بقلم: جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
استكمالا لمشاهداتي في دولة »صربيا» وعاصمتها بلجراد فإن ما يلفت النظر في جميع الأقاليم طابعها الأوروبي الممزوج بمسحة شرقية. إن أهلها يتميزون بالأناقة وتمسكهم بالانضباط واحترام النظام والحفاظ علي النظافة بشكل عام. إنهم متأثرون بالسلوك الأوروبي في حديثهم وحياتهم. هذا يتمثل أيضا في تخصيص بعض شوارع العاصمة للمشاة فقط. حيث تنتشر المحلات والمطاعم والكافيتريات شبيهة بالشانزليزيه في باريس و»فينتو» في روما.
الصربيون يميلون الي تشجيع الفنون والرياضة وتنظيم المهرجانات والمناسبات التي تُعبر عن المزاج الفني.. تصادف أثناء وجودي هناك إقامة مهرجان دولي للعروض المسرحية. أسعدني مشاركة وزارة الثقافة المصرية بفرقة »العاصفة» الخاصة الاسكندرانية التي قدمت بالعربية مسرحية الزيارة ذات الأصل اليوناني. السفير المصري عمرو الجويلي دعا جميع السفراء العرب لمشاهدة العرض الذي لقي ترحيبا واستحسانا من المشاهدين.
وفي إطار الترويج للسياحة أقدمت مجلة سياحية شهيرة بالاشتراك مع إحدي محافظاتها المتمتعة بالحكم الذاتي بتنظيم مهرجان رائع. جري ذلك من خلال رحلة بالقطار الذي كان يستخدمه الرئيس تيتو لمشاهدة معالم هذه المحافظة. أجمل ما اتسمت به هذه الرحلة.. الحفاظ علي هذا القطار الرئاسي الذي كان مزينا بصور لقاءات تيتو برؤساء دول العالم وعلي رأسهم وبصورة لافتة للنظر التركيز علي الرئيس جمال عبدالناصر.
علي نفس المنوال تلقي الرياضة اهتماماً كبيراً علي المستويين الرسمي والشعبي. تجلي ذلك في وصول فريق كرة القدم الصربي الي مونديال روسيا في يونيو المقبل. ومن مظاهر ارتفاع معدلات القوة الشرائية تعدد المولات التجارية الضخمة التي تضم فروعاً لسلاسل المتاجر العالمية الشهيرة في العالم.. أسعار المنتجات المعروضة قد تقل قليلا عن مثيلاتها في الدو ل الأوروبية الأخري المجاورة.
وتعد سلسلة السوبر ماركت »آمان» الذي يمتلكها مواطن فلسطيني مهاجرا الي صربيا من أشهر محلات بيع المواد الغذائية في بلجراد. إن فروعها منتشرة في كل مكان بالعاصمة الصربية. إن إدارتها تتطلع للتعاقد مع الشركات المصرية علي استيراد منتجاتها لعرضها في متاجرها.
هناك فرص قوية لدعم التواصل بين مصر وصربيا. اتصالا بهذا الأمر علمت أن أم مفتي المسلمين الصربيين مصرية وأبوه صربي. إنه تلقي تعليمه الديني في الأزهر الشريف ويقول انه فخور ويعتز بأنه يتكلم العربية بطلاقة وباللهجة المصرية. اتصالا في هذا الإطار فإن أحد الشباب المسلم في صربيا سوف يشارك في المسابقة العالمية للقرآن الكريم التي تقيمها وزارة الأوقاف المصرية.
أما بالنسبة للطقس فإنه متقلب حيث يمكن أن تشهد أيام الأسبوع الواحد سقوط الأمطار والثلوج ثم يتبعه بعد ذلك سطوع للشمس.. كما أن الحرارة ترتفع بشكل كبير في بعض فترات موسم الصيف.. ونتيجة لحرمان صربيا من الشواطئ البحرية فإن حركة السياح إليها متواضعة. علي هذا الأساس فإن النشاط السياحي يتركز علي السياحة الطاردة خاصة في فصل الصيف. إن أعداداً كبيرة من الصربيين يتوجهون الي الدول المجاورة التي كان بعضها جزءا من يوغوسلافيا لقضاء إجازاتهم.
إن بلجراد ومعظم المدن والقري الصربية تتحول في فصلي الربيع والصيف الي اللون الأخضر حيث تزدهر الأشجار في الغابات والمتنزهات المنتشرة داخلها وبطول طرقها . في نفس الوقت فإنه يوجدمجموعة من المتاحف تستحق المشاهدة مما يجعلها بكل المقاييس من المناطق السياحية الجميلة التي تستحق الزيارة.
