المسلة السياحية
كيف كان تأثير الإنترنت على السياحة في مصر؟!
بقلم – إسلام حسين
مرشد سياحي و خبير السياحة الالكترونية
•• لا شك أن الثورة المعلوماتية وتطور شبكة الإنترنت قد أثر في كافة القطاعات الاقتصادية المحلية والعالمية ، وقد اختلفت درجة هذا التأثير من صناعة إلي أخري و لكن بلا شك فإن صناعة السياحة هي من أكثر الصناعات التي تأثرت بعصر المعلومات و الإنترنت وقد ينظر البعض -وهم متلقو الخدمات بالأساس- إلي هذا التأثير علي أنه تأثير بالغ الإيجابية أدي في النهاية إلي حصولهم علي عدد كبير من الخدمات بسعر أرخص و بطريقة أسرع ••
فبينما قبل عشرة سنوات كان شراء تذكرة طيران أو حجز غرفة بفندق هو أمر أشبه بسر عسكري استطاعت معظم شركات السياحة أن تتلحف به وتحقق أرباح كبيرة، تغيرت الأوضاع في وقتنا الحالي ليصبح شراء نفس الخدمات متاح لغالبية الناس بسعر تنافسي وبطريقة أسرع وأكثر راحة. فمواقع كابوكينج دوت كوم ، وتشيب فلايتس أصبحت أقرب وأسرع وأرخص بالنسبة لهم.
الخروج من المنافسة
ونفس ذلك الأثر كان له تأثير عكسي تماماً علي الشركات فقد أدى إلى خروج عدد كبير من الشركات من المنافسة ، وربما أيضاً من السوق والمهنة بكاملها والتي بقيت تصارع كان لزاماً عليها أن تتخلي عن نسب كبيرة من الأرباح حتى تستطيع أن تنافس أو أن حتى تبقي دون أن تغلق أبوابها.
وبذلك فقدت معظم شركات السياحة أحد أجنحتها الكبيرة والتي وفرت لها الطيران عالياً لسنوات طويلة ألا وهي السياحة الداخلية.
أزمة السياحة الدينية
ومن المعلوم أيضاً بأن هناك عدد لا يستهان به من الشركات المرخص لها هي بالأساس متخصصة بالسياحة الدينية ، والتي تعرضت هي أيضاً لعدة أزمات وتغييرات في القواعد المنظمة لها أدت في النهاية إلى تقلص أعداد القادرين والراغبين في القيام برحلات الحج والعمرة ، مما أثر بالتالي على دخل معظم الشركات العاملة في هذا القطاع إلا اللاعبين الكبار وقليل ما هم.
هذا فضلاً عن العدد الكبير من الشركات والتي كانت تحقق أرباح كبيرة أيضاً ولكن عن طريق بيع حصص العمرة أو الحج لشركات أخري دون تنظيم، وبالتالي فقدت شركات السياحة مصدر أخر كبير من مصادرها الأساسية ألا وهي السياحة الدينية.
السياحة الخارجية
و وفقاً لموقع غرفة شركات السياحة فإن عدد شركات السياحة في مصر هو حوالي ٢٢٨٠ شركة ، وعلى الرغم من عدم وجود إحصائيات رسمية لعدد الشركات التي بالفعل تعمل في حقل السياحة الخارجية {إستقدام سياح أجانب} ، فإنه من المعلوم لكل العاملين في المجال بأن هذه الشركات عددها محدود للغاية ولا يتخطى بأي حال من الأحوال ٥٪ من عدد الشركات الكلي.
ومما هو معروف أيضاً أن ٩٥٪ من هذه الشركات مازالت تعتمد على المفهوم المعروف باسم {بي تو بي} حيث تتعاقد مع شركات أخري أجنبية هي التي تقوم بالتسويق والبيع ، وبعد ذلك تختار هذه الشركات الأجنبية من يروق لها من الشركات المصرية {الأرخص سعراً} لتنفيذ البرنامج بالسعر المتفق عليه.
وكثيراً ما تجد شركة أجنبية ما تعمل مع شركة أخري مصرية لمدة موسم أو إثنين ثم تنتقل إلى أخري لمجرد أن الشركة الأخرى عرضت عليها أسعار أرخص.
السوق الياباني
ويتضح هذا النموذج بوضوح شديد في حاله السوق الياباني فالمنافسة هنا على أساس سعري فقط وبذلك يتم تدوير العقود بين الشركات المصرية لصالح الشركات الأجنبية ، ويكون نصيب الأسد من الأرباح لهذه الشركات دون الشركات المصرية ويظل الدخل القومي المصري ينزف المليارات كل عام.
وفى النهاية يتبقى جزء ضئيل من شركات السياحة المصرية لا يتخطى عددها أصابع اليد الواحدة تحاول جاهدة استغلال الإنترنت لاختراق سوق السياحة الخارجية ، والنجاحات في هذا الإطار موجودة ولكنها تظل محدودة.
تغيير الواقع ممكن و لكن !
من المعروف والمفهوم أيضا أنه قبل ١٠ إلى ١٥ عاماً من الأن كان من المستحيل على الشركات المصرية منافسة الشركات العالمية في أسواق السياحة الأوروبية والأمريكية وغيرها.
لأنه في ذلك الوقت كانت المنافسة تتطلب تواجد مادي من رجال الأعمال المصريين في هذه الأسواق بفروع لها وموظفين بأعداد كبيرة وكذلك بوسائل التسويق التقليدية كالمطبوعات والإعلانات بالجرائد والمجلات، والأوت دور وكذلك الراديو والتليفزيون ، وذلك لكي تتمكن من الوصول إلى عملائها المستهدفين وكان هذا الأمر بطبيعة الحال يحتاج إلي رؤوس أموال ضخمة صَعُبَ علي المستثمرين المصريين توفيرها من أجل المنافسة داخل هذه الأسواق.
المنافسة محسومة
لذا بقت المنافسة محسومة لصالح الشركات الأجنبية ولم يكن أمام الشركات المصرية سوي القبول بأسلوب العمل المشار إليه أعلاه ب “بي تو بي” حيث للشركات الأجنبية اليد العليا في تحديد كل ما يتعلق بالعملية السياحية من تسويق وتسعير والاختيار من بين الشركات المصرية من تقوم بتنفيذ برامجها.
ولكن الطريف والذي قد يكون محزناً في نفس الوقت أن هذه الشركات الضخمة خارج مصر لم تعد تعمل بالطريقة ذاتها التي كانت تعمل بها قبل ١٥ عاماً.
فالمطلع على هذه الأسواق يعلم أن كل هذه الشركات قد أغلقت معظم فروعها وسرحت جزء كبير من موظفيها وتوجهت بكل طاقاتها للاستفادة من الإنترنت وعالمة الافتراضي، حيث إنه لم يصبح من الضروري تواجدها المادي في كل مكان يتواجد فيه عملائها المحتملين ، ولذلك استبدلت معظم الشركات الطرق التقليدية المادية بأخري افتراضية كمواقعها علي الإنترنت و صفحاتها علي مواقع التواصل الاجتماعي ، و رسائلها الإلكترونية التي ترسلها لعملائها بعروضها و برامجها.
التسويق و البيع في العالم الافتراضي
وعلي الرغم من إقدام هذه الشركات علي إحداث هذا التغيير الجوهري في أسلوب التسويق و البيع بالاعتماد الكلي علي العالم الافتراضي والإنترنت ، مما قلل من التكلفة بشكل كبير و كذلك عَظَّمَ من أرباحها ظلت الشركات المصرية بانتظار إحسان هذه الشركات.
تغيرت قواعد وأسلوب اللعبة ولكن ظلت الشركات المصرية حبيسة الماضي فعلي الرغم من أنه لم تعد رؤوس الأموال الضخمة هي السلاح التي تتسلح به الشركات العالمية ، ولكنها تسلحت بأسلحة أخري ولحسن الحظ فإن ذلك السلاح الجديد ليس حكر عليها وحدها فهو متاح للجميع ، أعني سلاح المعرفة بالتكنولوجيا الجديدة ، والاطلاع على أحدث سبل التسويق الإلكتروني.
بهاذين الجناحين وتمويل بسيط “مقارنة بحجم التمويل الذي كان يجب توفيره قبل الإنترنت”، تستطيع الشركات المصرية أيضاً أن تحلق عالياً لتنافس وتتخطي الشركات العالمية إن توفرت لها الإرادة … والمعرفة … “وكذلك التمويل المناسب” .
والحقيقة أنه منذ ١٥ إلى ٢٠ عاماً تقريباً أصبح” الإنترنت والمعرفة بفنون التسويق الإلكتروني هو السلاح الأقوى في المنافسة ليس في السياحة فقط ، ولكن في كافة مناحي الاقتصاد.
ولكن هل الحل هو في إنشاء موقع على الإنترنت مهما كان هذا الموقع رائع؟!
الإجابة هي بالطبع لا.
لأنه ببساطة شبكة الإنترنت حبلي بعدد لا متناهي من المواقع في كافة مناحي الحياة.
الخطوة الأولي
ولكن بالطبع إنشاء الموقع هي الخطوة الأولي ، ولكن امتلاك المعرفة التي تمكنك من وضع هذا الموقع في الصفحة الأولي في محركات البحث وأمام المشتري المناسب في الوقت المناسب هو الأهم، ومن يمتلك هذه المعرفة يستطيع أن ينافس ويزيح منافسيه من أمام عملائه المحتملين.
وهنا وعلى صفحات ” المسلة – بوابة السياحة العربية ” سنكون معكم خطوة بخطوة على هذا الطريق نوضح ونشرح بأمثلة عملية
ماهي المواصفات التي يجب توفرها في موقع عن السياحة في مصر في عام ٢٠٢٢؟!
ونعنى بالمواصفات
• المواصفات الفنية
• الشكلية
• التسويقية
ونرد علي تساؤلات من لهم تجربة لم تكلل بالنجاح من قبل ، و كذلك من يريد أن يخطوا هذه الخطوة لأول مرة و لكن لا يعرف كيف و من أين يبدأ و كذلك لمن مر بخاطره أسئلة متنوعة :
كيف أختار السوق؟
هل الأفضل خوض غمار السوق المحلي أم الخارجي؟
كيف أبدأ موقعي؟
كم سيتكلف؟
وما هي فرص نجاحه؟
الميزانية التي يجب توفيرها حتى لا يتعرض المشروع لأي إجهاض في منتصف الطريق ؟
كم يستغرق من الوقت حتى يبدأ بدر أرباح؟
لماذا فشلت في تجاربي السابقة؟
كيف نجحت مواقع أخري؟
هل يمكن أن يحقق موقعي يوماً ما مبيعات بالملايين؟
¶¶ كل هذا وأكثر سوف نعرضه هنا على صفحات المسلة فانتظرونا…
mailto:[email protected]