اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

متحف صقر الجزيرة للطيران .. يحكي النشأة والتطور للقوات الجوية

 

 

 

 

 

 

الرياض “المسلة السياحية” ….. الصحراء والسماء … بطلهما ابن البادية والصقر ، علاقة متأصلة في تاريخ الجزيرة العربية ، جمعهما الشجاعة والإقدام ، وما إن جال في سماء الوطن ذلك الطائر الحديدي في مرحلة ارتبطت بمؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – وما تبعها من تحديث ورقي في مختلف المناحي ومنها قطاع الطيران ،حتى أضحى ابن الوطن يمخر عُباب السماء بكل كفاءة واقتدار فكان مثار الإعجاب والثناء في عالم الطيران .

 

 

 

 

قصة البداية ومراحل التطور للقوات الجوية الملكية السعودية، نستحضر تفاصيلها وتسلسلها الزمني في ” متحف صقر الجزيرة للطيران ” بالرياض ، فدلالة الاسم مقترنة بقائد ملحمة التوحيد وباني النهضة الحديثة الذي أيقن أهمية الطيران في حماية الوطن بما يتناسب مع مسار التطور والتقدم في مجال الصناعات العسكرية .

 

 

 

الزائر للمتحف الذي افتتح في السابع من شوال 1419 هـ ، متزامناً مع الذكرى المئوية لتوحيد المملكة، يمضى في رحلة مشوقة يسبر أغوار تاريخ قواتنا الجوية من النشأة وما تلاها من محطات نحو التطور والتحديث في مجال تأهيل الطيارين ونوعية الطائرات المستخدمة ،فعبر سبع مراحلة متتابعة تروي قصة الطيران في المملكة .

 

 

 

 

المرحلة الأولى : مرحلة ما قبل التأسيس 1333هـ – 1343هـ الموافق 1914 – 1925م، ويعود ظهور الطائرات في سماء شبه الجزيرة العربية إلى عام 1333هـ الموافق 1914م ، حيث قامت إحدى الطائرات الإنجليزية المائية بالتحليق فوق مدينة جدة، وخلال عامي 1334هـ 1335هـ / 1916م 1917 م، قامت بضع طائرات من سلاح الطيران الملكي البريطاني بعمليات هجومية لدعم حكومة الشريف ضد الأتراك، وخلال تلك المرحلة حلّق الملازم أول طيار عربي عبدالسلام سرحان، من أهالي مكة المكرمة في سماء جدة لمدة (20) دقيقة في يوم الأربعاء 25 شعبان 1341هـ الموافق 11 أبريل 1923م كما نجح الطيار حسن ناظر من أهالي المدينة المنورة بالتحليق في سماء مدينة جدة في 3 محرم 1343هـ الموافق 8 أغسطس 1924م .

 

 

 

وفي عام  1343هـ / 1924م واجهت قوات الملك عبدالعزيز الطائرات للمرة الأولى أثناء معركة الطائف، إذ كانت طائرات الخصم تقوم بطلعات استكشاف فوق مواقع جيش الملك عبدالعزيز، وكانت المرة الثانية خلال حصار جدة في عام 1344هـ / 1925م، حيث سقطت إحدى الطائرات أثناء تحليقها في رحلة استطلاعية وانفجرت الثانية في السماء نتيجة خطأ في توصيل مشعل القنابل (الفيوز) التي كانت تحملها ، فيما غنمت قوات الملك عبدالعزيز – رحمه الله – ثماني طائرات منها ست طراز ( DH9) خمس منها كانت تحتاج إلى جهد كبير في الإصلاح وواحدة قابلة للإصلاح والطيران لمسافات قصيرة، أما الباقي فلم ينظر في أمر إصلاحها نظرا للتكلفة المالية المترتبة على ذلك.

 

 

 

 

أما المرحلة الثانية فهي مرحلة التأسيس 1344 – 1373 هـ الموافق 1925 – 1954م ، إذ صدر أمر ملكي بتاريخ 23 / 6 / 1344هـ / 1925م قبل توحيد المملكة العربية السعودية، بتأسيس قوة طيران باسم ” قوة الطيران الحجازية النجدية ” وانطلاقاً من اهتمام الملك عبدالعزيز بامتلاك قوة جوية تحمي سماء الوطن قرر – رحمه الله – بتاريخ 29 رجب 1348هـ الموافق 30 ديسمبر 1929م ، شراء أربع طائرات بريطانية الصنع من طراز ( ويستلا ند وابتي مارك / 2 ) ذات الجناحين وتعد من أحدث الطائرات المستخدمة آنذاك ، وأعد لها أول مطار في جزيرة دارين بالمنطقة الشرقية .

 

 

 

 

وخلال هذه الحقبة أنشئت أول مدرسة للطيران وتحديداً في عام 1349هـ / 1930م ، ونظراً لكثرة الحوادث والصعوبات الفنية في الصيانة والحصول على قطع الغيار توقفت أعمال المدرسة ،وخلال تلك الفترة أسست جمعية الطيران العربية في 5 شعبان 1349هـ الموافق 25 ديسمبر 1930م في مكة المكرمة وبدأت في مختلف المدن جمع التبرعات لشراء الطائرات وتشجيع الشباب على تعلم الطيران ، حيث تم إيفاد أول بعثة قوامها عشرة أفراد لتلقي علوم الطيران في إيطاليا في 2 ذي الحجة 1353هـ الموافق 7 مارس 1935م فكانوا أول طيارين سعوديين يحصلون على شهادات دولية في مجال الطيران .

 

 

 

 

وأهدي للملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – في عام 1364هـ / 1945م من الرئيس الأمريكي روزفلت طائرة من طراز ( داكوتا – دوجلاس – دي سي 3 ) لتكون النواة الأولى للطيران المدني في المملكة ، فيما واصل الملك المؤسس جهوده نحو تطوير الطيران الحربي ففي رجب 1364هـ / يوليو 1945م طلب – رحمه الله – رسميا من الحكومة البريطانية عرضا لتطوير وتدريب أطقم الطيران، وجرى ابتعاث أول عشرة خريجين سعوديين بعد أن تم تدريبهم في الطائف إلى بريطانيا في عام 1368هـ / 1949هـ حيث استكملوا دراستهم بنجاح وتخرجوا بتاريخ 8 جمادى الأولى 1372هـ الموافق 23 يناير 1953م ،وسبق ذلك في 7/ 7 / 1371هـ الموافق 1 أبريل 1952م تغيير مسمى وزارة الدفاع ، إلى وزارة الدفاع والطيران والمفتشية العامة وأصبحت تضم الطيران الحربي والطيران المدني .

 

 

 

وجاءت المرحلة الثالثة .. مرحلة التنمية 1373- 1382هـ 1954 – 1962م في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله-، حيث شهد سلاح الطيران الملكي دعما كبيرا، وشكلت نواة أول مدرسة منظمة وناجحة لتعليم الطيارين والفنيين للعلوم الجوية الحديثة بمدينة جدة مع استمرار ابتعاث الطلبة لدراسة الطيران في الخارج ، حيث افتتحت مدرسة سلاح الطيران في 30 ربيع الثاني 1373هـ الموافق 5 يناير 1954م كما تقرر تحويل مدرسة أعمال المطارات في مطار الظهران التي أنشئت في عام 1376هـ الموافق 1948م إلى مدرسة عسكرية تعنى بتدريس التخصصات الفنية التي يحتاجها سلاح الطيران وأطلق عليها اعتبارا من عام 1374هـ الموافق 1954م مدرسة سلاح الطيران الفنية . في هذه المرحلة تم تشكيل الأسراب الأولى في القوات الجوية، حيث شكل السرب الأول المتنوع والمجموعة الأولى المتنوعة، حيث تألفت من طائرات نقل ومواصلات من طراز داكوتا وسكاي ماستر وطائرات تدريب متنوعة وقاذفات من طراز (بي – 26) وطائرات نقل عسكرية.

 

 

 

 

واستكمالا للجهود المبذولة لبناء سلاح الطيران وجعله قوة عصرية، فقد وقع الاختيار على المقاتلة النفاثة (دي ها فيلا ند فامباير) وتم شراء عشرين طائرة منها لتشكيل السرب الخامس الذي عرف باسم سرب المقاتلات.

 

 

 

وفي نقلة نوعية لمسيرة القوات الجوية تزامنت المرحلة الرابعة … مرحلة التطوير 1382- 1402هـ / 1962 – 1982م مع تعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – وزيرا للدفاع والطيران ومفتشا عاما في 3 / 6/ 1382هـ الموافق 31 أكتوبر 1962م، حيث وجّه بوضع الخطط والبرامج والمقترحات الكفيلة لتطوير وتنمية القوات المسلحة بجميع فروعها وبدأ سلاح الطيران بعد انتقاله إلى الرياض وتعديل مسماه من مديرية الطيران بجدة الى سلاح الطيران الملكي السعودي بعد فصل الطيران المدني عنها والمقاتلات النفاثة، حيث تم توقيع عقد مشروع طائرات (اللايتننج) الاعتراضية مع الحكومة البريطانية ، وشمل المشروع شراء بعض الطائرات الأخرى مثل الـ (هنتر)، وكذلك بعض الرادارات وصواريخ أرض / جو والتدريب والصيانة والتموين وعمل بعض المنشآت الأساسية وفي عام 1385هـ دخلت الخدمة طائرة (سي 130) للنقل التكتيكي ودعم العمليات البرية.

 

 

 

 

واستمرت مرحلة التطوير 1395 –  1402هـ خلال عهد الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – واستكملت دراسة وتدريب منسوبي القوات الجوية الذين كانوا يتلقون تدريبا متخصصا ، فأصبحت القوات الجوية جاهزة لتشغيل وصيانة أنواع الطائرات في العالم ، كما تم في هذه الفترة بناء مقر جديد لقيادة القوات الجوية في مدينة الرياض إضافة الى توسعة القواعد الجوية، إضافة إلى أنه في بداية المرحلة تحديداً في عام 1397هـ الموافق 1977م بداية مشروع (شمس السلام) لطائرات (إف – 15) الاعتراضية المقاتلة وشمل المشروع عقود صيانة وتموين وتدريب وعمل بعض المنشآت المساندة ، فأصبحت بذلك القوات الجوية الملكية السعودية تمثل سلاحا جويا مهنيا للانطلاق بقفزات كبيرة إلى الإمام.

 

 

 

 

وجاءت المرحلة الخامسة مرحلة التحديث 1402هـ 1982م بتولي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – الحكم في شعبان من العام 1402هـ، حيث كانت القوات الجوية قد استكملت استيعابها لمنظومات السلاح الحديث وقطعت شوطا كبيرا في مجال التدريب ، في عام 1405هـ الموافق 1985م كانت بداية مشروع (درع السلام) الذي تضمن تأمين وتجهيز رادارات أرضية وشبكات اتصالات ومراكز عمليات على مستوى المملكة ومرتبطة مع بعضها بعضا فيما عرف بنظام القيادة والسيطرة والاتصالات كما تمكنت المملكة في الحصول على طائرات الإنذار المبكر من طراز (أواكس) وطائرات التزود بالوقود جوا وتم توقيع عقد (مشروع اليمامة) في عام 1406هـ 1985م وتوفرت للقوات الجوية أسراب من طائرات (التورنيدو) الهجومية والدفاعية وطائرات (هوك ت – 65) للتدريب المتقدم وطائرات (بيلاتوس بي سي 9).

 

 

 

 

واستكملت الجهود التطويرية عبر المرحلة السادسة، مرحلة التحديث الثالثة 1425هـ/ 2005م، حيث استمرت القوات الجوية الملكية السعودية في هذه الفترة في استكمال عملية التحديث والتطوير للرفع من قدراتها الدفاعية والهجومية وتحديث أنظمتها الرادارية ، حيث أولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – اهتماما كبيرا بالقوات الجوية وتمثل هذا الاهتمام بشراء طائرة (التايفون) التي دخلت الخدمة في عام 1430هـ وفي الخامس من صفر عام 1433هـ تم شراء مجموعة من طائرات (ف – 15) المطورة إضافة إلى تحديث مجموعات أخرى من الطائرات العمودية.

 

 

 

 

وفي عام 1436هـ جاءت مرحلة الحزم تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – لتستمر القوات الجوية في مرحلتها السابعة باتجاه تطوير وتحديث الأطقم الجوية ومنظوماتها التي شملت: طائرات (هوك 165)، منظومات طائرات التزود بالقود والنقل التكتيكي(كي سي – 130 جي)، منظومة الاستطلاع وطائرة كينج آير (أي350)، منظومة الطائرات القتالية (ف 15 إس أيه)، ومنظومة الطائرات بدون طيار( وينج لونج سي إتش 4).

 

 

 

وتأتي هذه الإنجازات ضمن الخطط الاستراتيجية لتطوير القوات الجوية لتكون سداً منيعاً ودرعاً حصيناً في الذود عن هذا الوطن ومقدساته.

 

 

 

نقلا عن واس

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled