اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

جلال دويدار يكتب فى باب رحلة ..المنافسة تشتعل لجذب السياحة الخليجية

رغم أن الله أنعم علي غالبية دول الخليج بالدخل الكبير من ثروتها النفطية.. إلا أن هذا لم يمنعها من طرق أبواب تنمية دخلها في العديد من الأنشطة الأخري باستثمار جانب من عوائدها في تحقيق ذلك. من أجل هذا الهدف يجري استخدام النفط في دعم عمليات التنمية الصناعية وهو ما قد يتيح لها توافر القدرة التنافسية. المثال علي ذلك ما يحدث في السعودية التي تشهد توسعا صناعيا ملحوظا خاصة في مجال الكيماويات.
***
من ناحية أخري نجحت دبي وهي إمارة غير نفطية من إمارات دولة الإمارات المتحدة في استثمار موقعها كميناء محوري بين دول الخليج لاستقطاب فوائض أموال النفط في الأنشطة العقارية وتجارة الترانزيت المختلفة لتلبية احتياجات المد الاستثماري إلي منطقة الخليج . نجاحها في جذب هذه الاستثمارات يعتمد علي التسهيلات غير المسبوقة التي تقدمها للمستثمرين من كل بلاد الدنيا لإقامة شركات ومصانع في منطقة جبل علي وخارجها.. هذه النهضة العمرانية علاوة علي الانفتاح الزائد الذي لا وجود له في أي دولة خليجية أخري بل في بعض الدول الأوروبية وكذلك انتشار المراكز التجارية التي تعرض كل منتجات العالم ساهمت في تحويل هذه الإمارة الصغيرة إلي منطقة جذب سياحي.

وهنا لابد أن نقر بأن السياح الروس الذين تدفقوا علي دبي لشراء الأجهزة الالكترونية والتجارة فيها والقيام بعمليات غسيل أموال كانوا عنصرا أساسيا في بدء النهضة السياحية والتجارية لدبي. أدي هذا الإقبال السياحي الذي شمل العديد من الجنسيات بعد ذلك خاصة ركاب الترانزيت من وإلي الشرق الأقصي إلي إقامة العديد من الفنادق والاهتمام بإقامة مطار دولي علي أعلي مستوي إلي جانب توفير مئات المليارات من الدولارات لدعم شركة الطيران الوطنية بالطائرات .
***
ورغم هذه الصورة المبهرة لدبي اقتصاديا وتعميريا فإنه يبدو انها وصلت إلي مرحلة التشبع الذي سيقودها إلي الجمود. لقد أدي الازدحام الزائد الذي يفوق قدرتها البشرية ومساحتها إلي ظهور العديد من المشاكل غير المشجعة رغم كل الجهود التي تبذل من أجل ايجاد حلول لها بما في ذلك اللجوء إلي مترو الأنفاق. كان طبيعيا نتيجة كل هذه العوامل وجشع رؤوس الأموال في تحقيق أكبر نسبة من الأرباح من وراء بناء العقارات أن يرتفع التضخم وبالتالي أسعار كل شيء إلي درجة صعبت الحياة علي المواطنين فما بالك بالنسبة للعمالة الوافدة التي بدونها تتوقف الحياة تماما. كان من الطبيعي أن يؤثر هذا الغلاء سلبا علي حركة الزوار وليس ركاب الترانزيت.
***

بسبب الغيرة والرغبة في السير علي خطي دبي وسعيا إلي التقليل من حركة هجرة المواطنين سياحيا إلي خارج البلاد وخلال الصيف.. فإن الدول الخليجية الأخري مثل قطر وعمان والبحرين بل والسعودية أيضا بدأت في تنفيذ العديد من المشروعات السياحية العملاقة التي تستهدف أيضا جذب السياحة الأجنبية. أصبح شيئا عاديا أن تقام مهرجانات التسوق في هذه الدول مستندة إلي إغراءات الأسعار التي تنافس أسعار دبي وكذلك خلق المناسبات الفنية والثقافية المتعددة. بالطبع فإن تأثير هذا التنافس سيظل محدودا بالنسبة لمواطني الدول الخليجية نظرا لأحوال الطقس التي لاتطاق خلال الصيف وهو فصل السياحة والإجازات حيث تصل خلاله درجة الحرارة إلي ما يقرب من 50 درجة مقترنة بدرجة رطوبة تبلغ 100 % . وفقا لهذا التحليل فإن غالبية هؤلاء المواطنين يفضلون قضاء اجازاتهم في دول يستطيعون خلالها الخروج إلي الشوارع وبحيث لايضطرون إلي البقاء داخل الجدران المكيفة. انطلاقا من هذه الحقيقة فإن المنافسة تشتعل حاليا بين كثير من دول العالم من بينها ماليزيا واستراليا ومصر وتركيا من أجل جذب أكبر عدد من السياح الخليجيين.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled