Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

بالصور الكشف عن محطات طريق التعدين إلى معبد سرابيت الخادم بسيناء

بالصور الكشف عن محطات طريق التعدين إلى معبد سرابيت الخادم بسيناء

 

القاهرة "المسلة" د. عبد الرحيم ريحان ….  كشفت دراسة أثرية للباحث الآثارى مصطفى محمد مدير منطقة آثار سرابيت الخادم عن معالم الطريق البرى للتعدين إلى منطقة معبد سرابيت الخادم بجنوب سيناء.

 
وصرح الآثارى مصطفى محمد لموقع المسلة أن المصرى القديم سلك عدة طرق للوصول لمواقع التعدين بجنوب سيناء  أهمها هو طريق وادى الطميلات ( وادى الطميلات قديما هو نفسة ذلك الشريط الضيق من الأرض الخصبة الممتدة من قرية العباسة بمحافظة الشرقية شرقا حتى بحيرة التمساح بالإسماعيلية) وكان وادى الطميلات جزءاً من الإقليم الثامن من أقاليم الدلتا وعاصمته ب آتوم أو بيتوم (الرطابى الحالية قرب القصاصين محافظة الاسماعيلية ) وحدودة تمتد حتى القلزم (السويس الحالية).

 

ويضيف الباحث الآثار مصطفى محمد أن الطريق البرى إلى سيناء الجنوبية يبدأ من الرطابى ثم المسخوطة ثم يتجه جنوبا إلى سرابيوم ثم جبل أبو حسة ثم القلزم ثم يتجة شرقا الى عيون موسى ثم يتجه مرة أخرى جنوبا مارا بمصادر المياه (آبار) وهى بير أبو قطيفة 19كم  من عيون موسى ، بئر أبو جراد  10 كم جنوب بئر أبو قطيفة ، بئر الطيب 15 كم جنوب بئر أبو جراد  ، بئر الطيب مليحة  4.5 جنوب بئر الطيب ، بئر النبوى  18 كم جنوب بئر الطيب مليحة ، عين هوارة 6 كم جنوب بئر النبوى ، وادى غرندل  7 كم جنوب عين هوارة ، بئر واسط  11 كم جنوب وادى غرندل ، بئر تال 10 كم جنوب بئر واسط ، بئر يبعد 9 كم جنوب بئر تال ، وادى طيبة 4 كم جنوب بئر تال ، الموقع 346  يبعد 10 كم جنوب وادى طيبة ، بئر المرخا  8 كم جنوب الموقع 346 ومن سهل المرخا تنطلق الرحلات شرقا سواءاً إلى وادى المغارة أو وادى بعبع عن طريق سيل بعبع .

 

المصرى القديم

ويشير الآثارى مصطفى محمد إلى أن المصرى القديم لم يكتف خلال المراحل التاريخية المختلفة بالحصول على احتياجاته من المواد الخام الموجودة فى الهضاب المتاخمة للنيل كالحجر الجيرى والحجر الرملى والبازلت والألباستر والجبس وغيرها بل امتدت يده لتطال أهم وأجود الخامات والمعادن فى مواقعها المختلفة .


وقد أمدت سيناء الحضارة المصرية حاجتها من المعادن وخصوصا النحاس الذى يتوفر فى جنوبها الغربى بالإضافة إلى الحديد وكذلك اشتهرت سيناء بالفيروز الذى لا يتواجد إلا بها وسميت أرض الفيروز حيث جلبه المصريون منها منذ بدء حضارتهم فى عصور ما قبل التاريخ  .

 

تعدين النحاس

ويوضح الباحث الآثارى  مصطفى محمد أن الإنطلاقة الحضارية الكبرى فى مصر والتى ظهرت فى نهاية الفترة 4000 ق م هى استخدام معدن النحاس  فقد عرف المصريون القدماء أماكن المناجم وصهر المعادن واستخدام النحاس وكان هذا عاملاً مساعداً فى طريق الحضارة.

 

 

وأعظم المناطق الحضارية التى تعود إلى تلك الفترة وتميزت باستخدام النحاس هى حضارة المعادى شرق النيل ثم جرزة وأبو صير الملق غرب النيل بمحافظة بنى سويف  ثم حضارة البدارى شرق النيل بمحافظة اسيوط والمحاسنة غرب النيل باسيوط وحضارة العمرة غرب النيل بسوهاج ثم حضارة نقادة وبلاص غرب النيل بمحافظة قنا ثم اكبر تجمع حضارى بجنوب مصر وهى منطقة الكاب.

 

 الطريق البحرى

يشير الباحث الآثارى مصطفى محمد لوجود طريق بحرى مواز للطريق البرى إلى مناطق التعدين واختلف فى شأنة الباحثين وهو الطريق من وادى الطميلات عبر القناة الفرعونية وصولا إلى القلزم ثم سهل المرخا (هى المنطقة التى المحصورة بين مدينة أبو رديس والكيلو 9) ويعتقد الباحث أن جغرافية شرق الدلتا كانت مختلفة فى عصور ما قبل التاريخ حتى نهاية الدولة القديمة حيث كان فرع وادى الطميلات يمتلئ بماء النيل حتى بحيرة التمساح بالإضافة إلى أن خليج السويس كان يمتد حتى  البحيرات المرة عند سرابيوم وأن بحيرة التمساح الحالية كانت أكبر بكثير من وضعها الحالى حيث كانت تصل حتى المسخوطة الحالية  وأنه عندما جف هذا الفرع للنيل عمل سنوسرت الثالث على إعادة حفره وأصبح صالحا للملاحة ومن بعده الملك نكاو ثم دارا .

 

تأمين الطريق

يوضح الباحث الآثارى مصطفى محمد أن أهمية الإقليم الثامن  خلال العصر العتيق والدولة القديمة برزت بسبب مرور بعثات التعدين التى كانت ترسل إلى سيناء حيث يتم اسخراج خامات معدن النحاس والفيروز وغيرها من المعادن وترتب على ذلك ان اهتم ملوك هذه الفترة بتأمين الطريق التجارى الذى يمر عبر وادى الطميلات عن طريق إقامة بعض الحصون  لتأمين القوافل التجارية وكذلك البعثات التعدينية سواءاً فى الصحراء الشرقية أو الذين يتسللون إلى الاقليم من سيناء وكذلك أصبحت هذه الحصون نقاط استراتيجية لتزويد الجنود بالمؤن والعتاد  وكنقاط استراتيجية لراحة المسافرين من وإلى مصر وربما كانت من تلك الحصون المبكرة  حصن يقع فى موقع تل المسخوطة الحالية  حيث عثر عالم الآثار نافيل على لوحة اردوازية ترجع إلى عصر ما قبل الاسرات ربما كانت من بين مخلفات الاستخدام المبكر لهذا الموقع الذى أصبح فيما بعد أهم نقطة استراتيجية بالإقليم الثامن.

 

الآسيويون

يؤكد الباحث الآثار مصطفى محمد بأن طريق التعدين المذكور عبر وادى الطميلات كان أيضا الطريق الذى قدم منه أو تسلل أو هاجم الآسيويين مصر ففى نصوص سيناء عمل الآسيويون مع القوافل البرية بشرق الدلتا بالتعدين فى عصر الملك أمنمحات الثالث وذكرت  منهم خبدو الذى تلقب بلقب آخ لأمير الرنتو ومعه كثير من رجاله استخدمهم المصريين كبوليس للصحراء حيث كانت صورهم على اللوحات مدججين بالسلاح  ورغم أن أمنمحات الثالث هو أكثر الفراعنة نشاطا فى سيناء إلا أنه أيضا كان مفتاح دخول الآسيويين (العامو) إلى مصر وتحديدا شرق الدلتا فكان وجود الآسيويين فى تل الضبعة وصفط الحنة وكم ور (بحيرة التمساح بالاسماعيلية ) .

 

الطريق الثالث إلى سيناء

يشير الآثارى مصطفى محمد للعثور على نقش بتل الضبعة (حات وعرت – أواريس) وهو نقش نقش (r w3ty  ) بمعنى فم الطريقين والمقصود الطريقان الى سيناء طريق حورس الحربى بسيناء الشمالية والآخر طريق وادى الطميلات المؤدى الى جنوب سيناء

 


وأما الطريق الثالث فقد ارتبط  بالعاصمة منف حيث يبدأ من ميدوم بمصر الوسطى عبر وادى عربه حتى خليج السويس ثم العبور إلى الساحل الشرقى للخليج عند سهل المرخا الذى يقع على الجانب الآخر وقد اكتشفت البعثة الفرنسية العاملة فى منطقة وادى جرف على خليج السويس (حوالى 140كم جنوب السويس الحالية) آثاراً تعود إلى الدولة القديمة وميناء ووثائق مما  يؤكد أهمية طريق وادى عربة الذى ينطلق من ميدوم باستخدام الدواب فى قوافل ثم إلى وادى سنور ثم بئر بخيت وأخيرا ساحل البحر عند موقع وادى جرف حيث ترسوا السفن لينطلقوا بها صوب الميناء فى سهل المرخا .

 

الطريق الرابع

يتابع الآثارى مصطفى محمد أن هناك طريق آخر نقطته المحورية هى العين السخنة حيث اكتشف الدكتور محمود عبد الرازق نقوشاً صخرية فى العين السخنة على ساحل خليج السويس الأمر الذى اتبعه قيام بعثة مشتركة من جامعة قناة السويس والمعهد الفرنسى للآثار الشرقية منذ عام 2002 وحتى الآن بالعمل بالموقع حيث كشف به عن 9 مغارات لاستخراج المالاكيت وبجوارها أفران لصهر المعدن ومنازل العمال بالإضافة إلى وجود مركب محترق داخل إحدى المغارات وتدل الآثار المكتشفة على أن موقع العين السخنة أحد مناجم تعدين النحاس من عصر الدولة القديمة حتى العصر المتأخر كذلك وجد به نقوش قبطية ويونانية ونبطية وأن هذا الموقع كان له ميناء (لم يتم العثور عليه حتى الآن) وذلك نظرا لوجود مراسى سفن من الحجر بالاضافة إلى السفينة المحترقة.

 

العين السخنة

ويوضح  الباحث الآثارى أن العين السخنة كانت منطلقا لرحلات إلى سيناء حيث أن بعض الأسماء لقادة الحملات المذكورة بالعين السخنة على النقوش الصخرية أو اللوحات أو مداخل المغارات بعضها موجود فى المغارة بجنوب سيناء ولكل ما سبق يرى الباحث أن الوصول إلى العين السخنة كان يتم من الاتجاهين الاتجاه الشمالى حيث وادى الطميلات والإقليم الثامن  ومن الغرب حيث العاصمة منف ووادى النيل حيث أنها تقع على نهاية طريق القطامية حاليا وللوصول إلى العين السخنة من وادى الطميلات يتم سلوك طريق الرطابى ، المسخوطة ، سرابيوم ، جبل أبو حسة ، القلزم ، بئر عديب  ثم العين السخنة .


وأما الوصول إلى العين السخنة عبر الطريق إلى الغرب فقد اكتشفت منطقة آثار السويس عام 2005 ثلاثة مواقع على هذا الطريق غرب العين السخنة بهم شواهد أثرية هم الحروس ، الرسيس والخافورى وأبعدهم على بعد 30 كم غرب العين السخنة ولم يتسنى استكمال الأعمال حتى وادى النيل الأمر الذى يؤكد أهمية هذا الطريق كطريق مباشر من العاصمة منف فى الدولة القديمة ومن ايثت تاوى عاصمة الدولة الوسطى ( قرب الفيوم) حتى العين السخنة.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله