Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

شبكة اجتماعية خاصة للروبوتات !!!

شبكة اجتماعية خاصة للروبوتات !!!

لندن "المسلة" … يبدو إذا أن الروبوت يحتاج لحياة اجتماعية رقمية أيضا، فقد عكف فريق أبحاث أوروبي خلال السنوات الماضية على تطوير إنترنت خاصة للروبوت وأتبعها، وجرى مؤخرا عرض مشروع روبو إيرث RoboEarth حيث عرض أربع أنظمة روبوت تعمل معا في بيئة مستشفى، بالاستفادة من قاعدة بيانات خاصة بهم على الإنترنت مع شبكة اتصال فيما بينهم وحوسبة السحاب للتعامل مع الطلبات الواردة إليهم وتحليلها، بهدف جعل الربوت يتعلم من أنظمة روبوت أخرى لاكتساب مهارات ذكاء اصطناعي أكثر تطورا بحسب صحيفة الايكونوميست.

 

أعلنت جامعة أوروبية مؤخرا عن شبكة اجتماعية لأنظمة الروبوت لتتواصل فيما بينها لاكتساب المزيد من قدرات الذكاء الاصطناعي وإضافة قدرات جديدة مع التواصل مع نظرائها من أنظمة الروبوت الأخرى.

يأتي ذلك ثمرة لمشروع أوروبي يدعى روبو إيرث الأوروبي European Robo Earth.

تضمنت المجموعة روبوت R2-D2، وأخرى بهيئة بشرية من طراز C-3PO (كما في الصورة) وتلفت الصحيفة أن فيلم الخيال العلمي أي روبوت I, Robot يقترب من التحقق في عالم الواقع، ففي الفيلم تآمر الروبوت على سيده البشري وأطاح به في انتفاضة روبوتية بعد أن تعلمت أنظمة الروبوت من بعضها ومن البشر، وها هو السيناريو في الفيلم يكاد يتحقق مع تقديم الاتحاد الأوروبي تمويلا بقيمة تقترب من 8 ملايين دولار إلا قليلا لمشروع روبو إيرث الذي تتعاون فيه ستة جامعات أوروبية وشركة فيليبس لبناء شبكة إنترنت خاصة بالروبوت وتتضمن محرك حوسبة في السحاب لتبادل المعلومات والتعلم بين أنظمة الروبوت مع بعضها مما تكتسبه من معارف وكذلك معارف البشر، ومعلومات حول بيئة عملها مع البشر فضلا عن معارف الكرة الأرضية.

تتوفر المعلومات في الشبكة بلغة تفهمها الروبوتات أي صيغة الآلة machine-readable المفتوحة وتؤمن حيزا للتخزين والحوسبة.

وفي الوقت الراهن لا تتعدى معارف الروبوت الموجودة في الشبكة روبو إيرث، المعلومات الأساسية مثل، خرائط لتوجيه الروبوت، ومعلومات عن مهام سينجزها مثل التعامل مع الزجاج، والتعرف على الأشياء عبر نماذج مرسومة لأشياء في الحياة اليومية. ويتيح النظام الحالي تحميل الروبوت لبعض المهام لديه للتعامل معها من قبل أنظمة حوسبة السحاب القوية والتي تتمتع بالأمان بحسب أريبيان بزنس.

تقدر الصحيفة عدد الروبوتات في العالم حاليا بقرابة 20 مليون روبوت مع استثناء الألعاب، تؤدي معظم هذه مهام متخصصة وتنجز مهام متخصصة تكون عادة مبرمجة مسبقا فيها ضمن بيئة خاضعة للسيطرة.

لكن بعض أنظمة الروبوت بدأت باستخدام أنظمة تبادل البيانات رغم أن معظم هذه الأنظمة غير مفتوحة بل خاصة بالشركة المصنعة للربوت وحدها.

ومثلا، الروبوت ذاتي العمل الذي تصنعها كيفا سيستمز Kiva Systems وتملكه شركة أمازون، يجمع البيانات المتغيرة دوما في مستودعات الشركة التي تعمل ضمنها لتتيح لها التوجه والعمل بكفاءة.

لكن التحدي بحسب ماركوس وايبل من معهد الأنظمة الديناميكية في زيوريخ، وهو أحد العلماء الضالعين في مشروع روبو إيرث، يكمن في العالم بالغ التعقيد بمعان ذات مغزى، والذي يقع خارج تلك البيئة الخاضعة للسيطرة والذي لا يمكن توصيفه بمجموعة محددة من التوصيفات. أي لكي تنجز الروبوتات مهام معقدة ومفيدة في الإنسان وهو بيئة مركبة غير منظمة بهيكلية موحدة وكي تتعلم من بعضها، يجب على الربوتات أن تتعلم من تجارب بعضها. كما يجب أن تتعلم الأنماط التي يراها الإنسان بديهية، مثلا يجب حفظ الحليب في الثلاجة، والأشياء التي توجد عادة بجانب الطبق على الطاولة هي سكاكين وشوك، الأشياء الزجاجية سريعة العطب والكسر إلخ. أي وباختصار على الروبوتات أن تتطور وتتأقلم للعالم الواقعي بل عليها أن تقوم بذلك بنفسها.

قد يبدو العرض التجريبي الذي أنجزه مشروع روبو إيرث سهلا أمام البشر، (حيث قام روبوت باختيار عصير فاكهة ونقله إلى مريض على سريره في المستشفى) لكنه أمر صعب على الروبوت وأثبت نجاح التعاون عبر الشبكة، إذ تمت التجربة في غرفة في جامعة ايندهوفن في هولندا، على أنها غرفة في مستشفى، وقام ربوت بتحديد خريطة المكان وموقع سرير المريض ومكان وجود علب العصير، وأرسل المعلومات لسحابة روبو إيرث، وقام روبوت ثاني بالدخول على المعلومات التي قدمها الربوت الأول، وقام بالإمساك بعلبة العصير من مكانها وحملها إلى سرير المريض وأفلتها قرب السرير.

تثير روبوإيرث ومبادرات مشابهة بما فيها سحابة روبوت غوغل cloud-robotics تساؤلات مزعجة وقضايا حساسة.

فكما هو الحال بالأشياء المتصلة بالإنترنت من أجهزة، فإن الروبوت هو شيء كبير ويعتبر أمن البيانات فيه أمرا حيويا يجعله هدفا مغريا للاختراق خلال عمله بين البشر. ورغم أن شبكة روبو إيرث ذاتها آمنة إلا أنه يكفي موضع ضعف وحيد أي ربوت واحد لاختراقها، وهي فكرة مثيرة للذعر في عالم تتولى فيه الروبوت الرعاية الطبية لمرضى ومعلومات خاصة بهم ومعلومات شخصية أخرى.

ويثير قلق لي تيين وهو محامي في مؤسسة الكترونيك فرونتير فاونديشن، التي تهدف لحماية الحقوق الفردية في العالم الرقمي، من أن المتطلبات الأساسية لمشاريع مثل روبو إيرث هو جمع المعلومات وتخزينها وتبادلها بأكبر قدر ممكن، أي ما يتعارض كليا مع أهداف حماية الخصوصية كأسلوب بداية أساسي لكل المشاريع الرقمية عادة والتي بدأ ساسة كثر بدعمها. فلو كان روبوت مثلا يتولى رعاية مريض أو شخص كبير بالسن، فما الذي سيحدث لو نسب خلاف عائلي حول تلك العناية؟ أو في حال حدوث طلاق؟ فهل يجري تجميع بيانات المشروع لكي يحصل عليها أي شخص يستولي على حق الوصول إليها من المحكمة. يشير تيين إلى أن عدد الضوابط الضرورية في هذا المشروع هو عدد هائل.
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله