اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

“السياحة رأسمالنا” يُفقد الاردن تنافسيته بقلم : الدكتور محمد عبدالله خطايبة

"السياحة رأسمالنا" يُفقد الاردن تنافسيته

 

 

 

كتب :  الدكتور محمد عبدالله خطايبة – الجامعه الهاشمية


ترجع نظرية الميزة التنافسية الى ريكاردو عام 1817, وتقوم على التخصص في الانتاج, حيث تتخصص كل دولة في إنتاج وتصدير السلع التي يمكن أن تنتجها بتكلفة نسبية أقل وبنفس الوقت تستورد السلع التي تنتجها بتكلفة عالية نسبياً.


ومثالاً على ذلك ولاية هاواي الامريكية والتي تعتبر من أكثر الولايات جمالاً وجذبا للسياحة ، وبنفس الوقت تتواجد فيها أجود انواع القهوة بالعالم ومع ذلك وتحقيقاً للتنافسية تهتم الجهات المختصة بالسياحة وتستورد القهوة من الخارج حفاظا على ميزة الولاية التنافسية.


أما تعريف التنافسية للدول النامية كالأردن فيتمثل بقدرة الدولة على النمو والحصول على حصة سوقية في المجالات التي تتوفر فيها فرص لتحويل الميزات النسبية لديها الى ميزات تنافسية.


والسؤال هنا هل يفقد الاردن ميزته التنافسية مع التركيز الحكومي على السياحة التقليدية والتي يروج لها على أنها رأسمالنا؟؟


لا اتوقع أن الاردنيين لديهم ميزة نسبية قد تتحول الى ميزة تنافسية أكثر من الإستثمار في العقول والادمغة الاردنية ، فالدولة الأردنية ومنذ نشأتها سعت نحو الارتقاء بالمستوى التعليمي والنهوض به بحثا عن التميز عن غيرها في هذا المجال من خلال تطوير منظومة التعليم بكافة مراحله وشعار " الإنسان أغلى ما نملك " يعبر عن مدى تفهم وإدراك هذه الحقيقة ، مع التحفظ على مدى تطبيق الفكرة بالشكل الذي يعبر عن عظم حجمها .


لا أقول هنا أن السياحة لا تساهم في الناتج القومي الاجمالي ولا تخلق فرص عمل, ولكن أنادي بسياحة تعتمد في جُلها على عقول الاردنيين ولا تزعزع الأمن الإجتماعي والذي أناشد الجهات المختصة والامنية وصانعي القرار أن تأخذه بعين الاعتبار إذا ما تحولنا إلى بلد سياحي تقليدي .


السياحة العلاجية وتطويرها وإعداد كوادرها أهم وذو منفعة مقارنة بالسياحة التقليدية والتي يجدها الاردنيون أقل كلفة في مصر وتركيا ويحقق النظرية التنافسية للدولة بتصدير الخدمات العلاجية المبنية على العلم والتكنولوجيا ونستورد السياحة التقليدية والتي تسوق لها حكوماتنا الحالية ونحافظ على تنافسية المملكة والأردنيين.


لو افترضنا أن الإنفاق الحكومي على الترويج للسياحة 50 مليون دينار, نكون اكثر منطقية لو تم ابتعاث 500 طالب ادرني بتكلفة 100 الف دينار لكل طالب في تخصصات كالطب والهندسة والفيزياء والرياضيات في أرقى الجامعات العالمية ، وهنا نحقق عائدا أكبر للجامعات والمستشفيات الاردنية ودورا أردنيا محوريا في المنطقة كمنارة علم وصحة كما عهدناه.


ما تسعى إليه الحكومة وبعد 60 عاماً على بناء الاردن الحديث يذهب بنا إلى قطاع حيوي على المدى القصير نحقق من خلاله هامش من العوائد لا نستطيع المحافظة عليه لفترة طويلة ويفقد الاردن ميزته التنافسية المستدامة.


أود أن أذكر المختصين وأصحاب الرأي وصُناع السياسات أن عدد السياح الذين زاروا إسبانيا عام 2000 حوالي 48.5 مليون سائح ، وكانت عوائد السياحة الاسبانية في تلك الفترة أكبر من عوائد النفط الخليجي مجتمعة واليوم اسبانيا ليست ببعيدة عن مستقبل شبيه باليونان اقتصادياً ، فالبطالة والعجر في الميزانية والدين عام يدلان على أن السياحة ليست الاستثمار الأمثل لمستقبل آمن نتطلع اليه ، ومن هنا "السياحة ليست رأسمالي" من منظور اقتصادي وأمن اجتماعي.

نقلا عن عمون

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled