ريحان يطالب الإعلام والسياحة والمحليات باحتفالية كبرى بطابا فى ذكرى عودتها
القاهرة " المسلة " … أكد خبير الآثار عبد الرحيم ريحان على أن قضية طابا هى تجربة مصرية فريدة تضافرت كل الجهود لإنجاحها ووظفت الوثائق التاريخية والخرائط والمجسمات الطبيعية وكتابات المعاصرين والزيارات الميدانية وشهادة الشهود وأشرطة الفيديو والصبر الطويل حتى عادت طابا مستنداً إلى كتاب (طابا قضية العصر) للمؤرخ يونان لبيب رزق الذى يحوى 16 فصل تناول فيها القضية من بدايتها وحتى حكم المحكمة باسترداد طابا.
ويطالب ريحان كل الفضائيات والصحفيين ومسئولى السياحة ومحافظة جنوب سيناء بإعداد احتفالية كبرى الأربعاء 19 مارس بموقع شجر الدوم بطابا إحياءاً لذكرى عودتها وتذكيراً للشباب بأبطال هذه الملحمة الذين حفرت أسماءهم بحروف من نور فى ذاكرة مصر المعاصرة لتعزيز قيمة الانتماء وإبراز القدوة للشباب فى أبطال صنعوا لنا تاريخاً نفتخر به دائماً كما يطالب بتدريس هذه الملحمة فى مرحلة الثانوية العامة .
ويضيف ريحان بأن قضية طابا كانت حياة أو موت لكل المصريين فى قطعة أرض مساحتها 1020متر مربع فقط والذى لا تتعدى مساحتها مساحة حى من أحياء القاهرة ولكن قيمتها الوطنية والتاريخية والأثرية والاستراتيجية والجمالية تفوق كل وصف ويفتخر بأنه شهد عودة طابا بنفسه فى 19 مارس 1989 ويحتفظ حتى الآن بثلاث ثمرات من ثمار شجر دوم طابا تساقطت عليه يوم الاحتفال لتذكره دائماً ببطولة من صنعوا هذا النصر يحملهم فى لقاءاته بالفضائيات وفى محاضراته التثقيفية للشباب داخل وخارج سيناء .
ويتابع ريحان بأن قضية طابا استلزمت تشكيل لجنة خاصة (اللجنة القومية العليا لطابا) حين صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 641 فى 13 مايو 1985 وكانت تضم أبرز الكفاءات القانونية والتاريخية والجغرافية وهى اللجنة التى تحولت بعد ذلك إلى هيئة الدفاع المصرية فى قضية طابا والتى أخذت على عاتقها إدارة الصراع فى هذه القضية من الألف إلى الياء مستخدمة كل الحجج لإثبات الحق ومن أهمها الوثائق التاريخية التى مثلت نسبة 61% من إجمالى الأدلة المادية التى جاءت من ثمانية مصادر وقد نصت مشارطة التحكيم على أن المطلوب من المحكمة تقرير مواضع علامات الحدود الدولية المعترف بها بين مصر وفلسطين تحت الانتداب أى فى الفترة بين عامى 1922 و 1948 وبالرغم من ذلك فإن البحث فى الوثائق ذهب إلى ثلاثينيات القرن التاسع عشر والوثائق فى الفترة اللاحقة على عام 1948 حتى حرب يونيو ونتائجها.
ويضيف ريحان أن الوثائق تم تجميعها من دار الوثائق القومية بالقلعة والخارجية البريطانية ودار المحفوظات العامة فى لندن ودار الوثائق بالخرطوم ودار الوثائق باستنبول بالإضافة إلى محفوظات الأمم المتحدة بنيويورك وذلك لتحديد علامات الحدود حتى العلامة 91 عند طابا ولم يقبل الوفد المصرى بموقع العلامة 91 من الطرف الآخر وقد نجح أحد الضباط المصريين فى العثور على العمود الحديدى الخاص بالعلامة 91 على منحدر شديد الوعورة حيث نزل وحمله لأعلى بنفسه وطول هذا العمود 2م وعرضه 15سم ووزنه ما بين 60 إلى 70كجم وكان موجوداً عليه رقم العلامة وأمام هذا الموقف لم يملك أحد أعضاء الوفد الإسرائيلى نفسه قائلاً أن الطبيعة لا تكذب أبداً واتضح فنياً أن العمود والقاعدة قد أزيلا حديثاً ورغم ذلك فقد رفضت إسرائيل الاعتراف بهذه العلامة حتى موافقتها على التحكيم فى 13 يناير 1986.
ويؤكد ريحان على أن الأدلة المصرية الدامغة والمثابرة والعزيمة كانت وراء حكم المحكمة الدولية الخميس 29 سبتمبر 1988 فى قاعة مجلس مقاطعة جنيف برئاسة القاضى السويدى جونار لاجرجرين لتنطق بالحق وعودة الأرض لأصحابها فى حكم تاريخى بأغلبية 4 أصوات والاعتراض الوحيد من القاضية الإسرائيلية بالطبع ويقع الحكم فى 230 صفحة ويتضمن القبول بالمطلب المصرى للعلامة 91 وقد سجل التاريخ أسماء أبطال هذه الملحمة فى ذاكرة مصر بحروف من نور وعلى رأسهم اللواء بحرى محسن حمدى رئيس الوفد المصرى فى اللجنة العسكرية المشتركة واسم المؤرخ المصرى يونان لبيب رزق وكل أبطال الملحمة .