انطلاق فعاليات معرض البحرين ال 16 الدولى للكتاب غداً
المنامة "المسلة"… في عامه السّادس عشر، ينطلق معرض البحرين الدّوليّ للكتاب غدا الخميس 27 مارس، بمركز البحرين الدّوليّ للمعارض والمؤتمرات، والذي تنظّمه وزارة الثّقافة برعاية الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقّر.
يشارك في المعرض أكثر من 300 دار نشرٍ ومؤسّسة ثقافيّة فكريّة محلّيّة وعربيّة وعالميّة، كما يوازي تلك المشاركات برنامج ثقافيّ يثري تجربة هذا العام، برفقة جمهوريّة مصر العربيّة التي تمرّر العديد من المشاهد الثّقافيّة والفكريّة المصريّة ضمن يوميّات المعرض، بالإضافة إلى العديد من الفعاليّات التي تقدّمها جهات ثقافيّة متعاونة، وأنشطة تدشين الكتب وغيرها بحسب بنا.
يجسّد معرض البحرين الدّوليّ للكتاب 16 فصلاً ثقافيًّا مختلفًا، تنتظره البحرين في موسمها المعتاد كلّ عامين، غير أنّه في هذه المرّة يطرح مغايرات نوعيّة كونه ينطلق في سياق احتفاء المنامة ببرنامج (الفنّ عامنا) الذي يكرّس للجمال والفنون، لذا ففي دورته السّادسة عشرة هذه يتّسق بمواضيعه مع الفنّ، ويُطلق تظاهرته الثّقافيّة بازدواجٍ جماليّ ما بين الكتاب والنّصوص الفكريّة وما بين المعطى البصريّ للفنون وتفسيراتها في الفكر والثّقافة، مدشّنًا ضمن أجنحته مكتبةً خاصّة بكتبِ الفنّ ومفاهيمه، إلى جانب العديد من البرامج الثّقافيّة والفعاليّات التي تُعنى بذات الموضوع. فيما تستمرّ دور النّشر والمؤسّسات الثّقافيّة بتقديم إصداراتها ووسائطها الثّقافيّة والفكريّة، من بين هؤلاء المشاركين مكتبات رائدة، مؤسّسات ودور طباعة حكوميّة وخاصّة، سفارات العالم للتّرويج للثّقافات، بالإضافة إلى الجهات الثّقافيّة الأهليّة والمشاريع الفكريّة المميّزة. وتشارك جميعها بتنويعة جذّابة من الكتب، المنشورات والمطبوعات والوسائط الثّقافيّة الفكريّة التي تقدّم غنىً في محتواها العلميّ، الأدبيّ، الثّقافيّ، التّعليميّ والتّرويجيّ، وتتّجه بجديد إصداراتها المعرفيّة ومقتنيات الكتب العالميّة إلى مختلف الشّرائح والقرّاء.
وكما يحتفي المعرض بالعديد من الإصدارات العربيّة والعالميّة، ويهيّئ لها في أروقته مساحات عرضٍ وتصفّح، فهو أيضًا يشهد إضافات نوعيّة جديدة وعميقة إلى المكتبة العربيّة، ليثري نتاجاتها من خلال حفل تدشين وتوقيع كتب ومؤلّفات جديدة، بعضها يظهر للملأ للمرّة الأولى، وبعضها يحتفي بالمفكّر والكاتب برفقة آخر إصداراته. وقد خصّص جناح وزارة الثّقافة بالمعرض السّاعتين السّادسة والسّابعة والنّصف مساءً موعدًا يوميًّا لتدشين كتابٍ في كلّ واحدة منها، لمجموعة من الأدباء والكُتّاب والمفكّرين البحرينيّين والعرب، بالإضافة إلى مجموعة من كتب النّشر المشترك الصّادرة عن وزارة الثّقافة. من أهمّ تلك الكتب: دراسات حول (الرّواية والإيديولوجيا في البحرين) للدّكتورة أنيسة السّعدون، دراسة استطلاعيّة تحليليّة من خلال كتاب (الغناء الوطنيّ في البحرين) للإعلاميّ والفنّان البحرينيّ يوسف محمّد، كتاب (السّرد العجائبيّ في الرّوايات الخليجيّة) الذي تقدّم من خلاله الكاتبة ميّ السّادة دراسات أدبيّة مختصّة، أمّا الدّكتور محمّد بو حجّي، فيدشّن من خلال المعرض كتابيه (التّحوّل في زمن التّقلّبات) و(الخطوط المتشابكة) الذي يصدره بالاشتراك مع د, هيثم جهرميّ. وعلى صعيد الرّواية، يشهد المعرض تدشين روايات: الدّفنة (فوّاز الشّروقيّ)، بريد الغروب (أحمد الزّين)، نازك خانم (لينا الحسن)، وكتاب المعطف والأنف للكاتب الرّوسيّ نيكولاي غوغول والذي ترجمه إلى العربيّة د. محمّد الخزاعيّ.
كما يشمل برنامج توقيع الكتب في السّابع والعشرين من شهر مارس الجاري الإعلان الرّسميّ عن الكاتب الفائز بجائزة (محترف: كيف تكتب رواية؟)، التي اشتغل فيها 7 كُتّاب من مختلف أنحاء الوطن العربيّ خلال المنامة عاصمة الثّقافة العربيّة 2012م والمنامة عاصمة السّياحة العربيّة 2013م على إنجاز رواياتهم بمتابعة وإشراف الرّوائيّة نجوى بركات. وسيشهد هذا اليوم تدشين الرّوايات السّبع في السّاعة السّادسة مساءً، وهي: الزّيارة (رنوة العمصيّ)، بردقانة (إياد البرغوثيّ)، فندق بارون (عبدو خليل)، التي تعدّ السّلالم (هدى الجهوري)، سيليني (أسماء الشّيخ)، جارية (منيرة سوار) ومداد الرّوح (أيمن جعفر).
ويثري معرض البحرين الدّوليّ للكتاب تجربته بتجربة وطنٍ عربيّ موازٍ، يستلهم ذات قضاياه الفكريّة والثّقافيّة، ويقارب تجربته النّوعيّة طيلة فترة إقامة المعرض. وفي هذا العام، تتّجه المنامة مدينة السّياحة الآسيويّة 2014م إلى القارّة الإفريقيّة لتستلهم أعمق حضاراتها وثقافاتها برفقة جمهوريّة مصر العربيّة، التي ترحّب بها المنامة في معرض البحرين الدّوليّ للكتاب 16، وتتقاسم معها نتاجاتها الفكريّة وعلومها وتاريخها ومعارفها وفنونها من خلال برنامج ثقافيّ متكامل أعدّته وزارة الثّقافة المصريّة بالتّنسيق مع وزارة الثّقافة في البحرين، ويمرّر خلال أيّام المعرض أهمّ مشاهد الهويّة الثّقافيّة المصريّة وآخر إصداراتها ونتاجاتها الفكريّة، وذلك في أمسيات متعدّدة تأخذ الجمهور بعيدًا حيث التّاريخ المصريّ ونتاجات الزّمن الجميل، وصولاً إلى تيّارات الثّقافة المعاصرة التي تعيشها مصر.
ويشمل البرنامج الثّقافيّ المصريّ على ندوات تناقش الأدب المصريّ وموقعه في الأدب العربيّ مع الكاتب إبراهيم عبدالمجيد، الفنّ التّشكيليّ في مصر والعالم العربيّ مع الفنّان سمير فؤاد، العلاقات التّاريخيّة بين مصر والبحرين والتي يناقشها د. خلف الميري ود. محمّد نعمان جلال، إلى جانب مناقشة النّاقد السّينمائيّ عصام زكريّا للتّحوّلات في السّينما العربيّة وندوة (المشترك الثّقافيّ والاجتماعيّ بين مصر والبحرين) التي يقدّمها د. فتحي أبو العينين. ومن كبار شعراء مصر، يشارك في المعرض كلٌّ من سيّد حجاب وعبدالمنعم رمضان بمجموعاتهما الشّعريّة المميّزة، كما تقدّم فرقة سداسي شرارة حفلين لروائع الموسيقى الشّرقيّة والتّراثيّة، فيما يقدّم الشّباب سهرةً شعريّة غنائيّة برفقة المطرب محمّد محسن، الشّاعر مصطفى إبراهيم وعازف العود إسلام القصبجي. وما بين د. يحيى الجمل ود. صلاح فضل، سيكون الجمهور على موعدٍ مع سيرة الجمل من خلال كتابه (قصّة حياة عاديّة)، فيما يقدّم د. شاكر عبدالحميد وزير الثّقافة المصريّ الأسبق ندوة بعنوان (أمين صالح صانع الأساطير).
كما يخصّص القائمون على المعرض ركنًا خاصًّا للأطفال، يشارك من خلاله الصّغار وعائلاتهم بمجموعة من الفعاليّات والبرامج الثّقافيّة التي تستهدف الأطفال من سنّ الرّابعة فما فوق، بهدف التّأسيس لمجتمع قارئ وتعميق العلاقة ما بين الطّفل وعوالم القراءة والكتابة. من خلال الرّكن المخصّص للأطفال، ستبدو القراءة فعلاً محبّبًا وقريبًا من الأطفال ومخيّلتهم، عبر أنشطةٍ وفعاليّات مبتكرة تتّصل في بعضها مباشرة بالكتاب والعالم القصصيّ، بالإضافة إلى جلسات الحكواتيّ، حيث يصغي الصّغار إلى حكايات بديعة ومدهشة. إلى جانب ذلك، ثمّة برنامج مخصّص لإنتاج أعمال فنّيّة مستوحاة من قراءات الأطفال وما يسمعون إثراءً لخيال الطّفل وإكسابه خبرات جديدة، بالإضافة إلى عروض فنّيّة للعرائس ومسرح خيال الظّل وغيرها.
هذا ويشارك مهرجان تاء الشّباب للمرّة الثّالثة في المعرض، ناقلاً تجربته واحتفاء الشّباب بالثّقافة على اختلاف أنماطها ومواضيعها إلى موقع المعرض، ويستلهم من روحه ومختبره الشّبابيّ سلسلة من الفعاليّات التي تشكّل تجريبًا مصغّرًا على الملأ لتعامل الشّباب مع المشاهد الثّقافيّة والفكريّة وأدوارهم في صياغتها. كما سيكون لتاء الشّباب جناحًا تعريفيًّا ضمن المعرض، يتعرّف من خلاله الزوّار إلى تفاصيل هذا المشروع، منجزاته وإصداراته، ما يطمح إليه الشّباب من خلال الثّقافة والفنون، وسيكون المحطّة التي تستقطب الأجيال الشّبابيّة الرّاغبة في الانضمام إلى هذا المشروع.