اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

فن النحت يحيى التواصل الحضارى بين مصر والجزائر دراسة مهمة للأثرية هند أبو شاهين

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المسلة السياحية 

 

كتب : عبدالرحيم ريحان

 

القاهرة – عُرفت الجزائر قديمًا باسم نوميديا في كتابات المؤرخين القدماء واختلفت في تسميتها المصادر الإغريقية واللاتينية، ففي المصادر الإغريقية كان اسم نوميديا اسمًا وصفيًا يعني نمطًا في الحياة ينطبق على البدو الرُحل ..أما في المصادر اللاتينية فقد أطلق اسم نوميديا على سكان شمال أفريقيا إبان حروبهم مع قرطاجة، تقع نوميديا إلى الغرب من ولاية أفريقيا البروقنصلية بعاصمتها قرطاجة ويفصل بينهما نهر توسكا، وتحدها من الغرب ولاية موريتانيا القيصرية ، بينما يحدها شمالاً البحر المتوسط ،وجنوبًا الصحراء .

 

وتنتمي نوميديا إلى أقطار شمال أفريقيا الأربعة وهي المغرب الأقصى والجزائر وتونس وموريتانيا وتقع في الجزء الشمالي الغربي منها الذي يطل على المحيط الأطلنطي، وهي دولة الجزائر الحالية.

 

ومن هذا المنطلق كانت الدراسة الأثرية للدكتورة هند أبو شاهين باحث دكتوراه بالآثار الكلاسيكية بجامعة الإسكندرية، وجامعة مونستر بألمانيا تحت عنوان” ” النحت في نوميديا في العصرين الهللينستي والروماني”.

 

وتشير الباحثة هند أبو شاهين إلى أن النحت في نوميديا في العصر الهللينستي انقسم إلى نحت البورتريهات و التماثيل، وأيضًا النحت البارز الذي تمثل في نحت اللوحات النذرية و شواهد القبور.

 

نحت الصور الشخصية ( فن البورتيريه)

 

كان للنحت الهللينستي عدة خصائص اتبعها فنانو العصر الهللينستي في نحت الصور الشخصية، أو فن البورتيريه وكانت أبرز هذه الخصائص في نحت الصور الشخصية للإسكندر الأكبر ، والذي اتبعها الفنان الكلاسيكي ليسيبوس وطوّرها من بعده فنانو مدرسة الإسكندرية والتي كانت أبرز المدارس الفنية تأثيرًا على نحت نوميديا.

 

وبدأت سمات العصر الهللينستي في نحت البورتيريهات تظهر في القرن الأول ق.م في نوميديا، وتمثل الصور الشخصية المنحوتة للملوك والملكات خصائص مدرسة الإسكندرية الفنية ،ومنها صورة شخصية للملكة كليوباترا سليني ابنة الملكة كليوباترا السابعة وزوجة الملك يوبا الثاني ، توضح تطور أساليب النحت في نوميديا وتظهر هذه السمات في صقل الصورة بشكل جيد ووضوح الملامح و مادة الصنع الرخام ( المرمر) …

 

 

وقد استخدم الرخام بكثرة في نحت الصور الشخصية في هذه الفترة ويظهر الشعر مصفف بشكل مختلف فتوجد ضفيرة على الجبين في مقدمة الرأس وبعد ذلك صممت التسريحة بشكل بطيخة ويظهر زيادة التكوين اللحمي بالوجه.

ويظهر الإمبراطور بملامح مثالية يضاف عليها ملامح الشباب وقد وُجد منها نسخ عديدة ولا يُجزم أن هذا المثال هو الأصلي نحتت هذه النسخ للاحتفال بتولّي الملك يوبا الثاني العرش عام 25 ق.م تظهر الصورة مصقولة جيدًا، خصلات الشعر مصفوفة بشكل حيوي ومتطاير ويرتدي على رأسه الديديما (الشريط الملكي) ، وهو الاتجاه الروماني الوحيد في نحت الصورة والملامح صورت بشكل مثالي ومنسق جيدًا فهي متأثرة بأسلوب الفنان براكيستيليس فالعيون تظهر حالمة وتنظر إلى أسفل، الأنف والفم متوسطان الحجم والوجه رقيق وهادئ وحرص فيها الفنان على عدم إبراز أية تجاعيد أو اتجاه واقعي في النحت.

 

اللوحات النذرية

تشير الباحثة هند أبو شاهين إلى أن المعبود آمون يعد من أهم وأقدم المعبودات المصرية التي لاقت انتشارًا في بلاد الشرق الفنيقيونوميديا لما اتسم به من سمات البعث والتجدد والاستمرارية،  وقد أدت العلاقات القوية بين مصر وفنيقيا خلال مختلف العصور التاريخية إلى انتشار عبادة هذا المعبود في شرق المتوسط من خلال التجار الفينيقيين الذين درجوا على الملاحة بين موانيه المختلفة.

 

وكانت العلاقات التجارية والسياسية التي ربطت بين مصر وسواحل شمال أفريقيا هي البوابة لانتشار العقيدة المصرية القديمة، وخاصة عبادة المعبود آمون ، وقد أسهم تعلق وارتباط هذه الشعوب بالديانة واعتقادهم القوي في قدرة المعبودات في مساعدتهم في الحياة الدنيوية والحياة الأخرى على تغلغل المعبود آمون في عقيدتهم المحلية حتى صار جزءًا لايتجزأ منها فارتبط بأسمائهم، كما ارتبط بمعبوداتهم مثال ذلك ارتباط الإله بعل بالإله آمون وذلك من أبرز المعبودات الموجودة في قرطاجة ونوميديا .

 

الأثاث النذري لمعبد الحفرة بالجزائر

بخصوص النصب (اللوحات النذرية ) توضح الباحثة هند أبو شاهين أن معبد الحفرة بالجزائر قدم لنا حوالي 850 نصب، وبهذا العدد احتلت مدينة سيرتا عاصمة نوميديا المرتبة الثانية بعد قرطاج والأولى قبل حضر موت ، كما وزعت على متحف اللوفر بباريس ومتحف سيرتا الوطني بقنسطنطينة ،وقد شملت هذه النصب أربع أنواع من الكتابة إلى جانب البونية والبونية الجديدة ظهرت الإغريقية واللاتينية وقد ساعدت في رسم ملامح المعبد ومنها:-

 

لوحة نذرية للإله بعل آمون على شكل مستطيل تنقسم إلى جزئين، في الجزء الأول نقش ولكن الكتابة غير واضحة، أما الشكل في منتصف اللوحة فهو شكل بيضاوي ومغروس فيه سيف وصولجان وعلى رأسه خوذه وفي وسطه سلاح، وقد أظهرت هذه اللوحة روح الحروب لدى الشعب النوميدي، بمساعدة الإله بعل حامون.

وتصدر في العصر الروماني تصوير الثالوث السكندري المقدس في منطقة المغرب القديم في العصر الروماني، وذلك تجسد في تصوير الآلهة المكونة للثالوث في أنواع مختلفة من الفنون الرومانية مثل نحت التماثيل والنحت الجداري …

 

 

بالإضافة إلى الفنون الصغرى مثل المسارج والعملات البرونزية وظهرت الآلهة بالهيئة الرومانية المتعارف عليها ..كما ظهرت في بعض الفنون بالشكل الثنائي أي تصوير سيرابيس مع ايزيس على نفس الوجه ،وذلك انتشر بشدة على المسارج التي وجدت في منطقة أفريقيا البروقنصلية (تونس).

وظهرت ايزيس في الهيئة الرومانية الكاملة وتطورت من بدايات العصر الروماني فظهرت في القرن الثاني الميلادى في تمثال على رأسها الديدما وتمسك بإحدى مخصصاتها وهي ال situla ، كما أنها ترتدي البيبلوس الروماني وفوقه التونيك يتميز بالزي الفضفاض ،أما عن سيرابيس فظهر في النحت برأس أو تمثال نصفي معتمد الفنان على إظهاره بالهيئة الرومانية الشعر الكثيف، كما ظهر تمثال من البرونز لحربوقراط في هيئته الكاملة.

 

 

 

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled