متخصصون :نتوقع حصول السياحة القطرية على دفعة قوية مع اعتماد استراتيجية القطاع 2030
الدوحة "المسلة"… أشاد متخصصون في السياحة من القطاع الخاص بالاستراتيجية الجديدة التي أطلقتها مؤخرا هيئة السياحة وتركيزها على ضرورة إبراز دور القطاع الخاص في تنفيذ المشاريع المخطط لها حتى عام 2030، وذلك لإحداث نهضة للقطاع خلال الفترة المقبلة.
وقالوا لـ «العرب» إن القطاع الخاص يعتبر بمثابة شريك أساسي مع القطاع العام في تحقيق أهداف هذه الاستراتيجية، ومؤكدين على أن التصريحات التي صدرت من رئيس الهيئة العامة للسياحة خلال انطلاق الاستراتيجية والتي تؤكد بأن الدولة لن تحتكر إقامة المشاريع إلا في أضيق الحدود خاصة فيما يتعلق بالمشاريع غير الربحية هو توجه جديد سيفيد بكل تأكيد الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها هيئة السياحة من خلال هذه الاستراتيجية.
وأشاروا أيضا إلى أن إطلاق أول 6 مشاريع بالتعاون مع بنك قطر الوطني للتنمية لبدء التنفيذ فيها خلال شهر أغسطس المقبل سيكون بمثابة الانطلاقة الحقيقة لهذا الدور الكبير الذي سيلعبه القطاع الخاص خلال الفترة المقبلة. ومؤكدين في الوقت نفسه على أن المنافسة بين شركات القطاع الخاص ستعزز من قيمة المنتج النهائي الخاص بالمشاريع التي ستتم إقامتها خلال الفترة المقبلة، حيث سيكون البقاء للأفضل والأكثر جودة في النهاية، وهو ما يصب في مصلحة القطاع السياحي بكل تأكيد.
كما شددوا على ضرورة أن تلعب هيئة السياحة دورا محوريا في التكامل بين مجموعة شركات القطاع الخاص، وذلك بالاجتماع معهم باستمرار لكشف الأهداف والخطط الجديدة، وذلك حتى يكون لذلك مردود إيجابي في الخطط والأهداف التي تسير عليها شركات القطاع الخاص، ومعربين عن رضاهم التام للتواصل المستمر طوال الفترة الماضية مع الهيئة لتحقيق هذا الغرض، مشيرين إلى أن الفترة المقبلة تتطلب المزيد والمزيد من التنسيق والتعاون لكي تخرج النتائج كلها في مصلحة أهداف الاستراتيجية الجديدة وأهدافها.
مشاركة القطاع الخاص
ومن الأهداف التي تسعى الاستراتيجية الجديدة إلى تحقيقها خلال الفترة المقبلة تطوير القطاع السياحي والارتقاء به إلى أعلى المستويات العالمية ومساهمته بشكل فعال في تنويع الاقتصاد القطري وتعزيز دور القطاع الخاص في المشاركة الفعالة في تطوير القطاع، والذي من المتوقع أن يساهم بحوالي %3.1 من الناتج المحلي الإجمالي للدولة بحلول عام 2030 وزيادة عدد القادمين إلى قطر إلى 7 ملايين سائح سنويا، وكذلك نمو عائدات إنفاق السياح في قطر ليصل إلى 11 مليار دولار بعد أن كان في العام 2012 لا يتعدى 1.3 مليار دولار.
نهضة سياحية
في البداية تؤكد مريم رومي مديرة التسويق في الشركة القطرية الدولية للمغامرات أن هيئة السياحة القطرية تقدم جهدا ودعما كبيرين للشركاء معها في القطاع الخاص، وذلك لتحقيق الأهداف المرجوة لإحداث نهضة سياحية في قطر خلال الفترة المقبلة وقالت: «عقب صدور الاستراتيجية الجديدة والتأكيدات بأن القطاع الخاص سيلعب دورا محوريا للغاية في تطبيق أهدافها يجب أن يكون العمل من القطاعين الخاص والعام بشكل تكاملي خلال الفترة المقبلة طالما الهدف واحد».
دور محوري
وأضافت مريم رومي أن الاستراتيجية الجديدة التي صدرت مؤخرا طموحة للغاية وتضم العديد من المشاريع التي لن تتوقف حتى عام 2030، هذا بالإضافة إلى التأكيد على أن القطاع الخاص سيلعب دورا محوريا في تنفيذ هذه المشاريع، وبالتالي يجب على هيئة السياحة أن تتواصل باستمرار مع الشركاء معها في القطاع الخاص لتحديد الأولويات باستمرار، وهو ما يمكن أن نطلق عليه الخطط الخمسية حتى يعرف الشركاء في هذا القطاع ماذا يمكن أن يقدموا خلال السنوات القليلة المقبلة وما يمكن أن يركزوا عليه.
تحديد الأولويات
واستطردت في هذه الجزئية وأكدت أن هناك الكثير من المجالات السياحية التي يعمل فيها القطاع الخاص، ولكن تحديد الأولويات يساهم بشكل كبير في تحقيق أهداف الهيئة. فهل سيكون التركيز مثلا خلال السنوات الخمس المقبلة على السياحة الرياضية أم الترفيهية أم التراثية أم سياحة المؤتمرات والمعارض أم سيكون مع كل هذه الأنواع ولكن بدرجات متفاوتة؟
وقالت في هذا الصدد: «الإجابة عن كل هذه الأسئلة يجب أن تكون واضحة من الآن لكي يعمل القطاع الخاص في نفس الخط مع هيئة السياحة طالما الهدف واحد وواضح».
تحفيز الشركاء
ومن جانبه أكد عمرو غازي المدير الإقليمي لإدارة المبيعات بشركة ريتاج للفنادق والضيافة أن الإعلان صراحة من جانب هيئة السياحة بأن القطاع الخاص سيكون له دور كبير في تحقيق أهداف الاستراتيجية الجديدة يعتبر شيئا إيجابيا ويساهم بشكل كبير في تحفيز كل الشركاء من القطاع الخاص على مد يد العون والمساعدة مع الهيئة.
اجتماعات مستمرة
وقال غازي: «ليس شرطا أن تكون مشاركة القطاع الخاص مع الهيئة فيما يتعلق بموضوع إقامة المشاريع فقط لأن القطاع الخاص متعدد، ويضم العديد من الجوانب السياحية التي قد لا تكون مرتبطة أساسا بإقامة المشاريع السياحية، ولذلك فإن حرص الهيئة على عقد اجتماعات مستمرة مع الشركاء من القطاع الخاص لتحديد ما هو مطلوب على الأقل كل عامين سيكون أكثر إيجابية لأن الشركاء وقتها ستكون لديهم معرفة مسبقة بالأهداف التي تسعى إليها الهيئة خلال العامين المقبلين مثلا، وبالتالي سيعملون على السير في نفس طريق تحقيق هذه الأهداف أو المشاريع».
اتفاق بنك قطر للتنمية
وأوضح غازي أن اتفاق الهيئة مع بنك قطر للتنمية لإقامة 6 مشاريع سياحية جديدة عقب أيام قليلة من الإعلان عن الاستراتيجية الجديدة يؤكد أن الأمور واضحة داخل الهيئة، والعمل يسير بشكل منتظم، وأن تحقيق أهداف الاستراتيجية الجديدة قد بدأ بالفعل بغض النظر عن التوقيت الذي أعلنت فيه أو التوقيتات التي سيشارك فيها القطاع الخاص مع الهيئة.
كما أعرب غازي عن تفاؤله الشديد بقدرة القطاع الخاص القطري بكافة أشكاله على إحداث دعم ونهضة سياحية كبيرة مع الهيئة خلال الفترة المقبلة، خاصة أن الرغبة موجودة والإمكانات متوفرة، ولا يبقى سوى العمل بكل جهد وبشكل تكاملي طالما الهدف واحد.
تطوير المنتجات
وكان عيسى بن محمد المهندي رئيس الهيئة قد أعلن أن الهيكل التنظيمي الجديد للهيئة يهدف إلى خلق قطاع تنمية السياحة، والذي يشمل إدارة تنمية الاستثمار السياحي وإدارة تطوير المنتجات السياحية وإدارة الرخص السياحية، حيث يدعم هذا التغيير جهود الهيئة في الارتقاء بقطاع السياحة ووضع أعلى المستويات العالمية فيما يتعلق بالمعايير والقدرات والأداء على المستويين المؤسسي والعملي. وقال: «قامت الهيئة بتنفيذ المرحلة الأولى من اتفاقية التعاون مع منظمة السياحة العالمية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، وقامت بتوقيع المرحلة الثانية من هذه الاتفاقية والتي تشمل تطوير الموارد البشرية في القطاع، بالإضافة إلى تقديم الدعم الفني لتطوير المنتجات السياحية وتشجيع الاستثمارات في القطاع».
جهود الهيئة
كما أشار المهندي إلى أن جهود الهيئة تخدم فرص التعاون مع الشركاء والجهات المعنية داخل وخارج قطر من ضمن استراتيجية السياحة 2030، والتي تهدف إلى تطوير وتخطيط وترويج قطاع سياحي مستدام في قطر وترخيص وتوفير التسهيلات للمؤسسات والشركات العاملة في مجال السياحة عن طريق أحدث الأبحاث والخبرات.
دور الفنادق
وفي رأي آخر يؤكد مروان حداد مدير إدارة المبيعات والتسويق في فندق ماريوت الدوحة أن الفنادق سيكون لها دور كبير خلال السنوات المقبلة في تحقيق أهداف الاستراتيجية الجديدة، على اعتبار أنها جزء أساسي وشريك أصيل في عملية النهضة السياحية المأمولة في قطر خلال السنوات المقبلة. وقال: «سيكون هناك العديد من الفنادق الجديدة في قطر خلال السنوات المقبلة، ليس فقط من أجل المونديال ولكن أيضاً تنفيذا للاستراتيجية الجديدة حتى عام 2030، وهو ما يعني أن هذا القطاع سيكون له دور كبير مع الهيئة».
التكامل بين القطاعين
وأضاف أن قطاع الفنادق لا يمكنه وحده أن يلعب الدور الكبير في هذه النهضة ولا القطاع الخاص كله، ولذلك يجب أن يكون هناك تكامل بين القطاعين خلال الفترة المقبلة، خاصة أن كل قطاع ستكون له رؤية واضحة ومحددة في تطبيق أهداف الاستراتيجية الجديدة. وتابع قائلا: «مهم جدا دخول القطاع الخاص بكل هذه القوة مع الهيئة لإحداث النهضة السياحية في قطر، ولكن لن يحقق المطلوب بمفرده، ولذلك فالتعاون بين القطاعين مهم للغاية للعب هذا الدور».
التواصل مستمر
وأشار أيضاً إلى أن الحوار طوال الفترة الماضية مستمر مع مسؤولي هيئة السياحة، خاصة بالنسبة لقطاع الفنادق، ويجب أن يزيد خلال الفترة المقبلة بشكل يساهم في إحداث نتائج قوية على أرض الواقع، فمثلا يجب أن يلعب القطاع الفندقي دورا كبيرا في عملية جلب المزيد من السياح إلى قطر، لأن هذا يعتبر هدفا رئيسيا من أهداف الاستراتيجية الجديدة، ويجب ألا ينفصل عن تحقيق باقي الأهداف الأخرى.
تقديم ظروف مناسبة
وتشير إيزيس جرجس مدير إدارة قسم المبيعات في فندق جراند حياة إلى أن هيئة السياحة تقوم طوال السنوات الماضية بتقديم ظروف طيبة لشركائها من القطاع الخاص، سعيا وراء تحقيق نهضة سياحية شاملة في قطر. وقالت: «مع الإعلان عن بدء العمل بالاستراتيجية الجديدة حتى عام 2030 سيكون الوضع مختلفا تماما وهو ما يتطلب ضرورة ألا تكتفي الهيئة بتقديم هذه الظروف الجيدة، ولكن يجب أن يتطلب الأمر قيام الهيئة بالكشف عن الخطط القريبة والبعيدة من خلال الاجتماعات المستمرة مع الشركاء، وذلك من أجل توحيد الرؤى بالنسبة للقطاع الخاص».
التعاون بين القطاعين
وأشارت إلى أن قطاع الفنادق مهم جدا في هذا الموضوع، ولكن لن يكون هو الأهم، خاصة في ظل استعداد قطر لاستقبال مونديال 2022، ومؤكدة على أن التركيز كله على قطر خلال السنوات المقبلة، وبالتالي يجب أن يزيد التعاون والتكامل بين القطاعين الخاص والعام من أجل تحقيق الأهداف المنشودة لإحداث نهضة سياحية.
خطط جديدة
كما أعلنت أن القطاع الخاص يمكن أن يقدم العديد من الخطط الجديدة التي تتفق مع الأهداف الموجودة في الاستراتيجية الجديدة، طالما الهدف واحد، ولكن هذا لن يأتي إلا من خلال هيئة السياحة. وقالت: «لا أعتقد أن أي قطاع سياحي في قطر لا يريد المشاركة في تحقيق أهداف الاستراتيجية الجديدة، ولذلك يجب أن يتم تحديد الأولويات لكل قطاع، وأن يكون هذا التحديد بمثابة تكليفات لكل قطاع لأن العمل في النهاية سيكون تنافسيا، وهو ما يمكن أن يقدم نتائج إيجابية وطموحة في موضوع تطوير الجانب السياحي في قطر خلال السنوات المقبلة».
التعاون مع بنك التنمية
وكانت هيئة السياحة قد أعلنت مؤخرا عن بدء المرحلة الأولى من التعاون مع بنك قطر للتنمية في برنامج فرص الاستثمار السياحية في قطر خلال الفترة المقبلة بمشاركة العديد من رواد الأعمال والخبراء ومندوبي القطاع الخاص المهمتين بالاستثمار في هذا الجانب خلال الفترة المقبلة.
ويعد هذا التعاون الذي يعد للمرة الأولى بمثابة الإعلان الأولي لتنفيذ الهيئة لأحد بنود الاستراتيجية الجديدة التي تم الإعلان عنها مؤخرا والخاصة بتطوير قطاع السياحة حتى عام 3020، بما يتوافق مع رؤية قطر، وذلك بمشاركة القطاع الخاص من خلال بنك قطر للتنمية.