تواصل البحث عن الطائرة الماليزية المفقودة بالمحيط الهندي
تستمر عمليات البحث عن الطائرة الماليزية المفقودة بالمحيط الهندي بعد تغيير منطقة البحث إثر وصول معلومات جديدة بشأن سرعة الطائرة، فيما وجهت انتقادات جديدة للسلطات الماليزية بسبب عدم مراجعتها بيانات الركاب، وسط استمرار البحث عن حطام الطائرة. فقد أعلنت المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (إنتربول) أمس، أن إدارة الهجرة الماليزية لم ترجع إلى قاعدة بيانات جوازات السفر التابعة لها أثناء فحص جوازات سفر الركاب طوال العام الجاري قبل اختفاء طائرة الخطوط الجوية الماليزية.
وأوضحت في بيان أنه بسبب ذلك تمكن اثنان من الركاب من استخدام جوازي سفر مسروقين للصعود إلى الطائرة التي اختفت فوق بحر جنوب الصين يوم الثامن من مارس/آذار الجاري. وكانت بيانات الركاب التي أصدرتها الخطوط الماليزية قد شملت اسمي شخصين أوروبيين (هما النمساوي كريستيان كوزيل والإيطالي لويجي مارالدي) لم يكونا على الطائرة، وكلاهما سرق جوازه بجزيرة بوكيت السياحية التايلندية. واستخدم الجوازان لشراء تذكرتين من شركتي سياحة بمنتجع باتايا إلى بكين ومنها إلى أوروبا.
وكانت المنظمة قد استبعدت يوم 11 من الشهر الجاري أن يكون اختفاء الطائرة ناتجا عن “عمل إرهابي”، وأشارت إلى احتمال أن يكون الراكبان اللذان استخدما جوازي سفر مسروقين مجرد مهاجرين سريين أرادا العبور إلى أوروبا، في حين لم تستبعد الاستخبارات الأميركية فرضية “الإرهاب”.
وقال رئيس الإنتربول رونالد نوبل يومها -في مؤتمر صحفي بمدينة ليون الفرنسية- إنه لا يعتقد أن “عملا إرهابيا” وراء اختفاء الطائرة، وأضاف “كلما جمعنا معلومات ملنا إلى أن نخلص إلى أنه ليس حادثا إرهابيا”. بينما أكد مدير الاستخبارات المركزية الأميركية جون برينان وقتها أنه “لا يمكن استبعاد أي نظرية”، مشيرا إلى أن “هناك أسئلة لم يتم الجواب عنها، ومن السابق لأوانه الخروج بخلاصة عن أسباب الاختفاء”.
وقد استؤنفت عمليات البحث الجمعة بعد تعليقها الخميس الأخير بسبب سوء الأحوال الجوية، حيث تحركت عشر طائرات وخمس سفن دولية نحو 1100 كلم صوب الشمال بعد أن تلقت السلطات الأسترالية -التي تنسق عمليات البحث في المحيط الهندي- معلومات جديدة من ماليزيا تؤكد أن الطائرة نفد وقودها بأسرع مما كان يعتقد في السابق.
وأظهر تحليل لبيانات الأقمار الاصطناعية أن الطائرة المفقودة كانت تحلق بسرعة أكبر، واستخدمت بسبب ذلك كميات كثيرة من الوقود. وتمتد منطقة البحث الجديدة على مساحة 319 ألف كلم متر مربع، وتبعد بنحو 1850 كلم غرب بيرث، وهي خارج شريط الرياح العكسية التي تهب في نصف الكرة الجنوبي من خط العرض أربعين. وتستطيع الطائرات القيام بعمليات تناوب شاملة، بينما يتوقع أن تكون الظروف المناخية ملائمة.
وأعلن القائم بأعمال وزير النقل الماليزي هشام الدين حسين أمس أن مكان البحث الجديد “قد يتسق” مع الحطام المحتمل الذي رصدته صور الأقمار الاصطناعية، حيث أعيد توجيه سفن وطائرات تجوب المياه قبالة غرب أستراليا إلى شمال منطقة البحث القديمة. وذكرت طائرة صينية اليوم أنها عثرت على حطام جديد يعتقد أنه تابع للطائرة المفقودة. وقالت كل من تايلند واليابان قبل يومين إنهما رصدتا أكثر من ثلاثمائة قطعة حطام عائمة يفوق طول أكبرها 15 مترا.
وتسابق فرق البحث الزمن للعثور على الطائرة والصندوقين الأسودين اللذين يصدران إشارات استغاثة تستمر ثلاثين يوما، وقد أرسلت البحرية الأميركية جهازا للبحث عنهما مزودا بآلة قادرة على رصد الإشارات على عمق ستة آلاف متر. ومن بين الافتراضات المختلفة المطروحة لتفسير اختفاء الطائرة، يستأثر افتراض إقدام الطيار على الانتحار باهتمام قسم من المحققين الذين يسعون لفهم لماذا توقف عمل منظومتي اتصال أساسيتين تستخدمهما الطائرة مع المطارات؟ وسلمت السلطات الماليزية مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (إف بي آي) جهاز محاكاة للرحلة عثر عليه في منزل الطيار لإجراء التحليلات عليه.
ونفى الابن الأصغر للطيار النظرية التي تقول إن والده -الطيار المتمرس الذي يعمل منذ أكثر من ثلاثة عقود مع الخطوط الجوية الماليزية- قد تسبب عن سابق تصميم بسقوط طائرته. وكان رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق قد أكد هذا الأسبوع أن الطائرة المفقودة، التي اختفت أثناء رحلة من كوالالمبور إلى بكين منذ الثامن من شهر مارس/آذار الجاري وعلى متنها 239 راكبا، سقطت في جنوب المحيط الهندي.