آثار سوريا مستباحة… بحثاً عن القراصنة
دمشق "ادارة التحرير" …. للحروب أثمان باهظة على أكثر من صعيد، وخصوصاً لجهة الحضارة والتراث. بعد أسابيع أمضتها في حشد الرأي العام إزاء الجريمة، استطاعت «مؤسسة سعادة للثقافة» إيقاف عملية بيع قطعة آشورية مهمة مسروقة من سوريا، خلال مزاد كان يُفترض أن يقام في «دار بونهامز» في لندن أوّل من أمس
«سُحبت من المزاد». عبارة كُتبت على الصفحة المخصصة للتعريف عن القطعة الأثرية الآشورية المهمة التي كانت مدرجة ضمن مزاد في «دار بونهامز» في لندن أوّل من أمس (رابط الصورة). إذاً، نجحت «مؤسسة سعادة للثقافة» في المهمّة التي بدأتها في الأسابيع الماضية والرامية إلى وقف بيع قطعة أثرية سورية نادرة (805 ــ797 ق. م.) كانت تنوي «دار بونهامز» عرضها للبيع (مزاد رقم 99) أوّل من أمس في لندن، قبل أن تعدل عن رأيها في اللحظات الأخيرة بحسب الاخبار.
«بدّك تهرّب»؟ أحمد ورفاقه في خدمتك
«طبعاً ممكن، بس الموضوع بيكلّف كتير». بهذه الكلمات يجيب أحمد عن سؤالنا حول إمكانية تقديم خدماته «المسلّحة» لنا في سبيل الحصول على قطعة أثريةٍ قيمة، نزعمُ امتلاكنا معلوماتٍ دقيقة حول مكان وجودها في أحد المواقع الأثرية في ريف إدلب.
«لا شأن لقيمة القطعة بتحديد كلفة نقلها» يقول أحمد خلال دردشة كتابية عبر Skype، فـ «المخاطرة واحدة» أيّاً كان سعرُ القطعة. «نحن نقبض ثمن العملية. وربما يكون ثمن روح أحدنا». ثم يكتب بعد دقيقتين «عموماً لو ما كانت غالية ما كنتو سألتو عنها. كل القطع غالية». ويرفق جملته بـ «غمزة» افتراضيّة. يرفض الشاب الإجابة عن أسئلتنا حول الكثير من التفاصيل. لا شأن لنا بعدد أفراد مجموعته أو طريقة عملهم. كما أنّ تحديد قيمة «الأجر» الذي سيطلبه منّا يتوقف على خياراتنا. يُخيرنا بين طريقةٍ من اثنتين: إما تزويده بمعلومات دقيقة حول مكان القطعة ومواصفاتها، مع تفضيله وجود صورة لها، أو إرسال فريقٍ من قِبلنا تحت حماية أحمد الذي ستقتصر جهوده ومجموعته على تأمين وصول فريقنا إلى الموقع، وعودته بعد إنجاز المهمة. وأمام إكثارنا من طرح الأسئلة، يرد الشاب بطريقة حاسمة: «شكلكون عم تتسلّوا. ما عندي وقت»، ثم يختفي. يبدو عبدو (اسم مستعار) أكثر تفاعلاً مع أسئلتنا. الشاب (دلّنا على أحمد في الأساس) يُحذرنا من احتمال التعرض لعملية «نصب». لأنّ أحمد «ليس صاحب قرار» وفقاً لتأكيدات عبدو.