أثرى يحذر : الصهاينة يخترقون آثار مصر
القاهرة "المسلة" خاص …. أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بوجه بحرى وسيناء أن الصهاينة يتخذون آثار مصر ومزاراتها السياحية كعلامات تجارية للسلع الصهيونية ومنها الأهرامات شعار قناة فضائية إسرائيلية مستنداً إلى كتاب الصحفى على القماش " الاختراق الصهيونى للآثار المصرية " وأن البرتقال الإسرائيلى المصدر لأوربا علامته التجارية الملكة نفرتيتى كما تم عمل مدينة لاس فيجاس بالولايات المتحدة الأمريكية أشبه بمدينة الأقصر.
ويضيف الدكتور ريحان أن الادعاءات الصهيونية تتواصل على آثار مصر ومنها ادعاءهم أن هرم أوناس الواقع جنوب الهرم المدرج بسقارة كشفت داخله نصوص سامية وهذا ما ذكره الأستاذ الأمريكى راؤبين شتاينر خبير اللغات السامية وقد أثبتت الاكتشافات الأثرية أن هرم أوناس يرجع إلى عام 2400قبل الميلاد أى قبل وجود العبرانيين فى مصر مع نبى الله يعقوب عليه السلام ولقد روج الكاتب الصهيونى فلايكوفسكى أفكاراً أن تصميم معبد حتشبسوت بالدير البحرى بالأقصر منقول عن تصميم معبد سليمان (لا يوجد أى دليل تاريخى أو أثرى لهذا الهيكل المزعوم ) رغم أن حتشبسوت سبقت تاريخياً نبى الله سليمان عليه السلام بنحو 600عام .
كما أن الكاتب الصهيونى خلط بين بلقيس ملكة سبأ وبين حتشبسوت وادعى أن حتشبسوت هى التى ذهبت لزيارة نبى الله سليمان ليبرر تزويره للتاريخ.
ويشير د. ريحان إلى ادعاء الصهاينة أن تل دفنة بالقنطرة شرق أثر يهودى وقد كشفت حفائر بعثة آثار منطقة الاسماعيلية عن بقايا مدينة عسكرية بتل دفنة من عصر أسرة 26 والتى تقع على طريق حورس الشهير وهى محطة استراتيجية هامة استغلها ملوك العصر المتأخر للدفاع عن البلاد وحماية الحدود الشرقية لمصر كما تم الكشف عن معبد كبير بتل دفنة وكلها آثار مصرية خالصة ومنطقة الشرقية هى محط أنظار وأطماع اليهود للزعم بوجود قصر لنبى الله موسى عليه السلام بها وهناك محاولات يهودية زائفة لربط تاريخ اليهود بتاريخ الهكسوس وادعوا بوجود آثار يهودية بقرية قنتير بالشرقية وقد أكد د. عبد الحليم نور الدين أمين عام المجلس الأعلى للآثار الأسبق وأستاذ المصريات أن قرية قنتير تقوم على أطلال مدينة أنشأها رمسيس الأول مع بداية أسرة 18 وكان القصد من إنشائها أن تكون مقراً للملك الحاكم فى الدلتا ومعسكراً للجيش المصرى لينطلق منها إلى حدود مصر الشرقية عبر سيناء.
ويؤكد د. ريحان أن الصهاينة يشغلوا أنفسهم بالبحث عن شخصية فرعون الخروج لتحقيق مآرب سياسية وتشويه التاريخ المصرى القديم باتهام معظم ملوكه بأنهم فراعنة للخروج كإخناتون وأحمس ومرنبتاح ورمسيس الثانى وغيرهم رغم أن المصادر المصرية القديمة لم يعثر فيها على أدلة قاطعة تؤكد شخصية هذا الفرعون وأن هناك لوحة شهيرة بالمتحف المصرى يطلق عليها لوحة إسرائيل بسبب أنها اللوحة الوحيدة فى تاريخ مصر القديمة الذى ذكر فيها اسم إسرائيل وهذا خطأ تاريخى وأثرى فهى لوحة مرنبتاح من الحجر الجرانيتى وقد عثر عليها عالم الآثار الإنجليزى بترى عام1896 فى كوم الحيتان بالأقصر ونقلت للمتحف المصرى وقد نقش على أحد وجهيها اسم مرنبتاح بن رمسيس الثانى الذى حكم من 1236 إلى 1223 ق.م لمدة 13 عام وذكر فى النص عبارات يفتخر فيها بانتصاره على الليبيون ويشير إلى سقوط مدن بفلسطين مثل عسقلان وجيزر ويانوعيم وجاء من ضمنها أول عبارة تشير إلى إسرائيل حرفياً (لقد سحق إسرائيل ولم يبق لهم بذر) وليس المقصود هنا بإسرائيل هم بنى إسرائيل كما زعم بعض المؤرخين الغربيين وبنى عليها دون دراسة علمية دقيقة بأن مرنبتاح هو فرعون الخروج وذلك لأن كلمة إسرائيل الواردة بالنص ليس لها مخصص خاص بدولة كما هو معروف فى اللغة المصرية القديمة بل مخصص رجل وسيدة أى أن المقصود بها هنا قبيلة فى مكان ما غير محدد قضى عليها وعلى بذرتها.
ويضيف د. ريحان أن العالم الإسرائيلي عمانويل أناتى ذكر أن الجبل الذي كلم الله عليه سيدنا موسى عليه السلام وأرسل إليه بالوصايا العشر هو جبل "كركوم" الموجود في صحراء النقب بفلسطين المحتلة وليس جبل الطور الموجود في جنوب سيناء وقد كذب د. عبد الرحيم ريحان هذه الادعاءات بتحقيقه لطريق خروج بنى إسرائيل بسيناء بناءاً على الأدلة والشواهد الأثرية الباقية و التفسير التاريخى للنصوص المقدسة ومقارنتها بتلك الشواهد.
مؤكداً أن منطقة الجبل المقدس الموجود بها جبل موسى حالياً هى المحطة الرابعة فى رحلة الخروج التى تشمل جبل الشريعة (جبل موسى) وشجرة العليقة المقدسة التى ناجى عندها نبى الله موسى ربه وهى المنطقة الوحيدة بسيناء التى تحوى عدة جبال مرتفعة مثل جبل موسى 2242م وجبل كاترين 2642م فوق مستوى سطح البحر ونظراً لارتفاع هذه المنطقة فحين طلب بنو إسرائيل من نبى الله موسى طعام آخر بعد أن رزقهم الله بأفضل الطعام وهو المن وطعمه كالعسل والسلوى وهو شبيه بطائر السمان كان النص القرآنى (إهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم) البقرة 61 والهبوط يعنى النزول من مكان مرتفع ونظراً لارتفاع هذه المنطقة أيضاً فقد كانت شديدة البرودة لذلك ذهب نبى الله موسى طلباً للنار ليستدفئ به أهله فى رحلته الأولى لسيناء ( إنى آنست ناراً لعلى آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون) القصص 29 وكان لجبل الشريعة مكانة عظيمة فى المسيحية حيث أنشأوا أشهر دير على مستوى العالم والذى أخذ شهرته من موقعه فى حضن هذا الجبل وهو دير طور سيناء الذى أنشأه الإمبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادى و تحول إسمه إلى دير سانت كاترين فى القرن العاشر الميلادى وفى العصر الإسلامى أنشأ الأمير أبو المنصور أنوشتكين مسجداً داخل الدير ومسجداً على قمة جبل الشريعة عام 500هـ 1106م فى عهد الخليفة الفاطمى الآمر بأحكام الله حرص المسلمون على زيارته وزيارة جبل الشريعة أثناء رحلتهم للحج إلى مكة المكرمة وتركوا كتابات تذكارية عديدة بمحراب المسجد.
ويطالب الدكتور ريحان بمقاضاة الدولة الصهيونية لاستخدامها آثار مصر علامات تجارية وتغيير اسم لوحة إسرائيل بالمتحف المصرى إلى لوحة مرنبتاح والتصدى الدائم لعلماء الآثار المصريين لهذه الادعاءات الصهيونية بدراسات علمية ومؤتمر قومى لمواجهة الاختراق الصهيونى لآثار مصر الخالدة.