بوابة السياحة العربية
“دلمون أرض مقدسة
دلمون أرض طهور
على أرض دلمون المقدسة الطهور
لا ينعق فيها الغراب
ولا يفترس الأسد الحمل.
…
دع آبار دلمون
تصبح عيون المياه العذبة
دع حقول دلمون
تنتج القمح والحبوب
دع مدينة دلمون
تصبح ميناء للعالم كله”
بوابة السياحة العربية
تقرير ثقافي
المنامة / بنا / بهذه الكلمات خُطت ملحمة جلجامش، تلك الملحمة السومرية المكتوبة بخط مسماري على 12 لوحا طينيا حيث اكتشفت لأول مرة عام 1853م.. فدلمون.. جزيرة الآلهة والأرض المقدسة التي قصدها جلجامش بحثا عن زهرة الخلود، فمن أعلى تلال تلك الجزيرة عند شواطئ الخليج وجدت عاصمة دلمون، وبين الرمل والبحر تشكلت الهوية الدلمونية لتكشف عن حضارة زاخرة بالمكنونات الأثرية فبين آثار فخارية ومعدنية وكتابات وأسوار ومبانٍ ثمة آثار قابعة أسفل التراب.
قيمة تراثية فريدة
الدكتور سلمان أحمد المحاري مدير الآثار والمتاحف بهيئة البحرين للثقافة والآثار جال بصحبة فريق وكالة أنباء البحرين في أرجاء الموقع التراثي، وكشف عن زوايا جديدة في الموقع تبين العمق التاريخي الذي يمتاز به، فعلى هذه الأرض قلعة ساحلية قديمة يفوق عمرها القلعة الثانية البارزة أعلى الهضبة، وحسب وصفه إن هذا الموقع يختزل قيمة تراثية فريدة، فالتنقيبات التي بدأت في 1953، واستمرت إلى الآن أفضت إلى اكتشاف ما يقدر بــ25% فقط من الموقع، وتحوي كنوزاً تمثل جميع الفترات والحقب التاريخية، ومن المؤكد وجود رُقَمٌ طينية وكتابات ومعلومات لا تزال مدفونة ستكتشف مستقبلاً.
موقع متكامل يبين ملامح الحياة الدلمونية
الأعلى في عدد الزوار من حيث المواقع الأثرية والتراثية
وعن عدد زوار الموقع قال د. المحاري أنه الأعلى في عدد الزوار على مستوى البحرين من حيث المواقع الأثرية والتراثية، ففي عام 2023 تجاوز عدد الزوار 415 ألف زائر، كما بلغ عدد زوار هذا العام للموقع 121 ألف و 924 شخص حتى اليوم، وبلغ إجمالي عدد الزوار من عام 2009 حتى عام 2023 أكثر من 2 مليون و400 ألف زائر.
500 قطعة أثرية في متحف قلعة البحرين
وأوضح د. المحاري وجود 500 قطعة أثرية في متحف قلعة البحرين الذي افتتح في فبراير 2008م، وقال إن تاريخ الموقع يعود إلى ألفين وثلاثمائة قبل الميلاد، ويدل على وجود استيطان بشري استمر لأكثر من 4 آلاف و300 سنة بلا توقف، نتج عنه بقايا أثرية تجارية ومدنية وعسكرية ودينية وثقافية، بالإضافة إلى لغة أثرية تؤكد علاقتها مع حضارات الجوار مثل بلاد الرافدين وبلاد السند أو بلاد فارس أو شبه الجزيرة العربية وحضارة مجان.. ومع بدء أقدم التنقيبات عام 1953 – 1954 أثبت وجود الاستيطان حول قلعة البحرين.
لعب الموقع دورًا محوريًا في التبادلات التجارية والثقافية في المنطقة الأوسع
أول موقع للتراث العالمي لليونسكو في البحرين
وزادت في وصف الأهمية بتوضيح ما تزدهر به من بساتين النخيل والحدائق الزراعية المجاورة، فضلاً عن بقايا برج بحري وقناة وصول بحرية قديمة بعيدة عن الشاطئ، تنتمي إلى الموقع، مما يخلق معًا منظرًا تاريخيًا استثنائيًا، وقالت إن إدراج قلعة البحرين كأول موقع للتراث العالمي لليونسكو في البحرين يؤكد تفردها وأهميتها على المستوى الدولي.
حضارة دلمون وتايلوس والفترة الإسلامية والفترة البرتغالية
ويقول رئيس جمعية #تاريخ_وآثار_البحرين د. عيسى أمين لو أخذنا قطاعا في التل، سنجد آثارا مختلفة تعود إلى كل من حضارة دلمون وتايلوس والفترة الإسلامية والفترة البرتغالية، فهذه القلعة استخدمها البرتغاليون للسيطرة على هرمز خلال حكمهم، ولكن تتمثل الأهمية الكبرى فيه بوجود المدن الدلمونية، وما وجد فيها من قطع أثرية فخارية وعملات وآثار تدل على هذه الحقبة، فمثلاً دلت الجرار والرقع الأثرية والفخار والكتابات على فترة دلمون الأولية والمتأخرة، أما العملات مثل عملات الإسكندر فتؤكد الفترة الهلنستية التي تعود إلى 300 عام قبل الميلاد، وبعدها أتت الفترة المسيحية ومن بعدها الإسلامية والبرتغالية، وهو ما يبين التطور الرأسي للموقع.
فكرة بناء متحف موقع قلعة البحرين
وتطبيقا لفكرة الإرث الرأسي أو الطبقات الأثرية، أوضح د أمين فكرة بناء متحف موقع قلعة البحرين الذي جاء بطريقة رأسية تبين الطبقات الموجودة حسب الفترات، وهو تصميم مستوحى من الحقب التاريخية، وقال إن اعتراف منظمة اليونسكو بالموقع أكسبه أهمية عالمية، كما أصبح استخدامه لأغراض عمرانية أمرا محظوراً، فقلعة البحرين هي عاصمة وميناء حضارة دلمون ورد اسمها في الخطوط المسمارية في الحضارة السومرية والبابلية، وكان هناك عملية بحث عن موطن الهدايا والتمور التي كانت تصل لمعابد بلاد ما بين النهرين، إلى أن قام عالم الآثار جيفري بيبي في الخمسينات بالكشف عنها في أول بعثة تنقيبية في منطقة الخليج العربي، حيث تم اكتشاف دلمون وامتداداتها التي هي موطن الآلهة والمعابد، لافتاً إلى أهمية ودلالات تحول الموقع إلى موقع عالمي مهم إذ يعد وجهة للزوار والسياح.
وقال السندي جاءت البعثة الدنماركية لتضع البحرين في مخططها كمرتكز للعمل، فدلمون الممتدة من الكويت شمالا إلى شرق السعودية وقطر وجزء من الإمارات، كانت #البحرين بموقع القلعة المطل على #الخليج موقعا مناسبا للتنقيب فيه، وفيه وجد الميناء الدلموني الذي تحدثت عنه المخطوطات بــ”سفن من الخشب أتت من #أرض_دلمون”.
من: سماح علام