د. ريحان : آثار سيناء صممت لتقاوم السيول فحفظت على مر العصور
القاهرة "المسلة"…. أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى بأن المواقع الأثرية بسيناء لم تتأثر بالسيول طوال العصور التاريخية المختلفة وذلك لأن الإنسان القديم كان شديد الذكاء والفهم للبيئة الجبلية بسيناء لدرجة أن اسم سيناء نفسه معناه اللغوى حجر أو بلاد الأحجار وسميت سيناء بهذا الاسم لكثرة جبالها ومن هذا المنطلق حرص أهل سيناء منذ ما قبل التاريخ وعبر العصور المختلفة على أن تكون جميع المبانى ومنها المبانى الدفاعية مثل القلاع والحصون كقلعة صلاح الدين بطابا وقلعته برأس سدر وقلعة السلطان الغورى بنخل والقلعة العثمانية بالعريش وقلعة نويبع على أن تكون آمنة ببنائها بعيداً عن مخرات السيول أو فوق أماكن مرتفعة أو فوق تل فى أحد الجزر كقلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا.
وأضاف الدكتور ريحان بأن مهندس البناء قديماً لم يكتف بحرصه فقط على تفادى أخطار السيول بل حرص على أن يستفيد من مياه السيول وعلى سبيل المثال حرص المعمارى القديم عند إنشائه لقلعة الجندى برأس سدر على عمل سدود لحجز مياه السيول وتخزينها ونقلها لخزانات مياه داخل القلعة وفى قلعة نخل بوسط سيناء التى تقع على درب الحج المصرى القديم ما زالت هناك بقايا خزانات كبيرة لتخزين مياه السيول كانت تكفى حاجة الحجاج وإمدادهم بالمياه طوال الرحلة إلى مكة المكرمة وقلعة نويبع وقد حرص مهندس البناء على إختيار موقعها بعيداً عن وادى وتير القريب منها وهو وادى ضيق عند حدوث الأمطار يمتلأ بالمياه التى تجرف أمامها كل شئ وقد تعرّض للسيول عدة مرات.
ويتابع د. ريحان بأن دير سانت كاترين أشهر أديرة العالم والذى ظل آمناً منذ أن بناه الإمبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادى وحتى الآن لأن مهندس البناء بنى الدير باتجاه شمال شرق وجنوب غرب موازى لمجرى السيل حتى لا يجرفه السيل من أحجار صخرية قائمة الزوايا من الجرانيت الصلد أخذت حجارته من جبل الدير الجنوبى وهكذا حرص الإنسان السينائى القديم على حفظ حضارته التى تتكشف لنا يوماً بعد يوم وصادق البيئة وتفادى مخاطرها واستفاد من مميزاتها وزرع الأرض ووفر مصادر المياه لنفسه واستخرج المعادن والفيروز.