّ كل مقومات العاصمة الأبدية للدولة الإسلامية، مشيراً إلى أن أصل الثقافة خرج من المدينة إلى أقطار الأرض، كما أن لها أهمية كبيرة ومكانة غير عادية في قلوب المسلمين لتفوقها بين مدن العالم الإسلامي دينيًا وثقافيًا وتاريخيًا واجتماعيًا.

 

فيما قالت الدكتورة رحمة بنت عواد السناني الأستاذة في قسم العلوم الاجتماعية في جامعة طيبة إن المدينة المنورة هي عبق التاريخ والحضارة والأصالة والأخلاق والعدل والمساواة، كل تلك القيم تتمثل بها لذلك لا غرابة أن يقع عليها الاختيار عاصمة للثقافة الإسلامية 2013.

 

وأوضحت أن المدينة المنورة نشأت منذ فجر التاريخ حيث سكنها الإنسان واستوطنها، كما تدل آثارها من رسوم صخرية ومنشآت بنائية وحصون وقلاع وآطام، وكان يمارس الصيد ويعيش في جماعات ويزرع الأرض ويعمر المنطقة منذ عصورها الحجرية، ثم بدأ يتواصل مع الحضارات المجاورة وينفتح عليها ويتاجر معها في اليمن القديم وشمال الجزيرة العربية.

 

وقالت السنان: "ها هي نقوش مملكة معين تذكر يثرب منذ الألف الأول قبل الميلاد، وهذا ملك بابل نابونيد من أرض العراق يسمع عن يثرب وموقعها المتميز على طرق القوافل التجارية باعتبارها واحة زراعية خصبة منذ منتصف القرن السادس قبل الميلاد، فيقدم بجيشه إلى منطقة شمال الجزيرة العربية مكتشفا، ويترك لنا بالتالي نقشا في حران "تركيا" حفر بالمسمارية على مسلته يذكر فيها يثرب"، مضيفا: "وتستمر طيبة في سبيل تطورها ورقيها لتستوطنها قبائل الأوس والخزرج "الأنصار" منذ بدايات التاريخ الميلادي قادمين من اليمن إثر تدهور اقتصاد بلادهم بانهيار سد مأرب سد اليمن الشهير، ويأتي اليهود بعد ذلك قادمين إلى يثرب إثر تدمير الرومان لمقار إقامتهم في بلاد الشام مع بدايات القرون الميلادية الأولى ليجدوا في المدينة الحضن الأمن والحصن الحصين لهم".

 

وتزيد بقولها: "وتستمر المدينة قدما في مسيرة تطورها الحضاري حتى أشرقت بعثة الرسول – صلى الله عليه وسلم – على الكون في مكة لتمتد ثمارها اليانعة إلى المدينة التي اختارها الله عز وجل لتكون أحب البقاع لرسوله الكريم وللمسلمين – بعد مكة – وهكذا أصبحت المدينة – محضن الإسلام – بقدوم الرسول – صلى الله عليه وسلم – إليها في هجرته المباركة مؤسسا أقوى وأعظم حضارة عرفتها البشرية؛ تلك الحضارة التي اتخذت من كتاب الله وسنة نبيه منهاجا وشريعة ونظاما اقتصاديا وسياسيا وحضاريا واجتماعيا".

 

وأشارت السناني إلى أن دولة وحضارة الإسلام العظيمة لم تقتصر على المدينة بل امتدت لتحمل معاني الإسلام السامية وحضارته الراقية لكافة أنحاء العالم الذي وجد في حضارة الإسلام ودولة المدينة الأمان النفسي والتقدم الحضاري والعدل والمساواة التي كان يفتقدها البشر قبل ظهور الإسلام وقيام دولته الكبرى في رحاب المدينة.
 

المصدر : الاقتصادية

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled