تقارير – المسلة
أصبحت الخدمات الصحية منتوجا سياحيا جديدا في تونس التي تحولت خلال السنوات القليلة الماضية الى وجهة مفضلة لعشرات الالاف من السياح الاستشفائيين القادمين من دول عربية وافريقية وأوروبية..وبحسب احصائيات رسمية استقبلت البلاد سنة 2007 نحو 102 الف سائح صحي من جنسيات مختلفة عرب وأفارقة وأوروبيين مقابل 81 الفا و500 سنة 2006 و55 الفا سنة 2005 و43 الفا سنة 2003 .
كما توافد سنة 2007 نحو 150 الف سائح أغلبهم أوروبيون على تونس المصنفة الثانية عالميا بعد فرنسا في العلاج الطبيعي بمياه البحر.
وتحتل تونس المرتبة الثانية افريقيا في مجال السياحة الاستشفائية بعد جمهورية افريقيا الجنوبية وهي متقدمة في هذا المجال على عدة دول منافسة فى منطقة البحر الابيض المتوسط.
ويتم تقديم الخدمات للسياح الاستشفائيين داخل المصحات التونسية الخاصة المجهزة بأحدث التقنيات والتي يعمل بها أطباء أكفاء.
وتعد تونس اليوم نحو 80 مصحة خاصة مقابل 21 مصحة فقط سنة 1987 طاقة استيعابها 2500 سرير وتقدم خدمات طبية ذات جودة عالمية وبأسعار تنافسية.
وشرعت المصحات التونسية في تطبيق برامج تأهيل لمزيد النهوض بجودة خدماتها ومطابقتها مع المقاييس الدولية. وقد حصل العديد منها على شهادات ايزو للمواصفات العالمية.
ومن المنتظر احداث ادارة صلب وزارة الصحة العمومية تعنى بالقطاع الصحي الخاص وتنظيم مجالات شراكة بين القطاعين العمومي والخاص للصحة بهدف دفع صادرات الخدمات الصحية مع ارساء عقود شراكة نموذجية في هذا المجال.
خدمات طبية ذات جودة عالمية وبأسعار تنافسية
ويطلب السياح الاستشفائيون القادمون من دول افريقية وعربية تدخلات طبية ثقيلة على غرار جراحة القلب والعيون والاعصاب وتقويم الاعضاء فيما يقبل القادمون من أوروبا على جراحة التجميل التي تشمل ازالة التجاعيد وشفط الدهون وزرع الشعر وجراحة الاسنان فضلا عن اصلاح التشوهات الخلقية أو الناجمة حوادث الحياة.
وقد شكل شطط أسعار جراحة التجميل في أوروبا وعدم تكفل الصناديق الاجتماعية في أغلب دول القارة بتغطية مصاريفها طالبي هذا النوع من الخدمات الطبية دافعا لمزيد الاقبال على تونس حيث بالامكان اجراء عمليات تجميل ذات جودة عالمية وبأسعار غير قابلة للمنافسة فى نطاق الاستجمام السياحي.
وأصبحت أعداد متزايدة من هولاء تفضل زيارة تونس للجمع بين السياحة والتجميل ما دفع وكالات أسفار عالمية وتونسية الى التخصص في هذا النوع الجديد من السياحة.
وتتطلع تونس الى استقطاب المزيد من سياح الصحة الاوروبيين باعتبار أن السائح الواحد من هؤلاء يوفر على الاقل عشرة أضعاف الايرادات المالية للسائح التقليدي.
وتتأهب البلاد الى أن تتحول الى قطب لتصدير الخدمات الصحية في أفق 2016 بعد أن أذن الرئيس زين العابدين بن لدى اشرافه على مجلس وزارى انعقد يوم 5 سبتمبر 2008 بوضع خطة عمل لتحقيق هذا الهدف.
وتنص الخطة بالخصوص على /تثمين التطور النوعي للنظام الصحي بتوظيف الاستثمارات ذات الصلة نحو تصدير الخدمات الصحية في مجالات المصحات الخاصة والادوية والاختبارات العلاجية والسياحة الصحية والعلاج الطبيعي بمياه البحر/.
وقد أقر المجلس الوزاري وضع خطة لاحداث مدينة طبية ومناطق صحية تحتضن مشاريع صحية وطبية معدة للتصدير. كما أقر تشجيع مجال النقاهة الطبية باستقطاب المرضى من الخارج في الفضاءات الطبية وتشجيع اقامة الاجانب المسنين لمدة طويلة في تونس وذلك في مراكز سياحية أو بمحلات اقامة تعد للغرض في شكل قرى صحية سياحية.
المصدر : وكالة الانباء التونسية