الأيقونات رسالة تعانق بين الفن القبطى و الإسلامى فى مؤتمر التراث المسيحى
كتب د. عبد الرحيم ريحان
القاهرة "المسلة" …. أكدت دراسة أثرية للدكتور ضاحى أبو غانم مدير عام إدارة الأيقونات والرسوم القبطية بوزارة الآثار تأثر الفن القبطى بالفن الإسلامى فى رسم الأيقونات التى صممت بعد الفتح الإسلامى لمصر .
جاء ذلك ضمن فعاليات المؤتمر السنوى الثالث والعشرون للتراث العربى المسيحى والذى استضافه هذا العام المركز الثقافى الفرنسيسكانى برئاسة الأب ميلاد شحاته بكنيسة سيدة الكرمل للأباء الفرنسيسكان بالقاهرة والذى نظمته مجموعة أصدقاء التراث العربى المسيحى فى الفترة من 27 إلى 28 فبراير.
وتضمنت دراسة الدكتور ضاحى أبو غانم والذى ألقاها فى اليوم الأول بالمؤتمر تحت عنوان " الكتابات العربية ودورها فى تأريخ وتوثيق الأيقونات القبطية " أكدت أن التأثير والتأثر بين الفن القبطى والفن الإسلامى كان متبادلاً حيث استخدمت اللغة العربية بجوار اللغة القبطية أو اللغة العربية وحدها فى كتابة أسماء القديسين وألقابهم وبعض الأدعية للشخص الذى أهدى الأيقونة أو الفنان الذى قام برسمها وكذلك فى تاريخ رسم الصورة والجهة المهدى إليها ويظهر تأثير الفن الإسلامى فى طابع الملابس وبعض التفاصيل المعمارية مثل استخدام الأشكال النباتية والهندسية مثل الطبق النجمى الذى لم يعرف إلا فى الفن الإسلامى ولقد وصل حد الاندماج بين الفن القبطى والفن الإسلامى إلى درجة يصعب معها التفرقة بينهما خاصة فى الأعمال الفنية المنفذة على الخشب والعاج والنسيج.
وأشارت الدراسة إلى أهمية الكتابة على الأيقونة سواءاً كانت قبطية أو عربية فهى التى توضح المنظر المرسوم بالإشارة إلى أسماء الأشخاص ووظيفتهم أو تشير إلى نص إنجيلى على لسان المصور كما ساهمت هذه الكتابات فى الكشف عن الكثير من المعلومات الخاصة بالأيقونة ومنها مصدر الأيقونة والأسلوب الفنى المستخدم فى رسمها وتاريخ صناعة الأيقونة أو الإهداء والتوقيعات عليها سواءاً من أعلى أو أسفل أو فى الإطار أو على ظهر الأيقونة وهذه التوقيعات أو الكتابات تتضمن معلومات هامة عن تاريخ الأيقونة أو صاحبها أو الفنان الذى قام برسمها.
وتعتبر الحروف والكلمات جزءاً من تصميم الأيقونة فبدون اسم الشخص المصور تصبح الأيقونة غير مكتملة وللكتابة على الأيقونة أسلوب مميز يمزج بين تنسيق الكتابة والأسلوب الفنى المتبع فى رسم الأيقونة حسب مميزات كل عصر والتى تحدد الشكل الزخرفى للحروف وقد أرخ الفنان القبطى الأيقونات بالتقويم القبطى وأحياناً الميلادى ويكتب التاريخ بالحروف العربية وأحياناً القبطية .
وعرض الدكتور ضاحى أبو غانم نماذج من الأيقونات بالكتابات العربية كما جاء فى الدراسة ومنها أيقونة السيدة العذراء والسيد المسيح وقف كنيسة زويلة الكبرى وقد كتب عليها "عوض يارب عبدك المهتم المعلم نيروز وأولاده فى ملكوت السموات سنة 1162" وأيقونة القديس أسطفانوس وقد كتب عليها باللغة العربية عمل إبراهيم الناسخ ويوحنا الأرمنى وأيقونة السيدة العذراء والسيد المسيح 1265ش من كنيسة العذراء الدمشرية مصر القديمة ووضع حرف ش بجوار التاريخ تعنى التقويم القبطى.
وتطرقت الدراسة لأعمال ترميم وصيانة هذه الأيقونات بوزارة الآثار المتمثلة فى إزالة طبقة الورنيش المعتمة باستخدم محلول من الكحول الإيثيلى و الماء المقطر بنسبة 1:2 وإزالة طبقة الورنيش والسناج باستخدام محلول من التنر والكحول الايثيلى والماء المقطر بنسبة 1 : 1 : 1 وعمليات استكمال الثقوب والفجوات بالأيقونات بطبقة الرسم باستخدام معجون من أبيض الطفلة طبقاً للتركيب الكيميائى للمادة البيضاء بالأيقونة وعلاج الشروخ الطولية وعلاج التمدد والانكماش باللوح الحامل للأيقونة وتم عرض صور للأيقونات قبل وبعد عمليات العلاج والصيانة لها.