اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

أحلام سياحية..! بقلم : إبراهيم الذهلي

أحلام سياحية..!

 

بقلم : إبراهيم الذهلي

كثيراً ما أسأل نفسي، هل يوجد فعلاً ما يسمى بالسياحة العربية. ؟ أم أنها مجرد مصطلح لغوي ليس له تطبيق على أرض الواقع؟!

شاءت الظروف أن أكون منذ فترة قريبة في أحد المؤتمرات السياحية العربية، وكنت من المشاركين بين وفود عربية سياحية على أعلى مستوى، من الوزراء وكبار المسؤولين، وهذه المرة لم تكن المشاركة كصحفي يستقبل البيانات الصحفية النهائية ويحضر المؤتمر الصحفي بعد انتهاء الاجتماعات، بل كنت مشاركاً في المناقشات والجلسات الخاصة بالمؤتمر.

 

ومن خلال تلك المشاركة وجدت الإجابة على سؤال السياحة العربية الذي يؤرقني، والإجابة كانت أن السياحة العربية ليست إلا مجرد كلمة ومصطلح لغوي ليس لها وجود على أرض الواقع.

واقع الأمر أنه رغم كون الدول العربية متجاورة جغرافياً، وتربطها حدود متلاصقة، إلا أننا لا نستطيع أن نتحدث عن السياحة العربية ككيان واحد، أو حتى كيان مترابط أو على أقل تقدير كيان متعاون، فليس هناك أي تعاون أو تقارب أو تبادل معلومات أو خبرات.

وكل ما يربط السياحة في الدول العربية، هي تلك الاجتماعات التي يجلس فيها وزراء السياحة العربية وكبار المسؤولين على طاولة واحدة، يتبادلون فيها الكلمات واستعراض كل منهم «لعضلاته» السياحية وكأنه جاء ليقول أنا «الأفضل إن كنتم لا تعلمون»!!!

 

هذا التفارق السياحي العربي وهذا التباعد الغريب رغم قرب المسافات واللغة والعادات، يعني ببساطة أننا نخسر الملايين، بل المليارات كل عام، والمشكلة الأكبر أو القضية الكبرى، هي أنه لا وجود حتى في المستقبل لمصطلح السياحة العربية.

 

ولكننا لا نستطيع للأسف أن نقدم أنفسنا ككتلة سياحية واحدة، فمتى يمكن أن يأتي إلينا السائح من بعيد ليتنقل من بلد عربي إلى آخر، ومن مدينة عربية إلى أخرى خلال رحلة سياحية واحدة، مما يشجع السائح البعيد في أن يشد الرحال إلى المنطقة العربية.

 

لم أجد في المؤتمر ولو اقتراحا واحدا، أو خطوة واحدة كبداية للتعاون والتنسيق العربي، أو حتى مجرد فكرة بسيطة يطرحها أحد المشاركين لرحلات مشتركة، أو بهدف تشجيع شركات السياحة على بيع وجهات في دولتين سياحياً في نفس الرحلة.

.
كان المؤتمر عبارة عن «كلام في كلام».

بروتوكولات واستقبالات وصور ومآدب طعام وحفلات استقبال، وفي النهاية بيانات إعلامية ساخنة عن السياحة العربية، والمستقبل والتعاون المشترك، وكأننا لا نعي معنى اللفظ.

لن أبكي على اللبن المسكوب، ولن أندب وأشجب وأندد، ولكنني أدعو إلى فكر جديد، ومبادرة سياحية جديدة، وخطوة واحدة على طريق تكتل سياحي عربي، حتى لو بدأت كمجرد فكرة تبدأ دولتان فقط في تنفيذها، وتنضم إليهما دولة تلو الأخرى.

أحلم برحلة سياحية عربية للسائح الغربي والشرقي، تبدأ من الإمارات، وتنتهي في المغرب، مروراً بمدن سياحية عربية مختلفة المنتج السياحي، بتأشيرة واحدة وتذكرة واحدة.

 

فقط احلموا معي، فالإنجازات العظيمة تبدأ بحلم.

 

وحياكم الله.
 

نقلا عن الاتحاد

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled