على هامش مشاركته فى معرض السياحة الاسبانى الفيتور أكد محمد بوسعيد وزير السياحة والصناعة التقليدية المغربى امس الأربعاء بمدريد، أن السوق الإسبانية تحظى ب”الأولوية” بالنسبة لقطاع السياحة بالمغرب، على اعتبار أنها احتلت المرتبة الثانية من حيث عدد السياح الذين زاروا المملكة خلال السنة المنصرمة، وذلك بحوالي 600 ألف سائح. وأضاف بوسعيد في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة افتتاح الدورة ال29 للمعرض الدولي للسياحة بمدريد (فيتور)، أن هذه السوق ما زالت تزخر بمؤهلات هامة “نعتزم استغلالها”.
وقال إن مشاركة المغرب في هذا المعرض تروم تحقيق هدفين رئيسيين، يتمثل الأول في الترويج والتسويق وإعطاء دفعة هامة للمحطة الاستجمامية الجديدة بالسعيدية -الأولى ضمن المخطط الأزرق (أزور)- التي ينتظر أن يتم تدشينها خلال الصيف المقبل.
وذكر الوزير بأن أهم مجموعتين فندقيتين ستفتحان أبوابهما في إطار هذا المشروع، إسبانيتان، مبرزا أنه من المتوقع أيضا أن يتم فتح ملعب للغولف ومارينا ومركز تجاري ومركب للصناعة التقليدية. وأشار إلى أن الهدف الثاني، يتمثل في تعزيز الوجهات الأخرى المفضلة من قبل السائح الإسباني، خصوصا مدن مراكش وأكادير وفاس، التي أصبحت تعرف انتعاشة كبيرة بفضل التطور الذي عرفته الرحلات الجوية.
وقال إن “المغرب هو أقرب بلد لإسبانيا، حيث يمكننا القيام برحلة متميزة. ونتوفر على امتيازات تمكننا من الحفاظ على هذه الدينامية التي شهدتها هذه السوق خلال السنوات الأخيرة”، معتبرا أنه سيكون من نتائج الأزمة الاقتصادية العالمية، دفع المستهلك إلى الاختيار بين الوجهات البعيدة والقريبة.
وأكد أنه ظل في هذا السياق العالمي الخاص جدا المتميز بركود قوي وبأزمة اقتصادية، بدأت تؤثر على قطاع السياحة العالمية، فإن المغرب عازم على الدفاع “بكل ما أوتي من قوة” عن حصصه في الأسواق المصدرة للسياح، خصوصا التي تحظى بالأولوية.
وقال “إننا على يقين بأن المغرب سيصمد بشكل كبير أمام هذا الوضع، وذلك بفضل جودة منتوجه، وتنافسيته، وقربه من أهم الأسواق المصدرة للسياح، وكذا بفضل استراتيجيته الاستباقية (كاب 2009)، التي يتم اعدادها حاليا على مستوى المناطق السياحية الرئيسية بالمملكة”.
وسجل بوسعيد أن هذا المعرض يشكل فضاء هاما لعقد لقاءات مع أهم منظمي الرحلات، وكذلك مع مهنيي قطاعي السياحة والنقل الجوي، مضيفا أن الأمر يتعلق أيضا بمناسبة لتسليط الضوء على الاتفاقات التي تم إبرامها وإعداد أخرى، بهدف الحفاظ على التطور الكبير الذي يعرفه قطاع السياحة المغربي.
ويمتد رواق المغرب في معرض فيتور لسنة 2009، على مساحة 400 متر مربع، ويمزج في تناغم تام بين المعاصرة والقيم الأصيلة، مع إبراز المؤهلات الكبيرة للمنتوج السياحي المغربي. وتحضر هذه التظاهرة العديد من المجالس الجهوية للسياحة، بهدف الترويج للمنتوجات والوجهات التي تستجيب أكثر لانتظارات السياح الإسبان.
وتتواصل الدورة ال29 لمعرض فيتور إلى غاية فاتح فبراير القادم بمدريد، بمشاركة أزيد من 150 ألف مهني ونحو 12 ألف مقاولة نشيطة في هذا المجال تمثل 170 بلدا. وأشار المنظمون إلى أن (فيتور)، الذي يعد أكبر معرض مخصص للسياحة على الصعيد الدولي، يشكل أرضية محورية هامة لعقد لقاءات، والتي ستمكن ليس فقط العارضين ولكن أيضا الزائرين من تحديد استراتيجيات جديدة والنهوض بالوجهات المرتبطة بها.
ويتعلق الأمر بإطار ملائم يمكن مختلف المشاركين من إرساء علاقات تجارية ومضاعفة اتصالاتهم وتقديم كل مستجداتهم والاستفادة من جميع المزايا التي تتيحها المشاركة في أكبر حدث سياحي من هذا العيار.
واعتبر المنظمون أن الأرقام المرتبطة بنسبة المشاركة في المعرض الدولي للسياحة بمدريد “جد مرضية” بالنظر للظرفية الاقتصادية العالمية، مسجلين أن ذلك يعد مؤشرا على أن هذا المعرض “يحافظ على مكانته باعتباره معرضا متميزا في مجال الصناعة السياحية العالمية”.
وفي إطار معرض فيتور 2009 الذي يمتد على مساحة تقدر ب200 ألف متر مربع تتوزع على 12 رواقا، من المنتظر أن يتم تنظيم العديد من اللقاءات والموائد المستديرة التي ستتطرق لمواضيع ذات الصلة ب”الأجوبة التي تقدمها السياحة أمام تحديات العولمة الاقتصادية الجديدة” و”مفاتيح إرساء سياحة مسؤولة” و”السياحة والبيئة، تحد متجدد” و”الأسواق المالية، الوضعية الاقتصادية والسياحة”.