بوابة السياحة العربية
بقلم :أشرف الجداوي
يملاْ منظمي الحج في مصر و دولة السعودية الدنيا صياحا ضد ” سماسرة الحج ” في الموسم متصورين بسذاجة منقطعة النظير انهم بعيدين تماما عن تلك الكارثة ، وانهم بتحميل السماسرة كامل المسؤولية عن الأزمة بأبعادها الجلية والخفية قد غسلوا أيديهم من الجريمة تماما وتبرؤوا براءة الذئب من دم ابن يعقوب ..!
والحقيقة ان المفارقة في ازمة حجاج تأشيرة الزيارة و السياحة تخص من البداية كل من سعي وتعاون وساعد ” السمسار الرجيم ” في تخليص أوراق التأشيرة سواء كانت زيارة او سياحة ، ولا يغيب عنك كل من ساهم في تسهيل اكواد العمرة لعملائه و اكواد الزيارة ، وحجز الطيران ، وحجز الإقامة بالفنادق او الشقق الفندقية او العمائر في كل من مكة المكرمة و المدينة المنورة .. ولا مانع أيضا من حجز النقل الداخلي …
هذا من الجانب المصري ، وهذا الجانب يعلم علم اليقين وهو يقوم بتلك المهام بمقابل مادي مجزى ان تلك المجموعات من البسطاء يحلمون بأداء مناسك الحج لو كلفهم هذا الامر مشقة الانتظار و الإقامة المخفية كيفما كانت في الأراضي المقدسة من شهر ” رمضان او شوال او حتى ذو القعدة ” املا في تحقيق الحلم والركن الركين من قواعد الدين ، والعودة بعد ذلك الي ديارهم ان شاء الله وقدر لهم السلامة ..!
اما الجانب الأخر الذي يملأ الدنيا صخبا و يكيل الاتهامات بالجملة للدولة المصرية وأجهزتها المنوطة بها مسئولية ترشيد وتنقية ” الناس الغلابة ” ممن يسعون لاقتناص فرصة الزيارة او السياحة عبر تلك #التأشيرة ” الشفافة ” التي لا تحرضهم علي الاطلاق عن البحث عن فرصة للانتظار في الأراضي المقدسة لتأدية مناسك الحج ..!
سبحان الله وهل الأجهزة الرقابية و سلطات الحج والعمرة هناك لم تلحظ تنامي الحركة لتأشيرات الزيارة والعمرة في ” شوال و ذو القعدة ” منذ ان قررت فتح باب الزيارة والسياحة عقب انتهاء موسم العمرة في” رمضان الكريم ” وهو قرار جديد تم اقراره منذ سنوات قليلة لدفع الحركة السياحية بالمملكة ، تزامنا مه اطلاق الهيئة العامة للترفيه والمهرجانات وخلافه ، وإقرار منح التأشيرة السياحية الالكترونية قبيل الجائحة بشهور قليلة للعديد من رعايا دول العالم ..؟!
&&&&&&&&&&
ولما لا يتم مراجعة و محاسبة قطاع الفنادق و دور الشقق الفندقية في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة على تعاقدات شهور ” الريبة والفتنة النائمة ” لعنة الله علي من أيقظها .. أم ان هؤلاء لا يحاسبون وهم دائما فوق الخطأ و لا يتحملون المسئولية من قريب او بعيد ، و اللوم كل اللوم علي الجانب المصري وهذا السمسار المصري وقانا الله منه ومن “الشيطان الرجيم “، و السياحة المصرية وشركاتها وكل من أعان وساعد و سهل الأمر لسفر هؤلاء البسطاء راغبي أداء الفريضة ..!
وهكذا احتدم الامر وبات حجاج تأشيرة الزيارة والسياحة بين خيارين احلاهما مر عند وقوعه في قبضة سلطات الحج ، اما ان يطرد الي جدة توطئة لعودته لبلده او ان يسعي سرا وبليل للاتفاق مع سمسار رجيم أخر من اهل بلاد الحرمين بتكاليف مادية غير معلومة ليمكنه من دخول ارض المشاعر المقدسة ليؤدي المناسك خلسة وبدون تصريح الحج المطلوب ..!
إشكالية ومفارقة وجدلية لن ولم تنتهي الا بإيجاد حلول واضحة وشفافة لهذه القضية العامة و الحل الأول في تقديري المتواضع زيادة الحصص الرسمية للحج لكل دولة لتلبية الطلب المتزايد ، الثاني – فرض رقابة صارمة على الوسطاء والسماسرة هنا وهناك لضمان عدم استغلالهم للحجاج بدلا من اتباع نظرية دفن رؤوس النعام الشهيرة ، الثالث – تكثيف حملات التوعية للحجاج حول الطرق الرسمية للحصول على تأشيرات الحج والمخاطر المحتملة للتعامل مع السماسرة وأهمية الحصول علي تصريح الحج – مع مراجعة السلطات أمر السماح بتأشيرات الزيارة و السياحة شهور “شوال و ذو القعدة” …
يبقي موضوع حجاج تأشيرة الزيارة وسماسرة الحج موضوعًا يستدعي التفكير العميق والتنظيم الحذر ، والأهم هو تحقيق التوازن بين تسهيل أداء مناسك الحج وضمان الأمان والتنظيم الجيد للحجاج. فهل من مستمع وهل من رجل رشيد يستطيع ان يحقق هذا التوازن للابتعاد عن طريق #السمسار_الرجيم …؟!
#حجاج_تأشيرة_الزيارة #سماسرة_الحج #مناسك_الحج #الحج_والعمرة #التأشيرات_الرسمية #تنظيم_الحج #الأمان_في_الحج #حلم_الحج #السمسار_الرجيم