أعلن سيف الاسلام معمر القذافى تطوير منطقة الجبل الاخضر الى اكبر محمية بيئية للمحافظة على خصائصها الطبيعية وإعتبارها منطقة صديقة للبيئة وأحد مراكز السياحة الأثرية والبيئية العالمية.
واعلن سيف الاسلام خلال مؤتمر صحفى عن “اعلان شحات” للتنمية المستدامة ، مؤكدا أن شحات ليست فقط جزءا من الميراث الثقافى الليبى وإنما هى جزء من الموروث الثقافى العالمي. كما أكد أنها لا تمثل سوى نقطة فى بحر الثروات الموجودة فى ليبيا. واضاف “ان هذه المنطقة ستكون محمية مساحتها 5500 كلم مربع بشاطيء يمتد على 200 كلم وستكون الأولى فى العالم”.
وقال سيف الاسلام انه سيتم انشاء ادارة تتعهد تنمية منطقة الجبل الأخضر مكونة من مهندسين وعلماء آثار وخبراء فى الطبيعة ستكون مهمتها السهر على تنفيد المشروع وجلب الاستثمارات الأجنبية.
واكد سيف الاسلام ان “المشروع سيوفر 50000 وظيفة من الناحية البيئية فقط وتوفير 5000 وظيفة فى العمل للحفاظ على المناطق الأثرية والهندسية كما سيكون هناك 100000 وظيفة من خلال المصائد والزراعة وتوفير المواد الغذائية والمياه بالإضافة إلى العديد من وظائف العمل التى سوف يتم توفيرها من خلال الحدائق العامة.”
واضاف: “سوف نقوم بتقديم التدريب واتاحة الفرص وتقديم الأموال الكافية لهم حتى يشاركوا فى النهضة الاقتصادية والاجتماعية ”
وقال سيف الاسلام : “سندخل مزيدا من التحسينات على نوعية الحياة وفى التعليم ولهذا السبب أنا سعيد اليوم أن أعلن وكلى فخر تأسيس أول منطقة تنمية متكاملة على مستوى العالم هنا فى الجبل الأخضر تحت رعاية هيئة حماية وتنمية الجبل الأخضر. وبمساعدة الخبراء الدوليين والمنظمات الدولية المعنية وأيضا الهيئة المذكورة ستتم المساعدة فى الحفاظ على هذه المنطقة .
وستقوم الهيئة بتولى مسؤولية انشاء وايجاد ادارة متكاملة ومستمرة للحدائق العامة الموجودة هنا بالاضافة إلى المناطق الأثرية والمحميات.
وبتعزيز جهود السياحة والتجارة سوف يكون هناك العديد من المنشآت التى سيتم انشاؤها حتى تكون مساعدة للمواطنيين معنا هنا.
والقى مدير مركز التراث العالمى باليونسكو فرنسيسكو باندارين خطابا نقل فى مستهل كلمته تهانى مدير عام اليونسكو ماتسورا بهذا الإعلان ، مؤكدا أن مدينة شحات تم تسجيلها فى قائمة التراث العالمى منذ عام 1982 لكونها تمثل أهم المدن الأثرية الكلاسيكية وقد كانت من أهم مدن البحر المتوسط التى تعاقبت عليها الحضارات اليونانية والرومانية والعربية الإسلامية وقال إن شحات هى الآن جوهرة ليبيا.
وأشاد مدير مركز التراث العالمى فى كلمته بالتعاون والشراكة الوثيقة بين الجماهيرية وبين اليونسكو داعيا إلى تطبيق نموذج هذا التعاون بمختلف دول ومناطق العالم.
كما تحدث فى الحفل مدير عام المركز الدولى للممتلكات الثقافية والمدير السابق لليونيسكو منير بوشناقى الذى استهل كلمته بالتعبير عن تشرفه بأن يكون فى ليبيا معتزا بقيادة القائد معمر القذافى لهذا البلد الغنى بموروثه الثقافي.
وأشاد بالتعاون بين الجماهيرية ومنظمة اليونسكو مشيرا إلى تشرفه أيضا مع عدد من زملائه من اليونسكو بالمشاركة فى افتتاح القائد معمر القذافى لمجمع متاحف السرايا الحمراء بطرابلس قبل عدة سنوات.
وقام المهندس سيف الإسلام معمر القذافى والحاضرون بعد ذلك بجولة فى المعرض المقام بالموقع والذى ضم مجسما توضيحيا للمشروعات التى سيتم تنفيذها بالمنطقة للحفاظ على تنوعها البيئى وكنوزها الأثرية.
كما ضم المعرض صورا ضوئية وخرائط توضيحية للمشاريع التنموية المستقبلية فى مجال الإسكان والمرافق التى سيتم انجازها بالمنطقة التى تمتد من شاطئ البحر إلى سفوح الجبل الأخضر.
أما عن تفاصيل المشروع، فيتضمن منتزها قوميا من أجل الحفاظ على التنوع البيئى والتراثى بالاضافة الى خلق بنية تحتية مستدامة تتضمن توليد طاقة متجددة ومرافق لإدارة وإعادة تدوير النفايات وشبكات المياه. كذلك انشاء منطقة محمية اثرية بالتعاون مع عدة جهات دولية للحفاظ على بعض أعظم الآثار الاغريقية الرومانية.
وسيشمل المشروع أيضا انشاء مراكز سياحية للزائرين تضم فنادق ومطاعم ومتاحف وتجهيزات ترفيهية من أعلى طراز مما يساهم فى خلق حركية سياحية وتواصل حضاري.
وستضع هيئة حماية وتنمية الجبل الأخضر خطة اقليمية للتنمية الاقتصادية المستدامة ستصبح عند تطبيقها بمثابة ضوء تسترشد به دول أخرى تسعى للتغلب على أهم تحديات العصر وهى التغير المناخى والتدهور البيئي، ومع التركيز على الطاقة المتجددة فستكون للجبل الأخضر أهمية خاصة للدول التى تعتمد اقتصاداتها على تصدير الوقود الحفرى واستيراد الأطعمة والسلع المصنعة.