وضعت كبريات المجلات والصحف البريطانية والامريكية مؤخرا سورية ضمن قائمة أهم المقاصد السياحية العالمية خلال العام الماضى لما تزخر به من أوابد تاريخية وحضارات عريقة تعاقبت عليها عبر الزمن.
ونشرت مجلة تليغراف البريطانية مقالا وتحت عنوان أفضل وأسوا الاشياء فى السفر تركت فيه لـ 17 خبيرا من كتابها حرية اختيار وتقييم المقصد السياحى الافضل والاسوء لعام/2008/.
وقد اختار الكاتب “تيم جيبسون” دمشق كافضل وجهة سياحية فى العام الماضى لما يميزها من مقومات سياحية وثقافية تمتد الى “4000” سنة مضت ومدن قديمة منذ اكثر من قرن تزهو بحضارة استثنائية واصفا شعبها بالرائع وشوارعها بالامنة الى جانب لذة طعامها وفنادقها الجميلة.
فيما اختارت” مجلة صنداى ميل “البريطانية “بعنوان وجهة السفر الجاذبة للكاتب براين جونستون سورية من بين افضل عشرة مقاصد سياحية فى العالم لعام 2009.
وأضافت الصحيفة فى مقالها ان دمشق تمثل أقدم مدينة ماهولة فى العالم فيما تختزن معظم المدن السورية اثارا مذهلة من بينها المسرح الرومانى بمدينة بصرى وأفاميا وتدمر اضافة الى العمارة الاسلامية الرائعة.
ولم تكن صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية بمنأى عن الصحف الأخرى حيث نشرت مقالا عن سورية بعنوان “مدمن بشكل خطير”للصحفى برنابى روجريسون اشار فيه الى ان زيارة سورية والتى هى اشبه بصندوق الدنيا الذى لا تستطيع اغلاقه كالادمان فمن يزورها فلا بد ان يعود اليها واننى لا زلت ارى الرمال الذهبية التى نثرتها العاصفة فى دورا اوروبس التى تتربع على ضفاف الفرات بالقرب من مدينة دير الزور عندما تسلقت القلعة خلال زيارتى الماضية اليها.
وأضاف روجريسون فى مقاله أحب الاثار القديمة وساحات المعارك المسكونة بارواح الماضى او صوامع الاديرة الفارغة لكن ما تعرضه دورا اوروبس شىء اخر فقد بدا الامر وكأن بقية العالم قد الغى فلا حركة ولا ضجيج ولا تمييز للافق اذ ان الرؤيا تحولت الى هالة بلون الذهب الاحمر ممتدة من حولك وكأنك فراشة فى عالم من العنبر فالعالم اختزل الى قبة صغيرة بارتفاع50 قدما حيث كشفت هذه المدينة الحصن والمطلة على الحدود ما بين الامبراطوريتين الرومانية والفارسية عن جداريات رائعة.
وعن مدينة مارى القريبة من دورا اوروبس يقول الكاتب ان هذه المدينة الدولة التى تعود الى 5000عام والتى غرقت معالمها فى الطين والطمى تحتضن مكتبة كشف عنها علماء الاثار شبه سليمة مما سمح بالاطلاع على اخر الرسائل التى كتبها الملك مارى الى بناته السبع قبل ان ياتى لهيب الغزو الاجنبى ويحول منزله القديم الى انقاض فى عام 1759 قبل الميلاد.
كما يصف الكاتب حصن القديس سيرجيوبولس الذى بدا كبيرا داخل اسوار مبنية من الحجارة الغنية بالمايكا على طرف البادية السورية متلالا كما لو انه مرقط بقطع من الفضة ولا تزال هذه الاثار تهيمن عليها الهياكل الحجرية لثلاث كنائس بنيت فى القرن السادس من الحجر المذهب فى الفترة التى كانت انكلترا غارقة فى العصور المظلمة..
ويقول الكاتب فى القديس سيرجوبولس يمكنك ان تعيش مرة اخرى سحر هذا الزمن متجولا بين اثار الكاتدرائية وهى عبارة عن دائرة من الاقواس المزخرفة محاطة بمربع اشبه بتلك التى تحيط بقبة الصخرة حيث يعتبر هذا المكان وهو ما يعرف ايضا بكنيسة الصليب المقدس واحدا من عجائب العالم فالقناطر والسراديب مبنية من الحجر المذهب..
ومضى الكاتب يقول واذا كنت بصدد التخطيط لمثل هذه الرحلة الى سورية فلا تنس زيارة دمشق القديمة وخاصة جامعها وكذلك الاثار الرومانية فى بصرى بما فيها المسرح وافاميا ومدينة النخيل الشامخة بوجه الريح تدمر وقلعة الحصن ومدينة حلب ذات السحر الازلى ناهيك عن المدن المنسية وقلعة سمعان.. وأضاف لقد بدأت بترتيب امورى لرحلاتى المقبلة حيث أعتزم زيارة قصور الامويين فى البادية والقلاع مثل قلعة صلاح الدين وكذلك شهبا المدينة التى بناها الامبراطور فيليب العربى فى جبل العرب.
كما نشرت الصحيفة مقالا اخر عن سورية بعنوان/الاسواق القلاع والانظمة الاجتماعية / للصحفى ” راوءول جاكوب ” قال فيه ان افضل الرحلات هى تلك التى تمنحنا نظام السفر عبر الزمن وسورية هى الرائجة اليوم لانها المليئة بالقلاع التى تبدو وكأنها مسرح معد يجسد فيلما رائعا وان ما تقدمه سورية فى مجال السفر عبر الزمن لا يقتصر على ماضيها القديم وحقبة القرون الوسطى وانما الى الانظمة الاجتماعية فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى حيث تبدو الحداثة تشق طريقها بعيدا عن العصور الوسطى فى سورية التى تمتلك القدرة على التعايش خلال قرنين متزامنين.
على الصعيد ذاته نشرت مجلة ” ناستى كوندى ترافلر” البريطانية مقالا للكاتب”ستانلى ستيوارت “عن سورية بعنوان ” الاشياء القديمة هى الافضل ” قال فيه ان مدينة دمشق التى تعد اقدم مدينة فى العالم وجنة عدن تجد فيها الكنائس والمساجد بجانب بعضهما البعض والائمة والرهبان يدردشون فى زوايا الشوارع وكلا الديانتان تتشاركان بأنبياءهما وتستمتعان باعياد بعضهما ويكنان الاحترام لتقاليد كل منهما ففى هذه الاوقات الصعبة تشكل دمشق المليئة بالكنوز المخفية فى بيوت جميلة تفتح على عالم خاص من النوافير والفناءات نموذجا للتعايش الديني.
واضاف ” ستيوارت ” دمشق هى اقدم مدن العالم الباقية واول ذكر لها كان فى سفر التكوين زمن ابراهيم حوالى “1700 قبل الميلاد” وجنة حسية يفوح من اسواقها العبق وتنشد فى حماماتها الاسترخاء يظهر من سورها القديم بقية العالم وكانه امتداد مدنى حديث.
من ناحيتها نشرت صحيفة ” وول ستريت ” الامريكية مقالا عن سورية بعنوان”السياح يتجهون للقدوم الى سورية ” للصحفى / بروك اندرسون /اشارت فيه الى ان سورية هى مكان اسهل للزيارة بالنسبة للاجانب من باقى الدول العربية حيث تشعر فى حال دخولك اليها بامان اكثر من اى مكان اخر فى المنطقة وقد لعبت الحكومة السورية دورا كبيرا فى ازدهار السياحة هذا العام وهى بصدد ترميم مدينة دمشق القديمة ومناطق الكنائس والمساجد والحمامات والمطاعم الى جانب جهودها فى جذب الزوار وإطلاق حملات ترويجية فى العالم.
المصدر: سانا