القاهرة – بقلم محمد مصطفىتوقفت عند تصريح أدلى به مؤخرا عمرو العربى رئيس هيئة تنشيط السياحة حيث يقول أن السياحة العربية الواردة الى مصر قد انخفضت بنسبة 30% وأن أحد اسباب هذا الانخفاض وصول أسعار الفنادق متأخرة لمنظمى الرحلات (!!).. كما ذكر أن ارتفاع سعر الاقامة بالفنادق جعل السائح العربى يهرب(!!) اضافة الى عدم وضوح حركة السوق العربى خلال الفترة القادمة وان الشركات اخفقت فى بيع البرنامج .. وكلام رئيس هيئة تنشيط السياحة والاسباب التى حددها لتراجع السياحة العربية الوافدة الى مصر يحتاج الى أكثر من “وقفة” ونضعه بين يدى اتحاد الغرف السياحية وغرفة الفنادق وهما يضمان خبراء ومستثمرين لديهم باع طويل فى هذا النشاط ..لا بد من تأمل الموقف الذى نحن مقبلين عليه وتلك الازمة التى تزحف الينا والتى بدأت ملامحها تظهر – علينا أن نسعى برصد المعلومات والاحصائيات الصريحة وتشكيل لجنة على أعلى مستوى لمواجهة الازمة ووضع الخطط الكفيلة بالتخفيف من أثارها واستشراف افاق المستقبل.****** – اننا نطالب بنظرة أكثر واقعية وايجابية مع السياحة العربية وبذل جهود حقيقية للتعرف على رغبات السائح العربى وتعزيز المرافق والنشاطات التى يسعد بها والتى تغرى الاشقاء على قضاء اجازاتهم فى مصر خاصة فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى يواجهها العالم والتى قد تفرض على الكثير ين اعادة اختيارهم للمقاصد السياحية ، وسوف يصبح عامل التكلفة من اهم دوافع الاختيار .. ولذا نطالب باعادة دراسة اسعار الاقامة فى الفنادق والمنشآت السياحية الاخرى وتقديم مزيد من الحوافز التى تغرى الاشقاء العرب ، من هنا نقول ان المبالغة فى الاسعار سوف يتسبب فى مزيد من التراجع .-ان الواقع يؤكد ان اهتمامنا بالسياحة العربية اقل بكثير من السياحة الدولية عملا ببعض الاقوال السطحية بأن السائح العربى سيأتى لمصر لا محاله ، وهذه مقولة بائسة لان كثيرا من الدول والمقاصد السياحية حولنا تحاول ان تنهش أكبر قدر من كيكة السياحة ومن بينها السياحة العربية.******ان فكرةالقوافل السياحية التى تنظمها وزارة السياحة للاقطار العربية فكرة جيدة وان كان بها بعض السلبيات التى يجب العمل على اصلاحها ، فقد اتيح لى ان اشارك فى هذه القوافل لسنوات عديدة ،وفى كل بلد نذهب اليه نستمع الى ملاحظات سلبيه من الاشقاء ،يوافق عليها كل وزراء السياحة الذين رافقتهم ويعد رؤساء الوفود بمتابعتها والعمل على حل هذه المشاكل، وما أن تعود القوافل حتى ينسى المسئولون كل ما سمعوه ليتكرر طرحه فى العام التالى بنفس التفاصيل ،وأذكر على سبيل المثال القافلة التى تسافر الى ليبيا على مدى ثلاث سنوات تابعتها ..- انهم يشكون مر الشكوى من متاعب التأخير والتعقيد على الحدود البرية خاصة تعدد الجهات التى يمر عليها السائح وصعوبة الاجراءات وبطئها لدرجة أن السائح الذى يأتى فى سيارته مع اهله يظل قابعا فى المنفذ أكثر من خمس ساعات ، وكم سمعت عن تدابير ستتخذها الهيئات المسئولة عن هذه المأساة ووعود كل وزراء السياحة بالتدخل لدى تلك الجهات لتسهيل عملية مرور السياح من المنفذ وكم تألمت وانا استمع الى المقارنة التى كان الاشقاء يطرحونها عن الفارق بين عملية التعذيب التى يلقونها أمام المنافذ المصرية مقابل السهولة واليسر والسرعة والمرونة التى تنتظرهم عند الحدود التونسية رغم ان الليبيين يحبون مصر حبا جما وتربطهم بها روابط خاصة ، وكذلك فان حجم الانفاق الذى يقدمه الاشقاء الليبيين أثناء تواجدهم فى مصر حجم كبير .. وأن بامكاننا لو أردنا وتصدينا لمن يتسبب فى هذه الانطباعات السلبية .******– يمكننا مضاعفة اعداد الوافدين من الاشقاء الليبيين وتحقيق دخل سياحى متميز خاصة اذا فتحنا ملف العلاج فى المستشفيات والمراكز الطبية المصرية وازلنا المتطفلين والانتهازيين والوسطاء الذين يتسببون فى تراجع الاشقاء من الحضور الى مصر التى يحبونها ويثقون فى اطبائها .ان ما ذكرته عن السياح الليبيين هو مجرد مثال ، وهناك امثله عديدة أخرى لمعوقات وسلبيات لا بد من التعامل معها بكثير من الشفافية ولا نضع رؤسنا فى الرمال ونقول العبارة البائسة “كله تمام التمام”.ان القرار الذى اتخذته هيئة تنشيط السياحة ببدء القوافل الى الاقطار العربية فى شهر فبراير هو قرار حصيف ، فقد كانت من أهم سلبيات القوافل فى الاعوام الماضية هو التأخر فى القيام بهذه الجولة التنشيطية ..السلبية الثانية التى أرجو ان ينظر اليها بعين الاعتبار هو قصر المدة التى تقضيها القافلة فى كل بلد والتى تتراوح بين ليلتين أو ثلاثة ،وهى مدة قصيرة لا تكفى لبرنامج جيد ورصين فى هذه الاقطار حيث تبدو القافلة وكأنها تلهث .******يبقى أن اقول ان السياحة العربية تستحق تشكيل لجنة خاصة لتقديم الافكار لتنمية السياحة العربية الوافدة لمصر .. اخيرا نقول اننا نحتاج الى مزيد من المصارحة والشفافية بديلا عن كثير جدا من التصريحات الجوفاء والفهلوة .والله من وراء القصدللتواصل مع الكاتب :محمد مصطفى [email protected]
