اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

روسيا: إمكانيات كبيرة لتطوير السياحة الحلال

روسيا: إمكانيات كبيرة لتطوير السياحة الحلال

 

موسكو "المسلة" …. بدأت السوق العالمية للسياحة الحلال بالنمو منذ فترة غير بعيدة، ولكنها سرعان ما أصبحت ظاهرة حقيقية وأحد أكثر أنواع السياحة تطوراً في العالم. من جهتها، تمتلك روسيا إمكانيات كبيرة في هذا المجال بحيث تؤهلها لأن تكون جهة جاذبة جداً للسياح المسلمين.


أقر الشيخ راوي عين الدين رئيس مجلس المفتين في روسيا، في أواخر عام 2014، المعايير الناظمة لـ " خدمات الحلال" في الفنادق وغيرها من أماكن الإقامة المدعوة لاجتذاب ملايين السياح المسلمين من جميع أنحاء العالم إلى روسيا. واليوم توجد في روسيا ثلاثة فنادق تتناسب مع هذه المعايير ومعتمدة رسمياً وهي: Metropol Hotel و Aerostar Hotel في موسكو، و Gulf Stream Hotelفي مدينة قازان. علماً بأن الفندق الأخير، خلافاً للفندقين الآخرين في موسكو، يُعدّ "حلالاً" بالكامل؛ أي أن جميع الخدمات تقدَّم وفق معايير الحلال، ففي المطاعم لا تباع المشروبات الروحية وغير ذلك. أما في فندقَيMetropol Hotel  و Aerostar Hotelفإن خدمات الحلال تُعدُّ أحد الخيارات المعروضة على الزبائن.


وفي حديث لموقع " روسيا ما وراء العناوين" أشار إيلدار محسن مدير مشروع HalalTripRus الذي يُعنى بالترويج للسياحة الحلال في روسيا إلى أن قرار فندقَي Metropol و Aerostar يبدو أكثر عقلانية في الظروف الروسية. وأضاف قائلاً إنه " لا ينبغي المبالغة في ذلك، وأظن أن الخيار الأمثل هو أن يكون الفندق قادراً على توفير الخدمات المريحة سواء للمسلمين أم لغير المسلمين".


مستقبل واعد؟

يُقدَّر حجم سوق السياحة الحلال بأكثر من 108 مليار دولار سنوياً، ويصل إلى 10% من إجمالي قطاع السياحة العالمية. وبحسب توقعات وكالة  Crescent Rating "Global Muslim Travel Index" فإن حجم قطاع السياحة الحلال سوف يصل بحلول عام 2020 إلى 192 مليار دولار. وهذا يعني نحو 150 مليون سائح مسلم من جميع أنحاء العالم، وقرابة 11% من إجمالي عدد السياح في العالم ( وفق دراسة وكالة "Crescent Rating «Global Muslim Travel Index 2015). ومن المتوقع أن تنمو هذه السوق في الفترة الواقعة ما بين عامي 2012 ـ 2020 بنسبة 5% سنوياً.


وجدير بالذكر، أن روسيا تستقبل أعداداً كبيرة من السياح المسلمين، ففي عام 2014 كان نحو 30% من السياح القادمين إلى روسيا من البلدان الإسلامية.

 


وفي هذا السياق، يرى سيرغي كوليسنيكوف نائب رئيس اتحاد المطاعم والفنادق في روسيا أن فنادق "الحلال" الثلاثة قليلة بالنسبة إلى روسيا، حيث قال: " فيما يتعلق بالوضع السياسي حالياً، فإننا نلاحظ تراجعاً في تدفق السياح من الغرب ومن أوروبا. ولذلك يتعين على البنى التحتية السياحية الروسية أن تجذب السياح من مناطق أخرى، ويعدّ المسلمون إحدى هذه الفئات الواعدة.


من جهته، وكمثال على ذلك، أشار إيلدار محسن إلى النجاح في اجتذاب السياح الصينيين إلى روسيا، فمنذ عشر سنوات مضت لم يكن الصينيون يأتون إلى روسيا تقريباً، أما الآن فإن أعداداً كبيرة منهم تزور روسيا سنوياً.


المعالم الدينية الإسلامية


وفقاً لوكالة " Global Muslim Travel Index"، فقد دخلت روسيا، في عام 2015، قائمة البلدان العشرين الأكثر جاذبية للسياحة الحلال (بين البلدان غير الداخلة في قوام منظمة التعاون الإسلامي). ويشمل هذا التصنيف مقاييس عدة، مثل جاذبية الجهة السياحية من زاوية الاستجمام العائلي ومستوى الخدمة وتوافر الخدمات الحلال المتناسبة مع المبادرات التسويقية. بالإضافة إلى عدد زيارات السياح القادمين من البلدان الإسلامية، ووفقاً لهذا التصنيف، احتلت روسيا المرتبة السابعة بعد حصولها على 43.8 نقطة، وأشارت الوكالة نفسها أكثر من مرة إلى أنه من حيث سياحة الرحلات، فإن روسيا تعدّ وجهة جاذبة للسياح من البلدان الإسلامية.

 

والمعروف أنه يوجد إرث ثقافي إسلامي ومعالم دينية هامة بالنسبة للمسلمين في مختلف أنحاء روسيا، من بينها جمهورية تترستان التي تُعدُّ، بحسب قول مارات نظاموف رئيس لجنة مقاييس " الحلال"،  "القلب التاريخي للإسلام في روسيا".


حيث دخلت الديانة الإسلامية إليها في عام 922 م، عندما تواجدت مكان تترستان الحالية دولةُ بلقاريا عند نهر الفولغا. وهناك أيضاً مدينة ديربينت القديمة (يعود تاريخها إلى ألفي سنة) فوق أراضي داغستان الحالية، حيث ظهر أول مجتمع إسلامي في الأراضي الروسية ( قبل ولادة الدولة الروسية بفترة طويلة). وهناك أيضاً الشيشان التي راعت الأغلبية المطلقة من السكان أحكام الشريعة الإسلامية، بالإضافة إلى الجمهوريات الأخرى في شمال القوقاز ومنطقة الفولغا.  


ويعتقد دامير خير الدين رئيس الجامعة الإسلامية في موسكو أنه حتى في العاصمة الروسية يمكن العثور على كثير من الأماكن والأشياء ذات صلة مباشرة بالماضي (الأورطة)، أي تلك الفترة التي كانت موسكو تدفع فيها جزية لدولة " القبيلة الذهبية" المسلمة.


ومن بين هذه الأشياء على سبيل المثال، البقايا القديمة للقياصرة الروس والأباطرة مثل قبعة مونوماخ التي تعود، بحسب قول خير الدين، إلى أصل تتري. ويضيف خير الدين في حديثه لموقع " روسيا ما وراء العناوين" قائلاً إنه" لا يمكن تجاهل العلاقة ما بين روسيا والعالم الإسلامي، ولدينا الإمكانية لتعزيز وتطوير هذه العلاقة عن طريق تقديم الخدمات في مجال الحلال ".

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled