اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

خبير آثار مصرى يؤكد عدم صحة رواية قتل رهبان سيناء فى القرن الرابع الميلادى

خبير آثار مصرى يؤكد عدم صحة رواية قتل رهبان سيناء فى القرن الرابع الميلادى

 

 

 

 


القاهرة – المسلة – فى ذكرى استشهاد سانت كاترين التى توافق 8 ديسمبر يؤكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى أن كتاب نعوم بك شقير عن تاريخ سيناء أبدع فى وصفه للحياة البرية فى سيناء وأوديتها وجبالها ولكن معظم ما كتبه عن آثار سيناء اعتمد على روايات فقط دون التأكد من صحتها لذا فمعظمها يحتاج للتحقيق أثريا.

 


ويضيف د. ريحان أن من ضمن الروايات الذى ذكرها نعوم شقير وكلها مغالطات تاريخية أن الراهب أمونيوس وهو راهب مصرى من كانوبيس زار سيناء عام 373 م وروى بأسلوب قصصى أنه أثناء زيارته غزا العرب رهبان طور سيناء (يقصد منطقة سانت كاترين حاليا) فقتلوا أربعين راهبا منهم وغزا البجاة (وهى قبائل من أفريقيا) رهبان راية بمدينة الطور فقتلوا منهم أربعين راهبا ونقل عنه مؤرخى الغرب وأضافوا أن أمونيوس توجه بعد ذلك إلى ممفيس فى مصر حيث سجل قصة قتل الرهبان باللغة القبطية ثم ترجمت لليونانية بواسطة الراهب إوانيس وحدث ذلك يوم 28 ديسمبر فى نهاية القرن الرابع الميلادى وعلى القارئ أن يبحث عن العام الذى يحلو له خلال هذا القرن.

 

 

 


ويفند د. ريحان هذه الرواية موضحا أن المترجم اليونانى ذكر أن الحادثة كانت فى عهد دقلديانوس (248 م – 305 م) وأن رهبان طور سيناء لما هاجمهم العرب لجأوا إلى برج قرب مكان العليقة وهذه مغالطة تاريخية لأن الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين بنت برج قرب مكان العليقة ما بين 323 – 337 م وبالتالى فلم يكن هناك برج يلجأ إليه الرهبان فى ذلك الوقت.

 


والنقطة الثانية أن أمونيوس يذكر أنه ذهب للتقديس إلى القدس ثم انتقل منها مع جماعة من المقدسين إلى طور سيناء والثابت أن طريق الرحلة المقدسة للمسيحيين إلى القدس عبر سيناء لم يؤمن إلا فى عهد الإمبراطور قسطنطين الكبير (323-337 م) ولم يكن للمسيحيين أى زيارات للتقديس عبر سيناء إلا بعد زيارة الإمبراطورة هيلانة للقدس حيث بنت فيها كنيسة القيامة 336 م وأمرت ببناء برجين وكنيسة العليقة بطور سيناء.

 

 

 


ويوضح د. ريحان أن أمونيوس ذكر أن رئيس مجموعة الرهبان أثناء الحادثة كان القديس ذولاس والمعروف أن ذولاس هو أول رئيس لرهبان طور سيناء من عام 373 م كما ذكر المؤرخين أما الحادثة كما ذكرها المترجم اليونانى ما بين 248-313 م كما ذكرأسماء أماكن مجهولة قتل فيها الرهبان كما يدعى مثل تتراقن وقيدار وهى أماكن لا ذكر لها فى أى مصدر كما أن نعوم شقير نفسه يضع عليها علامات استفهام كما يتحدث عن معجزة أنقذته هو والذين معه فقط رغم وجوده فى الحادثة وقتل باقى الرهبان ويتساءل د. ريحان هل المعجزة حدثت فقط لتنقذه هو ومن معه ليروى لنا هذه الرواية؟ ولماذا لم تنقذ المعجزة بقية الرهبان؟

 


ويتابع د. ريحان بأن أمونيوس ذكر فى روايته قتل رهبان آخرين بموقع راية الذى يشرف على خليج السويس ويوضح بأن أعمال الحفائر التى قامت بها بعثة آثار مصرية يابانية بهذا الموقع كشفت عن حصن إسلامى وتحف فنية إسلامية ولم يكشف عن أى أديرة أو قلايا تدل على وجود حياة رهبانية بهذا الموقع وهذا طبيعى لأن الرهبان يفضلون العزلة والأماكن الداخلية خصوصا فى هذا الوقت والذى كان الاضطهاد الرومانى على أشده …

 

وقد قام الدكتور ريحان بتحقيق الموقع الحقيقى لمدينة رايثو المسيحية أثريا وهى المدينة المكتشف بها دير الوادى بقرية الوادى الذى يعود للقرن السادس الميلادى وقلايا من القرن الرابع الميلادى بوادى الأعوج وهى تبعد عن خليج السويس تماما أما راية الحالية التى تشرف على خليج السويس فقد أطلق عليها هذا الاسم لوجود مقام الشيخ راية إذا فلا يوجد دير محصن بموقع راية المذكورة فى الرواية والمشرفة على خليج السويس يلجأ إليه الرهبان مما يدحض رواية قتل الرهبان من الأصل.

 


ويشير د. ريحان إلى أن نعوم شقير نفسه حاول الخروج من المغالطات التاريخية فى الرواية فقام بتغيير تاريخ رحلة تقديس أمونيوس عبر سيناء ورجح أن تكون ما بين 373- 380 م مع أن تاريخ الحادثة فى الترجمة 248- 313 م ونقل عنه مؤرخى الغرب هذا التأريخ دون التحقق من صحته أمثال مينارديس الذى ذكر أن رحلة تقديس أمونيوس لسيناء كانت عام 373.وبنت على ذلك كل كتابات مؤرخى الغرب التى تسئ لمجتمع سيناء فى ذلك الوقت والتى أكدت حوادث التاريخ التعايش الآمن بين كل الأطياف التى سكنت سيناء منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى الآن وصنعت أعظم ملحمة حضارية فى التاريخ.

 

 

 

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled