اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

بالصور.. فن الرسم على الخشب إبداع للاستمتاع بأثاث راقى

كتب د. عبد الرحيم ريحان

 

 

أهم ما يلفت أنظارنا حينما ندخل متحفا أو معرض لبيع الأنتيكات والتحف أو مزاد كبير لبيع المقتنيات النادرة هو فن الرسم علي الخشب والأثاث ومنذ أن بدا الإنسان في إبداع الفنون المختلفة كان الرسم علي الخشب هو أحد تلك الفنون  وأول من عرف الرسم علي الخشب والأثاث هم قدماء المصريين لتزيين أثاث بيوتهم ومعابدهم كما ظهر الأثاث الصيني في القرن السادس عشر في أوروبا في المحاكم الأوروبية بإنجلترا وفرنسا وهولندا وشملت رسوم الفاكهة والزهور على الخشب.

 

وفى هذا الصدد يوضح مصطفى كامل الباحث فى الآثار والفنون الإسلامية أن فن الرسم على الخشب ظهر في الفن الإسلامي وهناك قطعة فنية رائعة بمتحف الفن الإسلامى بعد افتتاحه مؤخرًا تمثل باب من القرن الحادي عشر الهجري ، السابع عشر الميلادي وهذا الباب من قصر جهل ستون أي قصر الأربعين وسمي بالأربعين لوجود عشرون عمودًا قائمًا ينعكس على البركة التي أمامه وينسب إلي الشاه عباس الأول الصفوي وقد زخرف برسوم آدمية وزخارف نباتية وأبراج فلكية ومناظر تصويرية وقد أبدع الفنان في توزيع المناظر التصويرية وكأن الباب صفحة من مخطوط صفوي مزين بأروع التصاوير.

 

ويضيف مصطفى كامل أن هذه التصاوير تمثل التراث الفارسي القديم مثل قصة ليلي والمجنون وحياة البلاط الصفوي وقد ذكرت الدكتورة سعاد ماهر في كتابها الفنون الاسلامية أن العصر الصفوي ظهر فيه أسلوب اللاكيه في زخرفة الأخشاب وقوام زخرفتة عبارة عن مناظر تصويرية تمثل مدرسة التصوير الصفوية ويتم تنفيذه عن طريق استعمال رقائق رفيعة جدًا من اللاكيه وكل طبقة من اللاكيه تحتوي علي رسم عنصر بلون معين تلصق الواحدة علي الأخري حتي يتكون في النهاية الشكل والرسم المطلوب.

 

وينوه مصطفى كامل إلى أن المدرسة الصفوية انقسمت إلي مدرستين الأولي يطلق عليها اسم المدرسة الصفوية الأولي وتبدأ من عهد الشاه إسماعيل الصفوي حتي بداية حكم الشاه عباس والثانية من بداية تولية الشاه عباس حتي نهاية حكم فتح علي شاه وعندما نقل الشاه عباس العاصمة إلي أصفهان تنوعت الأساليب الفنية لقرب العاصمة من البلاد الهندية كما زادت التأثيرات الأوروبية التي جاءت مع البعثات وفي القرن الحادي عشر للهجرة طرأ تغييرًا كبير علي المدرسة الصفوية الثانية فقد قل عدد الأشخاص وأصبح الفنان يكتفي برسم شخص أو اثنين فقط بالصورة وهو ما تجسّد فى رسومات الباب.

 

ويشير مصطفى كامل للرسم على الخشب فى المدرسة الفرنسية حيث ظهر التميز والرقي في أسلوب وليم وماري ويرجع ذلك في عشق الملكة ماري الشخصي للفن والصناعة الفرنسية كما ازدهرت في عصرها القطع الفخمة وأشغال الإبرة التصويرية المنفذة بالخيوط الكثيرة الألوان وكانت كل الخطوط في الأثاث بسيطة .

 

عهد لويس الرابع عشر

 

وفي عهد لويس الرابع عشر كان الأثاث يعبر عن العظمة والسمو وأخذ خشب الجوز يحتل مكانة خشب القرو وأخذت بعض الأشكال الكلاسيكية في الظهور كورقة الأكنتس والأسد والنسر والجريفين وهو مخلوق خرافي والشمس المشعة وأواني الأزهار .

 

وفي القرن الثامن عشر في فينيسيا كانوا يقصون الموتيفات وهي عبارة عن نَقْش أو تَصْمِيمٌ أو صُورَة  ويلصقونها علي خلفيات ملونة بدلا من رسمها مباشرة عليها ويضعوا طبقات من الورنيش فتبدوا كأنها رسمت باليد ومنها موتيفات علي شكل الورود مع طلائها بالذهب والبرونز.

 

ويتابع مصطفى كامل أن أوائل مطلع القرن التاسع عشر تميز بظهور الأمبير والموتيفات الكلاسيكية مثل النخل وأكاليل الزهور والشخصيات الأسطورية والموتيفات النابوليونية مثل الصقر والنحلة والقيثارة وأن الرسم علي الخشب ومراحله الكثيرة من استعمال صبغات مائية في صبغ الحشوات وتظليل الحشوات بالصبغة الزيتية وإظهار الأجزاء البارزة بلون ناصع وعملية التظليل فوق المعجون والجملكة واللاكر والحفر والحليات والتطعيم والتلبيس والقشرات المتماثلة وعملية الطلاء ونقل الزخارف المطبوعة علي الورق ليس بالشئ المستحدث ولكن الفارق هو الطريقة التي نتبعها الآن ونستعمل فيها المعدات والطرق الحديثة ومن هذا نتأكد أن الرسم علي الخشب فن يفتح دنيا الجمال فى الاستمتاع بالأثاث الراقى الجميل .

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled