بقلم : عيسى الجوكم
على مدار شهر كامل استمتع العالم -كل العالم- بمونديال اوروبي ضم 24 فريقا كانت فيه الإثارة والطقوس الغريبة والمفاجآت حاضرة، ولا أعرف لماذا انتابني شعور بأن العالم -كل العالم- نسي همومه وأوجاعه وكل الألم الذي يعتصِرُ في قلوب البشرية من حروبٍ وقتلٍ ودمار.. وأعلن الزعماء والحكماء.. وحتى العصابات هُدنة من أجل متابعة نهائي يورو 2016 بفرنسا؟.
وبعدما انفض السامر الأوروبي سنعود لندور في فلك المحلية، لكن قبلها سيوجه كل منا بوصلته ويحزم حقائبه لأخذ قسط راحة تعد بمثابة استراحة محارب من«هيدك» العمل اليومي، فعالم الصحافة أشغال يومية شاقة تحتاج مع نهاية كل عام لأخذ إجازة لتجديد الدماء وبدء انطلاقة جديدة مع بداية الموسم الرياضي.
السياحة والرياضة مرتبطان ببعضهما البعض فبعد انتهاء الجمهور من متابعة مباريات اليورو، سيحولون البوصلة للسياحة، وكل منهم سيبحث عن وجهة خارجية لقضاء إجازته، مع العلم بأن مقومات السياحة متوافرة بشكل واضح في المنطقة الشرقية، فثمة شواطئ ممتدة في العديد من محافظاتها ومدنها…
وثمة صحارٍ واسعة وسهول خلابة لقضاء افضل الاوقات الماتعة في سائر فصول السنة، وثمة واحات زراعية في العديد من محافظات المنطقة خصوصا محافظتي الاحساء والقطيف، وهنا تبرز الادوار التي لا بد ان يضطلع بها رجالات الاعمال في المملكة لاستغلال هذه المقومات البحرية والصحراوية والزراعية في العديد من المشروعات السياحية المثمرة، والدراسات الاقتصادية التي تمت تؤكد جدوى الاستثمار في المجال السياحي في المنطقة الشرقية، فهناك العديد من المشروعات التي يمكن استثمارها في مجالات سياحية عديدة كإقامة القرى السياحية والمنتزهات ومدن الالعاب والفنادق والشاليهات وغيرها من المشروعات الرابحة، وقد وضعت الدولة البنى التحتية لإقامة مشروعات سياحية هامة كتعبيد الطرق على سبيل المثال لا الحصر.
يبقى الدور منوطا بالقطاع الاهلي الذي بإمكانه ان يقتطع جزءا من ماله لاستثماره في العديد من المشروعات السياحية المثمرة، وأركز هنا على أدوار القطاع الاهلي الذي بإمكانه القيام بها لعلمي يقينا بأن رجالات الاعمال بالمملكة بإمكانهم ان يبذلوا قصارى جهودهم في هذا السبيل، فاهتمام الدولة كبير بالشأن السياحي وليس أدل على ذلك من إنشائها هيئة عليا تختص بالشؤون السياحية، وقد اعلن المسؤولون مرارا وتكرارا استعدادهم لتذليل كافة الصعوبات والعقبات التي قد تقف حجر عثرة امام اي مستثمر في المجال السياحي.
هذه فرصة سانحة ليشمر أصحاب رؤوس الاموال الوطنية عن سواعدهم ويبدأوا في عمل فعلي للاستثمار في مجال السياحة، وانا واثق ان عليهم تقع أعباء كبيرة للنهوض بالسياحة الوطنية، والنظرة المتأنية والفاحصة الى المشروعات السياحية في الدول القريبة والبعيدة تؤكد بما لا يقبل الشك ان رؤوس الاموال فيها تحركت في هذا المجال فأعطى اصحابها الكثير واستعادوا الكثير مما بذلوه في تلك المشروعات الرابحة، فهل يعي رجالات أعمالنا أهمية أدوارهم تلك؟
عموما الهيئات والدوائر الحكومية استعدت جيدا لمواصلة النجاحات السابقة في برامج وأنشطة العيد، خاصة كورنيشي الدمام والخبر اللذين يشهدان آلافا من الزوار يوميا.
نقلا عن اليوم