الإمارات تنافس على رئاسة الاتحاد الدولي للاتصالات 2015
دبى "المسلة"…. تعتزم الإمارات الترشح لرئاسة مجلس الاتحاد الدولي للاتصالات في الانتخابات المقرر انعقادها خلال عام 2015، بحسب محمد ناصر الغانم مدير عام هيئة تنظيم الاتصالات بالدولة.
وقال الغانم في تصريحات صحفية، على هامش افتتاح مؤتمر الاتحاد الدولي لتنمية الاتصالات في دبي أمس، إن الإمارات تثق في قدرتها على تحقيق الفوز والحصول على المنصب الدولي المستحق بعد أن باتت واحدة من أنشط دول العالم في قطاع الاتصالات والمعلومات.
وأضاف لـ الاتحاد أن الدولة تعتزم أيضاً الترشح لمنصبين ضمن الهيئات التابعة للاتحاد الدولي للاتصالات، خلال أعمال مؤتمر المفوضين للاتحاد الدولي، الذي سيعقد فعالياته في كوريا الجنوبية خلال شهري أكتوبر ونوفمبر المقبلين.
ولفت الغانم، الذي انتخب رئيس لدورة المؤتمر لهذا العام، إلى أن التقدم الذي أحرزته الإمارات في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خلال العقود الأربعة الماضية يعد بمثابة إعجازاً علمياً بكل المقاييس، حيث تتبوأ الدولة مرتبة متقدمة عالمياً على صعيد انتشار الهواتف الذكية وشبكات الجيل الرابع، كما تتصدر إقليميا في مجال انتشار خدمات الإنترنت والنطاق العريض. وأوضح الغانم أن المبادرات الذكية التي أطلقتها الإمارات مؤخراً مثل الحكومة الذكية ومشروع تحويل دبي إلى أذكى مدينة في العالم، فضلاً عن نجاح الدولة في استضافة معرض «إكسبو 2020» في دبي من شأنه أن يعزز النجاحات التي حققتها الدولة على صعيد قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وقال إن الإمارات باتت أكثر دول العالم استضافة للأحداث العالمية التابعة للاتحاد الدولي للاتصالات بعد أن استضافت المعرض العالمي للاتصالات، واجتماع الجمعية العالمية لتقيس الاتصالات، والمؤتمر العالمي للاتصالات الدولية (WCIT) خلال عام 2012 ومؤتمر الاتحاد لتنمية الاتصالات الذي بدأ فعالياته في دبي أمس.
وأضاف الغانم أن الإمارات تخطط لاستضافة فعاليات أخرى للاتحاد الدولي للاتصالات انطلاقاً من دورها الفاعل كعضو في مجلس إدارة الاتحاد الدولي التابع للأمم المتحدة، وإيماناً منها بأهمية الدور المحوري الذي تقوم به الدولة في قطاع الاتصالات على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
ومن جانبه، قال حمدون تورية، أمين عام الاتحاد الدولي للاتصالات، إن الإمارات حققت نجاحاً غير مسبوق في استضافة فعاليات الاتحاد الدولي للاتصالات، مشيراً إلى أن مؤتمر تنمية الاتصالات سجل أعلى مشاركة دولية في تاريخ المؤتمر الذي انطلقت دورته الأولى عام 1994 في العاصمة الأرجنتينية بيونس أيريس.
وأوضح أن 1600 خبير دولي للاتصالات في العالم يشاركون في فعاليات مؤتمر الاتحاد لتنمية الاتصالات للمرة الأولى، فضلاً عن المشاركة القوية من قبل الوفود الوزارية، الأمر الذي يؤكد القدرات التنظيمية الفائقة التي تتمتع بها الإمارات في استضافة مثل هذه الأحداث العالمية.
ولفت تورية إلى الدور الكبير الذي تلعبه الإمارات في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على المستوى العالمي من خلال استضافتها أربع فعاليات عالمية للاتحاد الدولي للاتصالات، وهي المؤتمر الدولي للاتحاد الدولي للاتصالات، والندوة العالمية للمعايير، بالإضافة إلى الجمعية العالمية لتقييس الاتحاد وأخيراً مؤتمر الاتحاد لتنمية الاتصالات.
وأكد تورية أن استضافة الإمارات هذه الأحداث العالمية، علاوة على مشاركتها الفاعلة في المناقشات وأوراق العمل المطروحة، جعلتا منها وجهة عالمية لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وأوضح أنه لا يمكن للاتحاد الدولي للاتصالات عقد فعالياته العالمية في أي دولة لا تطبق المعايير العالمية للاتصالات، ومن ثم فإن نجاح الإمارات في استضافة الفعاليات العالمية يعد اعترافاً عالمياً بتبنيها المعايير العالمية التي أقرها الاتحاد لتطوير الصناعة.
وقال إن مؤتمر الاتحاد لتنمية الاتصالات يركز على النطاق العريض، لما يشكله هذا الموضوع من أهمية في أحداث التنمية الحقيقية في المجتمعات النامية، لافتاً إلى أن خدمات الإنترنت تتوافر حالياً لثلث سكان الكرة الأرضية، لذلك يسعى الاتحاد الدولي للاتصالات مع شركائه من القطاعين الخاص والعام لتوفير خدمات الإنترنت لبقية سكان العالم.
وأشار إلى أن المبادرات التي سيعتمدها المؤتمر لا ترتكز على توفير خدمة الإنترنت فحسب، بل تسعى أيضاً لتطوير المحتوى الرقمي على الشبكة العنكبوتية مع إعطاء عملية الأمن الرقمي الأهمية التي يستحقها.
وقال إن عدد الهواتف الذكية حول العالم ارتفع بنسبة 50% خلال عام ليصل إلى 1,5 مليار هاتف مطلع عام 2014 مقارنة بنحو مليار هاتف ذكي عام 2013.
وانطلقت أمس في «مركز دبي التجاري العالمي» فعاليات «المؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات 2014» الذي يستمر لغاية العاشر من أبريل المقبل.
ومن جانبه، قال محمد القمزي رئيس مجلس إدارة «هيئة تنظيم الاتصالات»، إن إقامة هذا المؤتمر يشكل محطة مفصلية في جدول أعمال قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات العالمي، وذلك في ضوء العديد من القرارات والاتفاقيات التي سيتم الإعلان عنها في دبي، وسيكون لها تأثير إيجابي على مستوى العالم.
وأضاف أن المؤتمر يسعى لتحقيق هدف واحد يتمثل في توسيع مدى الاستفادة من خدمات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ليصل إلى الناس الأكثر حاجة، والقيام بخطوة أخرى نحو الوصول إلى الغاية المنشودة المتمثلة في التحول نحو مجتمع المعلومات العالمي.
ولفت إلى اتخاذ الإجراءات والخطوات والجهود كافة الكفيلة بإنجاح هذا المؤتمر، نظراً للأهمية الكبيرة التي يتمتع بها، حيث يتطلع الجميع في الإمارات إلى الأيام المقبلة من عمر المؤتمر بنظرة ملؤها التفاؤل والثقة بإمكانية تحقيق المأمول من هذا الحدث العالمي.
وأشار إلى أن جدول أعمال المؤتمر يتضمن مناقشة العديد من النقاط المهمة، بالإضافة إلى الكثير من القرارات الواجب اتخاذها من أجل تحديد المجالات الواجب تطويرها على صعيد قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات العالمي خلال الأعوام القادمة.
وأوضح أن قطاع الاتصالات يشهد نمواً مطرداً خلال السنوات الماضية، حيث بلغ عدد خطوط الهاتف المتحرك 6,8 مليار ما يعادل نحو 96% من سكان العالم، كما يبلغ عدد مستخدمي الإنترنت 2,7 مليار مستخدم ما يعادل نحو 40% من مجموع السكان الكرة الأرضية، فضلًا عن نحو ملياري مستخدم للنطاق العريض.
ويقام مؤتمر هذا العام تحت شعار «النطاق العريض في خدمة التنمية المستدامة» بحضور أكثر من 1600 مندوب يمثلون أكثر من 130 دولة عضو في الاتحاد الدولي للاتصالات، بالإضافة إلى أكثر من 50 وزيراً للاتصالات والمعلومات.
وتم خلال المؤتمر الصحفي الافتتاحي الرسمي الخاص بالحدث الكشف عن تقريرين صادرين عن الاتحاد الدولي للاتصالات حمل الأول عنوان «قوانين وتشريعات الجيل الرابع: تطوير الاتصالات الرقمية»، والثاني بعنوان «الفرص الرقمية: الحلول المبتكرة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من أجل دعم توظيف الشباب».
سيعتمدها خلال فعاليات المؤتمر
الاتحاد الدولي للاتصالات يعمم مبادرة التعلم الذكي الإماراتية عالمياً
يعتمد الاتحاد الدولي للاتصالات، التابع للأمم المتحدة خلال فعاليات مؤتمر الاتحاد لتنمية الاتصالات 2014، مبادرة التعلم الذكي الإماراتية تمهيداً لتعميمها دولياً، بحسب ناصر بن حماد مدير العلاقات الدولية بهيئة تنظيم الاتصالات. وقال ابن حماد في تصريحات على هامش المؤتمر الذي انطلقت فعالياته أمس في دبي، إن المجموعة العربية تقدمت بخمس مبادرات خلال مؤتمر الاتحاد الذي يعقد خلال الفترة من 30 مارس إلى 10 أبريل، منها مبادرة التعلم الذكي التي بدأ تطبيقها في الإمارات منذ عدة سنوات.
وأوضح ابن حماد أن التقدم بهذه المبادرة يهدف لاعتمادها من قبل الاتحاد الدولي لتنمية الاتصالات تمهيداً لتعميم التجربة دولياً بالاستفادة من الخبرات المتراكمة التي اكتسبتها الدولة خلال تطبيق هذه التجربة.
وأطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مبادرة التعلم الذكي التي تشمل جميع مدارس الدولة بتكلفة مليار درهم خلال عام 2012، وتهدف لخلق بيئة تعليمية جديدة في المدارس تضم صفوفاً ذكية في جميع المدارس وتوزيع أجهزة لوحية لجميع الطلاب وتزويد جميع مدارس الدولة بشبكات الجيل الرابع فائقة السرعة، إضافة لبرامج تدريبية متخصصة للمعلمين ومناهج علمية جديدة مساندة للمنهاج الأصلي.
وبدأ تنفيذ المشروع بالتعاون بين وزارة التربية والتعليم والهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات بالدولة بمتابعة مباشرة من مكتب رئاسة مجلس الوزراء.
وأفاد مدير قسم العلاقات الدولية في الهيئة، بأن المؤتمر، الذي تستضيفه الدولة، يشهد في دورته الحالية طرح ومناقشة 200 ورقة عمل، يختص جزء منها بالتشريعات والقوانين المنظمة للعمل في قطاع الاتصالات ومتعلقاته، فيما يشمل الجزء الباقي الذي تقدمه المجموعة العربية في 19 ورقة عمل مطالبة للاتحاد لوضع توجهات واستراتيجيات استرشادية. وقال إن مناقشات المؤتمر تهدف إلى تمكن دول العالم كافة على اختلاف فئاتها (فقيرة، نامية، صاعدة، متقدمة) من الاستفادة من تكنولوجيا الاتصالات في تقديم الجانب الخدمي لجمهورها عبر المفهومين الإلكتروني والذكي. وأوضح أن أوراق العمل ستستعرض تجربة الإمارات في نقطتين الأولى مفهوم المدن والخدمات الذكية، وكيفية التحول له، بما يتضمن الاحتياجات وآليات التنفيذ، وكيفية الاستفادة من القدرات المتوافرة كافة، ومزايا التحول لاستخدام تطبيقات الهواتف الذكية، كما ستستعرض مفهوم التعليم الذكي، عبر تجربة الإمارات في هذا المجال. وأشار إلى أن استخدامات النطاق العريض للإنترنت من أجل تحقيق التنمية المستدامة، ستشكل إحدى أولويات النقاش على جدول أعمال المؤتمر، حيث يعد هذا الأمر أمراً حيوياً للنمو المستقبلي لتكنولوجيات المعلومات والاتصالات، خصوصاً في الاقتصاد الناشئة والنامية. وقال إن المبادرات الخمس التي تقدمها المجموعة العربية لاعتمادها من الاتحاد الدولي للاتصالات، تتضمن استخدام الاتصالات في حالات الكوارث، تحسين مرافق الخدمات الإلكترونية والنطاق العريض، استخدام الحلول التقنية لإدارة المياه، إضافة لمبادرة التعلم الذكي الإماراتية.
وأشار إلى أنه وفقاً للوائح المنظمة في الاتحاد الدولي للاتصالات، تقدم كل مجموعة إقليمية للمناطق الجغرافية المختلفة خمس مبادرات يتم الاتفاق عليها فيما بينهم في القطاع، ليتم اعتمادهم كبرامج عمل إقليمية خلال الأربعة أعوام المقبلة، لافتاً إلى أن آليات التنفيذ للمبادرات يتم العمل بها في شكل مشاريع مشتركة في الدولة المقدمة للمبادرات، بالتنسيق مع الاتحاد الدولي للاتصالات، حول خطط العمل الخاصة بتنفيذ تلك المبادرات بشكل فعلي.