باسيل لوزراء خارجية العرب : لا تقاطعوا لبنان ولا تنقطعوا عن السياحة فيه
بيروت " المسلة " … حذر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، في كلمة له خلال جلسة مجلس وزراء الخارجية العرب، من ان لبنان "عندما يصاب بأزمة كبيرة فإنّ الرسالة والنموذج فيه يصابان أيضا، وتصبح الدول العربية عندها مصابة بما هو أكبر بكثير من مصيبة لبنان"، متوجها للقادة العرب بالقول: "إن دفاعكم إذا عن لبنان هو دفاع عن أنفسكم، ومحبتكم للبنان هي محبة للذات تضاف إلى محبة وعطاء تقدمونه دوما لبلد يبادلكم المحبة والعطاء، من خلال الحفاظ على نموذجه على أرضه من جهة ومن خلال بناء وإنماء بلدانكم عبر طاقاته الموجودة عندكم من جهة أخرى".
واعلن باسيل انه جاء الى اجتماع المجلس للقول "أولا، لا تقاطعوا لبنان ولا تنقطعوا عن السياحة فيه، ولا تحذروا مواطنيكم من المجيء إليه مغبة سوء أمن سياسي تجاهكم، فلبنان لم يؤذ يوما أي دولة عربية عمدا". واضاف: "لا تحرموا مواطنيه من المجيء إليكم خوفا من مساس بأمنكم، فاللبنانيون لم يأتوا إليكم يوما بأقل من إنماء وإعمار وازدهار وطاقات ما بعدها طاقات".
واكد باسيل ان "للبنان مخرجا أكيدا من ديونه وأزمته الإقتصادية إن هو استفاد سريعا من ثروة نفطية وغازية نائمة في أعماقه؛ ولبنان عندها لن يكون عالة على أي منكم، بل سيكون عنده رفاه يعطيه استقلالا ماليا يريحكم ولا ينتقص من أي منكم تأثيرا أخويا أو نفوذا معنويا، بل يعطيكم بدائل طاقوية ويؤمن لكم باحة استقرار واستثمار على شاطئ المتوسط ربطا بكل منافذه ومنفذا غربيا لكم".
وشدد باسيل من ناحية اخرى على ان "أزمة النازحين السوريين هي أزمة كيان ووجود للبنان"، مشيرا الى اصدار المجلس في دورته العادية (141) القرار رقم 7738، "بغية أن تتحملوا معنا أعباء وأعداد النازحين وتساعدوا الدولة اللبنانية وأجهزتها في تحمل أعبائهم، وكلّ ذلك بهدف وقف تزايدهم فورا، وإعادة توزيع أعدادهم إليكم وإلى مخيمات آمنة خارج أراضي لبنان، وصولا إلى إعادتهم إلى سوريا بأقرب وقت ممكن نتيجة حل سياسي سلمي لأزمتها".
وطالب باسيل "بدعم الجيش اللبناني، فقد سقط البارحة في جولة العنف رقم 20 في طرابلس 25 قتيلا وما يزيد عن 100 جريح؛ وهل يصدق أحد أن 400 مسلح في طرابلس يحتجزون ويتكلمون باسم 400 ألف مواطن طرابلسي؟".
ولفت الى ان "المصيبة واقعة وشعب لبنان محتجز من إرهاب حاقد أعمى لا يمكن أن يحرره منه سوى جيش لبنان الذي يخلصكم أنتم بالتالي من وصوله إليكم. فجيش لبنان القوي يمكن أن يكون جيش العرب أجمعين في مواجهتهم للإرهاب، وجيش لبنان القوي هو ما يؤسس للبنان قوي ولدولة قوية فيه تكون أقوى من كل أطرافها دون أن تستقوي على أي منهم إلا بالقانون".
واضاف: "التحدي كبير أمامكم في معركتنا المشتركة ضد الإرهاب، ولبنان ساحتها الأولى إن هو اختار أو لا وإن نأى بنفسه عنها أو أقحمها؛ ولبنان ساحة الاختبار دائما، قدره أن يدفع عن نفسه وعن غيره ثمن تجارب وأزمات ونكبات".
لكنه اشار الى "أن الفرصة سانحة كما لم يسبق من قبل، فقد تألفت في لبنان حكومة وحدة وطنية ونالت الثقة اللازمة، وقد قدمت السعودية بشكل غير مسبوق مبلغ 3 مليار دولار أميركي مساعدات للجيش، وقد انطلقت مسيرة المؤتمر الدولي لدعم الجيش التي ستبدأ أعمالها في 10 نيسان المقبل في روما انبثاقا من المبادرة الأممية المتخذة في نيويورك في أيلول من العام الماضي بحضور ودعم كامل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وما يلزم الآن لوصول هذه المسيرة هو مساعدات سخية من كلّ دولة قادرة منكم، مساعدات تقنية ولوجستية ومالية وسياسية".
وطلب "أن يبدأ مشواركم بدعم جيش لبنان القوي اليوم"، شاكرا "لاستصدار قرار عن القمة العربية يؤكد على مساهمة كل الدول في ذلك، قرار يبدأ على الورق ولكنه ينتهي تسليحا ودعما حقيقيا لجيش لبناني جامع لكل اللبنانيين وركيزة دولتهم وصمام أمان العرب جميعهم في مواجهتهم الشرسة مع الإرهاب".