Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

خبير آثار يطالب بإحياء جسر التواصل الحضارى بين مصر والسعودية (طريق الأنباط ودرب الحج)

 

القاهرة "المسلة"  المحرر الاثرى ….أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى بأن التواصل الحضارى والعلاقات التجارية بين مصر والسعودية امتد عبر تاريخ دولة الأنباط منذ القرن الرابع قبل الميلاد ودرب الحج المصرى القديم ولهذين الطريقين محطات تضم قلاع وموانئ وأودية تضم نقوشاً صخرية فى مصر والأردن والسعودية يمكن إحياؤها وعودتها لسابق عصرها من أنشطة تجارية مزدهرة واستغلالها فى السياحة الثقافية والسفارى وحياة مجتمع البادية والسياحة العلاجية لما تحويه أوديتها من نباتات طبية وربط الطريقين برحلات سياحية مشتركة لتنشيط السياحة البينية العربية .


وبخصوص الأنباط يوضح د. ريحان أن سبب تسميتهم بذلك لاستنباطهم ما فى باطن الأرض وقد ظهروا لأول مرة فى القرن السادس ق.م  كقبائل بدوية فى الصحراء الواقعة شرق الأردن ثم استمروا كذلك حتى القرن الرابع ق.م واتخذوا البتراء (بالأردن الآن) عاصمة لهم فى القرن الرابع قبل الميلاد  وبنهاية القرن الثانى قبل الميلاد أصبح لهم نشاط بحرى وقوة بحرية عظيمة وكان لهم سفن خاصة بهم بالإضافة لاستئجار سفن أخرى ومن القرن الأول قبل الميلاد أسس الأنباط جيشاً وكان لهم شبكة طرق تتوفر فيها مصادر المياه وبنهاية القرن الأول قبل الميلاد كان لهم إنجازات عظيمة فى مجال البناء  والنحت وإنتاج الفخار واستخراج المعادن.

 


ويوضح د. ريحان أن هناك طريقاً تجارياً للأنباط عبر السعودية والأردن إلى مصر ومنها لأوروبا ضمن شبكة كبرى بين المحيط الهندى والبحر المتوسط فكانت بضاعة الهند تأتى إلى اليمن عن طريق عدن وكان أهل اليمن ينقلونها مع محاصيلهم إلى الحجاز وكان الأنباط ينقلونها من الحجاز إلى البتراء  ومن هناك تتفرع إلى مصر بطريق البتراء وطريق الأنباط بسيناء من البتراء يخترق صحراء النقب إلى العريش و هناك طريق آخر من أيلة (العقبة حالياً)على رأس خليج العقبة إلى ميناء دهب ومنها يتوغل لداخل سيناء براً إلى وادى فيران ماراً بجبل موسى ومن وادى فيران إلى وادى المكتّب ثم سرابيت الخادم ومنه عبر عدة أودية إلى عيون موسى إلى ميناء القلزم (السويس) ثم براً حتى نهر النيل ومنه للإسكندرية ومنها لأوروبا وكان الأنباط يجلبون القار من البحر الميت والعطور من حضرموت والتوابل من الهند والحرير من الصين والقطن من الهند وسيلان والأخشاب من أفريقيا واستخرج الأنباط النحاس من وادى النصب بسيناء وللأنباط آثار هامة بشمال السعودية وهى مدائن صالح والمسجلة تراث عالمى باليونسكو.


ويشير د. ريحان إلى درب الحج المصرى القديم وكان ينقسم لأربعة أجزاء الأول من صحراء القاهرة إلى عقبة أيلة والثانى من عقبة أيلة إلى قلعة الأزلم بالسعودية والثالث من قلعة الأزلم إلى ينبع والرابع من ينبع إلى مكة المكرمة وأما الجزء الخاص بطريق الحاج بسيناء فينقسم لثلاث مراحل تتقارب فى مسافاتها إلى حد كبير فالأولى من بداية الطريق عند العاصمة وحتى عجرود قرب السويس وطولها 150كم  والثانية من عجرود إلى نخل بوسط سيناء وطولها 150كم والثالثة من نخل إلى عقبة أيلة وطولها 200كم وكانت تقطع كل مرحلة من هذه المراحل الثلاث فى نحو ثلاثة أيام بالسير بقوافل الحجيج.


ويضيف د. ريحان بأن درب الحج المصرى القديم لم يكن قاصراً على خدمة حجاج مصر فى ذهابهم وعودتهم وإنما كان يخدم حجاج المغرب العربى والأندلس وحجاج غرب أفريقيا وتزايدت أهمية الدرب خاصة مع قيام دولة سلاطين المماليك وكانت قافلة الحج إلى مكة المكرمة بمثابة انتقال مجتمع بأكمله يضم الأمراء والجند والأئمة والأدلاء ورجال الإدارة والمؤنة والطبيب والقاضى والمختص برعاية الدواب والشعراء الذين كانوا يترنمون بالأشعار الدينية فى جو البادية وكانت محطات هذا الطريق أسواقاً تجارية تحوى منتجات من مصر والشام والجزيرة العربية أى سوقاً عربية مشتركة منذ خمسة عشر قرناً من الزمان بمحطات الطريق الحيوية فى بركة الحاج بالقاهرة بداية الطريق وقلعة نخل بوسط سيناء وقلعة العقبة والقلاع الحجازية .

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله