اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

مفاجأة تاريخية ” ابيار على ” تنسب خطأ ل “على بن ابى طالب “ولكنها للحاكم السودانى “على دينار “

مفاجأة  " ابيار على " تنسب خطأ ل "على بن ابى طالب "ولكنها للحاكم  السودانى "على دينار "  

 

عبدالرحيم ريحانالقاهرة " المسلة" الاثرى الدكتور عبدالرحيم ريحان –   بمناسبة الاحتفال بالذكرى 96 لاستشهاد السطان على دينارحاكم دارفور تعقد الجمعيات السودانية بمصر العديد من الندوات عن تاريخ السودان وقد حاضر الباحث السودانى إبراهيم محمد إسحاق عضو جمعية أبناء الفور الخيرية بمصر ببيت السنارى الأثرى بالسيدة زينب الأربعاء السادسة مساءاً محاضرة عنوانها " دور السلطان على دينار" أشار فيها الباحث إلى أن   أبيار على ميقات الحجاج القادمين من المدينة والذى يعتقد  أغلب الناس أنها سميت نسبة لعلى بن أبى طالب رضي الله عنه
 

وهى تسمية حديثة وحقيقتها أن التسمية نسبة لعلى دينار حاكم السودان فى ذلك الوقت الذى حفر هذه الأبيار لسقاية الحجاج وخدمتهم وقد مر على تلك المنطقة ووجدها جرداء خالية من الماء
 

وكان كريما وله الكثير من الأملاك فى مكة المكرمة فى تلك الفترة فوهب هذه الأبيار لخدمة الحجيج وللسلطان على دينار أوقاف بالقدس واهتم برواق دارفور بالازهر الشريف وهو من أول الأروقة بالأزهر وأوقف اوقاف  لطلبة العلم بمصر وقد جاء السلطان محمدعلى دينار إلى هذا الميقات أواخر القرن التاسع عشر حاجاً منذ أكثر من مائة عام  فوجد حال الميقات سيئة فحفر آباراً إضافية للحجاج ليشربوا منها ويُطعمهم عندها وجدّد مسجد ذى الحُليفة الذى صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم وهو خارج للحج من المدينة المنورة وأقام السلطان بالميقات وعمّره ولذلك سمى المكان بآبار على نسبة إلى على دينار
 

من هو على دينار؟

هو  محمد على بن الأمير زكريا بن السطان محمد الفضل  ولقبه على دينارعلى اسمه الحقيقى وهى عادة من عادات سلاطين دارفور وتاريخ ميلاده بين أعوام  1865 و 1870 والدتة هى كلثوم المنصورية
آخر سلاطين دارفور الاسلامية واستمر حكمه من 1898م وحتى عام 1916م

وقد وقف السلطان على دينار سدا منيعا أمام الانجليز وتوسعهم نحو إفريقيا و استمرت فترة حكمه فى دولتة لأكثر من سبعة عشر عاما  وهو من قبيلة الفور المسلمة  وقد ظل يرسل كسوة الكعبة والمحمل  سنويا طيلة فترة حكمة من الفاشر عاصمة سلطنة دارفورالى مكة المكرمة  عندما تأخرت مصر لظروف الاستعمار وقد أنشأ مصنعاً لصناعة كسوة الكعبة

ولم تكن دارفور هي الهم الوحيد للسلطان على دينار ولم يكن همه على السودان فحسب  بل كان قلبه مفتوح على المسلمين كافة فقد مهد الطريق للحجاج القادمين من غرب إفريقيا القاصدين لبيت الله الحرام والأماكن المقدسة  واهتم على دينار بالعلاقات الخارجية فى فترة حكمة فكانت له علاقات بالأستانة عاصمة الخلافة العثمانية و ظلت تركيا تمد دارفور بالسلاح  كما سعى إلى تأسيس علاقة احترام متبادلة بين سلطنة دارفور والحكومة الانجليزية…

واعترفت الحكومة الانجليزية بسلطنة دارفور نظير دفع مبلغ 500 جنية سنويا  ولكن اندلاع الحرب العالمية الثانية أدى إلى تغيير موقف السلطان على دينارفقرر الوقوف مع الخلافة الإسلامية العثمانية فى الحرب العالمية
 

وحاولت الحكومة البريطانية كسب ود السلطان على دينار من أجل وقوفه معها ولما فشلت فى ذلك  قررت ان تخوض الحرب ضده  وظلت دارفور صامدة لمدة فى مواحهة أحدث الأسلحة ولأول مرة يتم استخدام الطيران فى الحرب  وفى فجر يوم 6 نوفمبر 1916 انهال عليه رصاص المستعمر وهو يصلى الصبح وسقط شهيدا دفاعا عن ارضه وعقيدته ودولته

 
دارفور

دارفورمنطقة غنية بثرواتها وكانت سلطنة إسلامية منذ منتصف القرن السابع عشر الميلادى وحتى عام 1916م وآخر سلاطينها السلطان على دينار الذى دان لدولة الخلافة العثمانية وحارب الإنجليز ووقف سداً منيعاً أمامهم طوال فترة حكمه التي امتدت لأكثر من سبعة عشر عاماً وهو من قبيلة الفور المسلمة وتساوى مساحة دارفور حاليا مساحة جمهورية فرنسا ويبلغ تعدادها 12 مليون نسمة وكلهم مسلمون ،

ويشتهر أفراد أبناء قيبلة الفور بحفظ القرآن الكريم ولا يختن الطفل إلا إذا حفظ القرآن كما لايزوج الرجل إبنته إلا لرجل يحفظ القرآن حتى أن مسلمى أفريقيا يطلقون على منطقة دارفور "دفتي المصحف" وقد كان السلطان على دينار يؤمِّن طريق الحج لحجاج غرب أفريقيا مجتمعين وكان فى الأزهر الشريف حتى عهد قريب رواق اسمه "رواق دارفور"، كان أهل دارفور لا ينقطعون عن طلب العلم فيه

مشكلة دارفور

إن أصل مشكلة دارفور يكمن فى طبيعتها القبلية فيسكنها  قبائل من أصول عربية تعمل بالرعى وقبائل من أصول أفريقية تعمل بالزراعة وكما هى الحال فى العالم أجمع قد يحدث النزاع بين الزرّاع والرعاة على المرعى والكلأ وتتناوش القبائل بعضها مع بعض فى نزاع قبلى بسيط تستطيع أى حكومة أن تنهيه بسرعة غير أن هذا لم يحدث فى دارفور بل تطور الأمر بتدخل الدول الاستعمارية وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا (بريطانيا وفرنسا) فى الموضوع وتصارعا من أجل مصالحهما..

وأثر هذا فى موقف الدولة وفق موقعها من هذا الصراع وهكذا تركت الدولة (عبر الأنظمة المتعاقبة على حكم السودان منذ انفصاله عن مصر) الأمر يستعر بين القبائل بل دعمت بعضها بالأسلحة حتى تحول الوضع فيها إلى مجازر قُتل فيها من قتل وتشرد الآلاف
 

وقد أشعل الاستعمار هذا النزاع لتقسيم السودان لخمس دويلات دولة فى الغرب وهى دارفور ودولة فى الشرق ودولة فى الجنوب ودولة فى الشمال على حدود وأخرى فى الوسط.

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled