اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

السياحة الاسلامية وباء ينخر مدنية تونس وأمنها

 
امتعاض في مواقع التواصل من ظهور فنادق ‘شرعية’ تستقبل المحجبات والمنقّبات والعائلات المتدينة ولا توزع الخمر، وتمنع الاختلاط.

 

تونس ….. أثار مصطلح السياحة الاسلامية في تونس والذي طفا على السطح في السنوات الاخيرة زوبعة من الانتقادات والتأفف في صفوف رواد مواقع التواصل ومجموعة من المدافعين عن حقوق المرأة والمطالبين بالمساواة بين الرجال والنساء.


وتخشى اصوات علمانية في تونس من سطوة التيارات الاسلامية المتطرفة وتمدد نفوذها مع الوقت وتحذر من محاولة الدفع بها نحو الوراء وتحويلها الى دولة دينية خالية من كل معالم التمدن والحداثة.


في ظلّ الأزمة التي يعيشها القطاع السياحي في تونس، اختارت بعض الفنادق تقديم منتج مغاير وخاص، فنادق إسلامية أو "حلال"، كما يسميها بعضهم، تستقبل المحجبات والمنقّبات والعائلات المتدينة، ولا توزع الخمور، وتمنع الاختلاط بين الجنسين.


واختارت هذه الفنادق تخصيص مسابح خاصة للنساء وأخرى للرجال، وتنظيم سهرات دينية وفضاءات لأداء الصلاة.


وحاولت بعض النزل تقديم خدمات "حلال" وبادرت نزل بمحافظات الحمامات والمنستير وسوسة لارسال إرساليات قصيرة عبر الهواتف الجوالة يذكر فيها أنه يقدم خدمات "حلال" لا تتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي كما أحيت سهرات للإنشاد الديني.

ويرى مراقبون ان السياحة الاسلامية تعود بتونس الى الوراء وتضر بسمعتها وهي التي طالما كانت النموذج المثالي لدولة معاصرة ومتمدنة.


كما اعتبر رواد مواقع التواصل ان السياحة الشرعية او الاسلامية كما يحلو للبعض تسميتها تزيد من تأزم الاوضاع الاقتصادية لفرضها شروطا صارمة وتقييدها لحرية النزلاء كما انها تستبعد وتنفر بذلك السياح الذين يرغبون في قضاء عطلتهم بنزل "شرعي".


وتتواجد اغلب النزل في تونس في اماكن استراتيجية وتقترب من اهم المرافق الحيوية.


ولم يستبعد مغردون ان تكون النزل الاسلامية بمثابة الملاذ الامن للراغبين في تنفيذ هجمات ارهابية اذا انها تساعدهم على التواجد بالقرب من اماكن حساسة في المنطقة، واعتبروا ان السياحة الشرعية وباء ينتهك مدنية تونس وامنها.


وألحقت اعتداءات على النزل ومواقع اثرية كمتحف باردو أضرارا بالغة بالسياحة، أحد اعمدة الاقتصاد التونسي، إذ تراجعت ايراداتها في 2015 بنسبة 35 بالمئة، وعدد السياح بنحو 31 بالمئة وعدد السياح الاوروبيين بنحو 54 بالمئة مقارنة بسنة 2014 وفق احصائيات رسمية.


ويجوب شرطيون شواطئ تونس على دراجات رباعية العجلات أو خيول، وبوابات الكترونية لكشف المعادن بالفنادق والمطارات بعد هجمات ارهابية دامية استهدفت السياح.


وتسعى تونس لاستعادة ثقة السياح بتكثيف إجراءات الأمن وترويج ما اتخذته من تدابير أمنية.
  

  
وقال انيس السويسي مدير المبيعات بفندق "روايال" بمنطقة "ياسمين الحمامات" في شمال شرق البلاد الى الجنوب من العاصمة، إنه "منذ هجوم سوسة أنفقنا كثيرا على الأمن، في السابق كنا نبيع الشمس والبحر فقط، اما اليوم فأصبحنا نبيع الشمس والبحر والأمن، الأمن اصبح عنصرا مهما لبيع الخدمات السياحية".


ولا تكتمل اركان السياحة الاسلامية وفقا للبعض الا بوجود مايوه البحر الشرعي.
ويغزو مايوه البحر الشرعي شواطئ تونس وسط تذمرات من منظمات مدافعة ومناصرة لحقوق المرأة.
ووصل الإقبال على الزي الشرعي للمحجبات على البحر أو ما يُطلق عليه "مايوه المحجبات" إلى درجة فاقت كل التوقعات في الأسواق التونسية.


وما يميز المايوه الإسلامي أو "البوركيني" رقبته العالية، وأكمامه الطويلة وتنورته القصيرة التي تلبس فوق سروال طويل، بالإضافة إلى أن له غطاء مضاد للماء، حيث عرف في الآونة الأخيرة إقبالا كبيرا ومتزايد من قبل مجموعة من المتحجبات، كما انه بات متوفرا بألوان مختلفة وتصاميم مبتكرة لهذا الفصل الحار خاصة في الدول العربية.


وتتهافت الكثير من النساء المحجبات التونسيات على ارتداء لباس البحر الشرعي لكونه فضفاضا ومصنوعا من مادة لا تلتصق بالأجساد، بحيث يؤمن مرونة الحركة ولا يبرز مفاتن المرأة.
  
  
  
وتصطدم الاصوات المطالبة بحرية المراة وبتمدنها وبحقها في تقرير مصيرها في تونس بجماعات متشددة تشييء من المراة وتنتقص من اهميتها في المجتمع وتطعن في تفكيرها المستنير.


وتشهد تونس في السنوات الأخيرة موجة تدين واسعة، فسرها مختصون في الدراسات الاجتماعية بتأثر الشباب خاصة بالفضائيات الإسلامية المتشددة.


واعتبر مغردون ان ملابس البحر الاسلامية تدل على رغبة البعض في تجريد المرأة التونسية من حقوقها وحريتها الشخصية وتحويل جسدها الى عورة يجب سترها ومواراتها وسلب ارادتها منها لتصبح مواطن من درجة ثانية في مجتمع ذكوري محكوم بالعادات والتقاليد الجائرة.


على الجانب الاخر يرى المدافعون عن السياحة الاسلامية انها تساهم في تشجيع العائلات على ارتياد النزل في ظل الازمة الخانقة التي تعيشها البلاد.


واعتبر عفيف كشك الخبير في السياحة ان السياحة الحلال ليست بدعة تونسية وإنها نوع من السياحة العالمية وأكبر البلدان غير الإسلامية تعتمدها كما أن هناك معارض عالمية "حلال".
وبين أن الخدمات "الحلال" بمعنى تقديم أكل خال من لحوم الخنزير ومذبوح ولا يقدم المشروبات الكحولية وبالنسبة إلى تخصيص بيت للصلاة أو الفصل بين الجنسين في المسابح فذلك اختيار شخصي يعود لصاحب النزل.


واعتبر الخبير في السياحة أنه لدينا 856 نزلا في تونس وظهور "نزل حلال" لا يعد فاجعة في قطاع السياحة مشيرا إلى أن النزل محل تجاري يبحث عن الربح.


وقال صاحب وكالة أسفار يدعى هشام قيدرة، مختص في جلب النزلاء إلى الفنادق الإسلامية، إلى أنّ الأزمة التي تعيشها الفنادق التونسية، واضطرار العديد منها إلى غلق أبوابها دفع الى اقامة نزل بمواصفات اسلامية.

 


نقلا عن ميدل ايست أونلاين

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled