Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

وزيرة السياحة :بدأنا العمل على سياحة المسارات ونعمل على ملف أريحا وغيرها لضمها للائحة التراث العالمي في اليونسكو

 

 

بيت لحم …. حافظت قرية تقوع الفلسطينية إلى الجنوب من مدينة بيت لحم، على تراثها الثقافي والتاريخي، وهي قرية ذات أهمية تراثية كبيرة، وفيها آثار من العصر الحجري، كما أن فيها روايات دينية مختلفة. وتتميز القرية بتضاريس جميلة ففيها خربة تقوع وخربة أم العمد، كما أنها تطل على البحر الميت أسفل برية القدس في صحراء فلسطين.

 

واشتهر أهل القرية في حادثة سرقة «حوض المعمودية» الأثري، وكيف حافظت القرية على ما فيها من تاريخ وتراث ديني. فقد سرق في قديم الزمان «حوض المعمودية» المرتبط بالديانة المسيحية، ورغم أن القرية لا يسكنها أي فلسطيني مسيحي، إلا أن أهلها بحثوا عن الحوض لعامين متتاليين حتى حلوا لغز السرقة وأعادوا الحوض إلى مكانه.

 

وحوض المعمودية هو حجر قديم تم نحته وقطعه من الحجر الوردي الأحمر، ويعتقد أنه من حجر صليب، ويعود للفترة اليونانية قبل 1750عام. ويقال إن هناك من هذا الحجر قطعتين في فلسطين، وتظهر على أربع من الواجهات الثماني للحوض رسومات تمثل عددا من الطوائف والكنائس المسيحية.

 

كما توجد في القرية بقايا لدير وكهوف صخرية ومسكونة منذ فترة طويلة، ويوجد فيها مغر من العصر الناطوفي أي منذ الحضارة الناطوفية، وعرفت أن فيها أقدم موقد للنار في التاريخ. واشتهرت القرية كذلك بوجود «وادي أخرطون» نسبة للدير الشهير الذي لا تزال أجزاء من طابقيه الأول والثاني موجودة حتى الآن. أما المعلم الثاني في الوادي فهو البئر الأثرية القديمة ومساحة سطحها 300 متر مربع بنيت جدرانه الخارجية بحجارة تم قطعها بعناية. 

 

وتحيط ببلدة تقوع خمس مستعمرات يهودية، ثلاث منها في الطرف الشمالي الشرقي للبلدة منها مستعمرة تقوع ومستعمرة نوكديم، إضافة إلى مستعمرتين في الطرف الجنوبي للبلدة هما: متسبي شاليم ومستعمرة موشكي دار جوت.

 

ورغم ظروف القرية تحت الاحتلال الإسرائيلي وإحاطتها بالمستوطنات من ثلاث جهات، إلا أن فيها مساراً للمشي أقره مسار ابراهيم الخليل، يدخل من القرية وخربتها ويتوغل في عمق الصحراء الفلسطينية المسماة «برية القدس» وصولاً إلى منطقة الرشايدة البدوية الفلسطينية، كما قال جورج رشماوي مدير مسار ابراهيم الخليل لـ «القدس العربي».

 

ومن يسير في مسار «تقوع- الرشايدة» يعرف أنه وعر في معظم مراحله مع ارتفاع خفيف لأن تقوع تقع على سفح تل مغطًّى بكرومِ العنب في منطقة طبيعية مخضرة يجعل منها منظرًا طبيعيا جميلاً للزوار، وتمكن الزائر من رؤية البحر الميت الى الشرق، وجبال الخليل في الجنوب، وقرى في الغرب مثل بيت فجار وأم سلمونة وجورة الشمعة ومراح رباح وخلّة الحداد والمنشية، بالإضافة إلى مدن بيت لحم والقدس في الشمال.

 

وخلال الرحلة يمر المسار من وادي جحار الذي كان أراضي للرحالة والبدو ومراعي الجمال والمواشي الخاصة بهم بالإضافة إلى الأراضي البرية الممتدةِ في صحراء القدس، ويحتوي الوادي على كهوف كانت تُستخدم كأماكن إقامة منذ زمن طويل جداً.

 

ورافقت «القدس العربي» وزيرة السياحة الفلسطينية رولا معايعة، التي قطعت جزءًا من المسار للترويج لسياحة المسارات في فلسطين والسياحة البديلة، خاصة وأن فلسطين عرفت منذ القدم كوجهة لكل جنسيات العالم ممن يطلبون السياحة الدينية فقط.

 

وتحدثت الوزيرة معايعة عن أهمية سياحة المسارات في فلسطين، التي تمثل مصدر جذب إضافيا في زيادة أعداد الوفود السياحية التقليدية القادمة الى فلسطين، لتشكل بذلك جزءا مهما من السلة السياحية التي تتغنى بها فلسطين أمام العالم.

 

وأكدت أن هذه السياحة تساهم في تنمية وتطوير المجتمع المحلي عبر رفع مستوى الإنفاق على طول خط المسار وتشجيع السياحة الداخلية، ورفع مستوى الوعي السياحي لدى الفلسطيني، وتمكينه من ممارسة أنماط جديدة من السياحة. كما تحافظ على الموروث الثقافي والحضاري للمواقع والمجتمعات المحلية، وتساهم بالنهوض في المناطق الريفية المهمشة التي يهددها الاحتلال بالتهجير والترحيل، بالإضافة لدعم وتثبيت السكان المحليين.

 

 

واعتبرت هذا النمط السياحي يساهم في التأكيد على ما تمتلكه فلسطين من مدن ومواقع سياحية وأثرية وتراثية وتاريخية مفتوحة لاستقبال السياح من مختلف دول العالم، وكذلك إعطاء صورة حقيقية وواقعية عن فلسطين وطبيعة شعبها المضياف.

 

وكشفت لـ «القدس العربي» أن وزارة السياحة تعكف حاليًا على إعداد ملف مدينة أريحا لوضعها على قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو، لكنها أكدت عدم إغفال الوزارة بعد ذلك لمحاولة إدخال بعض مواقع صحراء فلسطين على هذه القائمة لأهميتها التاريخية والدينية على مستوى العالم بأسره.

 

وأكدت أن وزارة السياحة الفلسطينية بدأت العمل رسميًا على وضع مسارات المشي على الخريطة السياحية الفلسطينية لترويجها على المستوى الدولي على وجه الخصوص. وأشارت الى أن ذلك سيساهم في ارتفاع أعداد السياح القادمين لفلسطين، خاصة وأن العام الحالي شهد ارتفاعًا تاريخيًا.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled