Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

ساحة الشهداء تكشف عن معالم أثرية هامة شاهدة على غنى و عراقة تاريخ الجزائر

تشهد ساحة الشهداء المتواجدة بقلب العاصمة منذ بداية الشهر الجاري  أوت أشغال جرد و تشخيص لآثار تعود إلى حقب تاريخية متعددة أسفرت حتى الساعة عن اكتشاف عدة معالم أثرية “هامة” تشكل ” شواهد قاطعة على غنى تاريخ الجزائر” و في هذا الاطار تم التوقيع بداية الشهر الجاري على اتفاقية تعاون بين الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية و المعهد الفرنسي للبحوث في علم الآثار الوقائي تهدف إلى إجراء تشخيص لساحة الشهداء لتقييم المخزون الأثري الموجود بهذه المنطقة و ذلك قبل الشروع في أعمال الميترو.





و خلال زيارة ميدانية لهذا الموقع  أوضح المسير المساعد للورشة كمال ستيتي أن كل ما سيتم إكتشافه يعد “لبنة جديدة في اعادة بناء المراحل المشكلة للتاريخ الإنساني عموما و تاريخ الجزائر بوجه خاص”. وأضاف قائلا بأن تاريخ الجزائر “كتب في أغلب الأوقات بأقلام غربية لم تكن واقعية في الكثير من الأحيان” حيث سيسمح هذا العمل ب”تصحيح الكثير من الحقائق و اعادة كتابة تاريخ بلادنا بصورة أدق”.

و بخصوص ما تم اكتشافه الى الآن ذكر ستيتي أنه و بعد نحو خمسة أمتار من الحفر تمت اماطة اللثام عن عدة طبقات تمثل كل واحدة منها حقبة زمنية معينة أولها طبقة سفلية عبارة عن واد ذي اتجاه شمال-جنوبي يعود إلى الفترة الرومانية و فوقه جدار تم هدمه محاط بتربة استخرجت منها شظايا لقطع من السيراميك يعود تاريخها إلى نهاية القرن الأول الميلادي.


و تعلو هذه الطبقة منشأة دينية يعتقد أنها كنيسة (بازيليك) و ذلك بالنظر إلى قطع فسيفساء عبارة عن دوائر يتوسطها صليب كانت تشكل أرضية هذا البناء و هو طراز كان شائع ما بين القرن الرابع و الخامس بعد الميلاد.

و بعد هدم هذه الكنيسة استغلت الأرضية كمقبرة حيث اكتشف فريق العمل عددا من الأجداث تم فتح واحد منها أين وجدت بقايا هيكل يعود إلى طفل صغير و آخر لرضيع يضيف ستيتي في شرحه.

أما الطبقة العليا فتضم حيا للصناع الحرفيين تعرض لمسح شامل من طرف القوات الاستعمارية في 1831 أين تم العثور على قطع نقدية و أخرى نحاسية و معدنية بالاضافة إلى طلقات مدافع يقول ذات المسؤول مضيفا أن الحيز ما بين الحي العثماني و المقبرة سيتم اخضاعه لتقنية الإشعاع الكربوني لتحديد عمر المنطقة.

وحول آجال الانتهاء من عمليات الجرد هذه و التي تشمل موقعي بحث أوضح ستيتي أنه “تم تحديدها ببداية شهر أوت ليتم بعدها تسليم تقرير مفصل إلى السلطات الجزائرية التي ستبت فيما إذا كان الأمر يستدعي إجراء عمليات تنقيب أكثر عمقا و على مساحة أكبر”. و بدوره تطرق مساعد مدير المعهد الفرنسي للبحوث في علم الآثار الوقائي هارفي تيتو إلى أهمية هذه العملية في الكشف عن بعض الجوانب الخفية من تاريخ الجزائر و التي سترتكز على “الخبرة الطويلة للمعهد في علم الاثار الوقائي الذي يسمح بانشاء المشاريع الحضرية مع الحفاظ على الآثار التاريخية”.

و تعد هذه التجربة التي يسهر على تجسيدها فريق عمل مكون من 12 عالم آثار جزائري و خمس متخصصين فرنسيين “حلقة أخرى للتعاون الذي يجمع بين المعهد و وزارة الثقافة و الذي يعود إلى 2005 ” يتابع تيتو. و يجدر التذكير بأن هذه العملية التي تعد “الأولى من نوعها في العالم العربي” تندرج في إطار التحضير لإنجاز محطة الميترو في شقها الرابط بين البريد المركزي و ساحة الشهداء حيث اتفقت وزارتا الثقافة و النقل على ضرورة تكييفها حسب طبيعة الموقع الذي يضم آثارا تعود إلى حقب تاريخية متعددة “تشكل ذاكرة و عنوان الهوية الثقافية للجزائر” و التي “يتعين حفظها للأجيال القادمة”.


نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله