القاهرة – المحرر الثقافى – أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن مصر تمتلك مقومات السياحة الروحية المتفردة التى تمثل كل الأديان ،ومنها وجود الوادى المقدس طوى وجبل موسى بسيناء، ومن يهبط هذه المنطقة من جميع أنحاء العالم يشعر بعظمة وجلال المنطقة، الذى تجلى فيها سبحانه وتعالى مرتين تجلى فأنار ،وتجلى فهدم ،حيث تجلى لنبيه موسى عند شجرة العليقة المقدسة، فأنار وهى الموجودة حتى الآن بمنطقة سانت كاترين، وتجلى فهدم حين طلب نبى الله موسى أن يرى الله فأمره أن ينظر إلى الجبل ودك الجبل الموجود بالوادى المقدس طوى.
وأضاف أن طريق خروج بنى إسرائيل فى سيناء له قيمة لدى كل الأديان، حيث بنى أشهر أديرة العالم فى القرن السادس الميلادى عند الجبل المقدس جبل طور سيناء، وشجرة العليقة المقدسة ،وأطلق عليه دير طور سيناء وتحول اسمه لدير سانت كاترين فى القرن التاسع الميلادى ،وبنى جامع فاطمى داخل الدير تبركاً بالجبل المقدس .
وحظى بزيارة الحجاج وكتابة توقيعاتهم فى طريقهم إلى مكة المكرمة عبر سيناء إلى مكة المكرمة ،وأن دير سانت كاترين هى منطقة التقديس الأولى للمسيحيين فى العالم، قبل التوجه إلى القدس وقد بدأت رحلات التقديس عبر سيناء منذ القرن الرابع الميلادى ، وحين جاء قداسة بابا روما إلى مصر المرة السابقة قال جئت أحج إلى مصر.
ويوضح د. ريحان أن إحياء محطات رحلة العائلة المقدسة إلى مصر هى جزء هام فى تنشيط السياحة الروحية فى مصر ،ويطالب بربطها برحلة التقديس المسيحى من أوروبا عبر الإسكندرية ،ثم نهر النيل إلى حصن بابليون ومنه بريًا إلى سيناء، مرورًا بعيون موسى ووادى المكتّب، ووادى فيران إلى دير سانت كاترين .
ويضم هذا الطريق موقعين سجلا تراث عالمى باليونسكو وهو دير أبو مينا المسجل تراث عالمى عام 1979، ودير سانت كاترين المسجل عام 2002، مما سيسهم فى عودة رحلات التقديس عبر مصر إلى سابق عصر ازدهارها.
ويشير د. ريحان إلى أهمية وجود مقابر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقاهرة والبهنسا الذى دفن بها 70 صحابيًا ممن شهدوا معركة بدر ومنهم محمد بن أبى ذر الغفاري ،وعبدالرحمن بن أبى بكر، والفضل بن العباس ،وجعفر بن أبي طالب، وعبدالله بن عمر بن الخطاب ،وبطلة معركة أجنادين خولة بنت الأزور التي نزلت فيها سورة المجادلة بالقرآن الكريم، ومقام أبي سمرة حفيد الحسين بن علي بن أبي طالب رضى الله عنهم أجمعين.
ويمكن تطوير هذه المواقع وتزويدها بخدمات وبيوت هدايا تدر دخلًا على وزارة الآثار ،وإنشاء مجمع للأديان بهذه المنطقة العامرة بالأديرة والكنائس، ليصبح فى مصر أكبر ثلاثة مجمعات للأديان فى العالم ،وهى ملتقى الأديان بالوادى المقدس طوى بسيناء ،ومجمع الأديان بمصر القديمة ،ومجمع الأديان بالبهنسا.