اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

سابقة في تونس.. السياحة الحلال.. خدمات شرعية..فصل بين الجنسين وهذا موقف سلطة الإشراف

تونس ….  بدأ مصطلح "الحلال" يطفو على الساحة السياحية فبتنا نسمع عن "السياحة الحلال" و"النزل الحلال" وعناوين لصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي تروج لـ"السياحة الإسلامية" و"السياحة الشرعية"،نمط يعد دخيلا على السياحة التونسية وقد يراه البعض حلا للمشاكل التي يعاني منها القطاع ولكن يراه البعض الآخر عقبة قد تخلق العديد من المشاكل وتعقد وضعية السياحة ببلادنا.


على الرغم من أن هذا النمط من السياحة سبقتنا إليه عدة بلدان رائدة في مجال السياحة على غرار ماليزيا التي حققت قفزة نوعية فيما يعرف بالسياحة الأسرية وعرفت بتقديمها خدمات مثالية فيما يعرف بـ"السياحة الحلال" كذلك بلدان عربية ارتأت هذا التوجه في تقديم خدمات السياحة الحلال وكانت تروج له عبر الحملات الإشهارية ومواقع التواصل الاجتماعي،تروج إلى أنها تقدم خدمات سياحية وفقا للتعاليم الإسلامية ولمتطلبات المسلمين المحافظين وتقدم تلك النزل نوعية خاصة من الخدمات "الحلال" على غرار "الأطعمة الحلال" والفصل في المسابح بين الجنسين وتخصيص مناطق شاطئية للنساء فقط بالإضافة إلى مساحات للاستجمام للسيدات فقط.


 
"السياحة الحلال" في تونس


 عرفت تونس ما يسمى بـ"السياحة الحلال" منذ سنتين تقريبا فقد حاولت بعض النزل تقديم خدمات "حلال" وبادر نزل بالحمامات منذ سنتين بإرسال إرساليات قصيرة عبر الهواتف الجوالة يذكر فيها أنه يقدم خدمات "حلال" ولا تتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي كما أحيا سهرة للإنشاد الديني ولكن هذا النوع من السياحة لم يكن له الصدى الكبير سواء على صعيد المجتمع أو في قطاع السياحة ككل ولكن افتتاح نزل "حلال" يوم 15 جويلية الجاري شكل نقطة فارقة في السياحة التونسية حيث أعلن نزل بالمهدية على صفحات التواصل الاجتماعي كصفحة "عروض السياحة الإسلامية في تونس"وصفحة " السياحة الإسلامية للعائلات في تونس" أنه سيقدم خدمات تتماشى وتقاليد العائلات المحافظة.


الدعاية لهذا النزل رافقته صور بعض النزلاء وخاصة النزيلات المحجبات مما طرح عديد التساؤلات هل أن هذا النزل خصص لهذه الفئة من المجتمع ومنع ارتياد "السافرات" له والاستمتاع بخدماته ..الدعاية لهذا النزل أحدثت ضجة لدى المواطن التونسي الذي دار في خلده أكثر من سؤال.


"الصباح" اتصلت بالمندوب الجهوي للسياحة بالمهدية السيد مهدي الحلوي فأفادنا أنه بناء على ما تم تداوله من أخبار حول هذا النزل "الحلال" قام بثلاث زيارات في فترات متباعدة وبشكل فجئي للنزل ولكن لم تتم معاينة أي نوع من "الخدمات الحلال" على غرار بيت الصلاة ووجود مؤذن أو الفصل بين الجنسين في المسابح والشيء الوحيد الذي تمت معاينته غياب المشروبات الكحولية وهو أمر طبيعي في النزل حيث أنه من حق المسؤول عن النزل عدم تقديم الخمور،مشيرا إلى أنه تمت المناداة على صاحب النزل ووقع التنبيه عليه بضرورة إزالة الصفحات الإشهارية فالتزم بالمحافظة على قواعد السلامة والصحة والتصرف في النزل وفق القواعد المعمول بها كما التزم بإزالة لافتة علقت على مدخل النزل كتب عليها "للعائلات فقط".
وأكد لنا المندوب الجهوي للسياحة أن النزل بصفة عامة مفتوحة للعموم وليس هناك نزل مخصصة للعائلات وأخرى لغير العائلات كذلك بالنسبة للفضاءات المخصصة للصلاة لا يوجد في القانون المعمول به في النزل ما يشير إلى ضرورة تخصيص فضاء للصلاة.


وحول العقوبات التي يمكن أن يتعرض إليها أصحاب النزل "الحلال" أفادنا الحلوي أنه في صورة معاينة مخالفة بالنزل يتم تحرير محضر مخالفة قواعد التصرف وتتراوح العقوبات من الغرامة المالية حتى الغلق.
 
خبير في السياحة ..النزل "الحلال" ليست بدعة


عفيف كشك الخبير في السياحة تحدث إلينا عن "السياحة الحلال" وقال إنها ليست بدعة تونسية وإنها نوع من السياحة العالمية وأكبر البلدان غير الإسلامية تعتمد هذا النمط من السياحة على غرار "نيوزلندا" كما أن هناك معارض عالمية "حلال".


وبين أن الخدمات "الحلال"بمعنى تقديم أكل خال من لحوم الخنزير ومذبوح ولا يقدم المشروبات الكحولية وبالنسبة إلى تخصيص بيت للصلاة أو الفصل بين الجنسين في المسابح فذلك اختيار شخصي يعود لصاحب النزل.
واعتبر الخبير في السياحة عفيف كشك أن ما تم تداوله حول نزل المهدية يدخل في إطار الإشهار لا غير موضحا أنه من حق كل مواطن أن يدخل أي نزل.


واعتبر الخبير في السياحة أنه لدينا 856 نزلا في تونس وظهور "نزل حلال" لا يعد فاجعة في قطاع السياحة مشيرا إلى أن النزل محل تجاري يبحث عن الربح وهمه الوحيد استقطاب أكبر عدد ممكن من الزبائن مشيرا إلى أن كل الطرق المؤدية إلى كسب المال "حلال" وفي أكبر البلدان الأوروبية هناك نزل تقدم جميع الخدمات وفق ما يطلبه النزيل وذلك استجابة لقانون الكسب.


وعرج الخبير السياحي عفيف كشك للحديث عن علاقة "النزل الحلال" بالإرهاب وأكد على أنها ليست في مأمن وهذا لن يشفع لها النجاة من التهديدات الإرهابية.
 


مختص في الجماعات الإسلامية يوضح


الباحث في شؤون الجماعات الإسلاميةالدكتور سامي براهمتحدث عن "النزل الحلال" وقال إن هذا النمط من النزل السياحية موجود في بعض الدول وهو نوع من استقطاب الحرفاء وتندرج هذه السياحة ضمن السياحة العائلية والتقليدية التي لا تنسجم مع الأجواء السياحية في النزل العادية حتى في البلدان الأوروبية وأشار الباحث سامي براهم إلى أنه يجب التثبت في هذه التجربة ومن يقف وراءها هل هي جهات تجارية للترويج للسياحة العائلية أم جهات أخرى كي لا نحكم حكما سلبيا عليها.


وأوضح سامي براهم أنه إذا كانت سياحة عائلية تنسجم مع ثقافة التونسي العادية فإن ذلك لا يضر وهو أمر تتعامل به اعرق الدول التي تنشط بها نزل تقدم خدمات تقليدية تتماشى وثقافة مواطنيها والعائلات المحافظة على غرار فرنسا و"السياحة الحلال" هي السياحة التي تقدم تنشيطا إسلاميا وليس بها خمر ولا مراقص.
 


"هذا ما يقوله القانون"


الأستاذ مالك بن عمر المحامي عبر عن استغرابه من تصريحات رئيس الجامعة التونسية للنزل الذي استنكر وجود نوع معيّن من السياحة العائلية و هي تصريحات منافية للقانون بالدرجة الأولى وفق الأستاذ بن عمر لأن المرسوم عدد 3 لسنة 1973 المؤرخ في 03 أكتوبر 1973 والمتعلق بمراقبة التصرف في المؤسسات السياحية لا يمنع المؤسسة السياحية من فرض قواعد إقامة واستغلال معين ، ناهيك أن العديد من النزل الفاخرة في تونس اختارت على سبيل المثال عدم بيع الخمر وأخرى اختارت عدم السماح للمتحجبات بالسباحة في المسابح الخاصة بالنزل والأمثلة عديدة. كما أن ذات المرسوم لا يمنع تخصيص أماكن للصلاة في النزل أو تمكين التونسيات المحجبات من السباحة فضلا عن تحجير الخمر ويجدر التذكير هنا أن هذه النزل التي توفر خدمات خاصة "للمتدينين" إن صحّ التعبير لا تغلق أبوابها في وجه من رام من الحرفاء الإقامة بها بشرط الالتزام بقواعد الإقامة مثلها مثل غيرها من النزل.


واعتبر الأستاذ مالك بن عمر أن هذا الاختلاف ظاهرة صحية تدعم تنوّع المنتوج السياحي في بلادنا، بل بإمكانه استقطاب نوعية جديدة من السياح الأجانب الذين يفضّلون نزلا تتوافق قواعدها مع معتقداتهم الدينية.

 

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled