الشيخة مى: بفضل النّشاط الثّقافيّ أصبحت البحرين مملكة مترامية الأطراف
برلين "المسلة" …. في اختصارٍ لطريقها إلى العالم، وتفعيلاً لحضورها في مصافّ الدّول السّياحيّة، كانت المنامة مدينة السّياحة الآسيويّة 2014م حاضرةً في بورصة برلين للسّياحة الدّوليّة الثّامنة والأربعين التي انطلقت بفعاليّتها يوم الأربعاء الماضي في العاصمة الألمانيّة برلين، إذ شاركت وزيرة الثّقافة الشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة في هذه البورصة التي تُعدّ سوق السّفر والسّياحة الأكبر على مستوى العالم، وذلك بحضور العديد من الشّخصيّات الدّبلوماسيّة والاقتصاديّة، خبراء السّياحة والسّفر، كبار المستثمرين ورجال الأعمال وغيرهم. وشاركت معاليها خلال انعقاد الجلسات بعرض تقديميّ يتناول الحِراك الثّقافيّ السّياحيّ في المملكة، ويقدّم المنامة مدينة السّياحة الآسيويّة كوجهة سياحيّة فريدة في المنطقة.
وأكّدت وزيرة الثّقافة أنّ المقوّمات الطّبيعيّة والتّاريخيّة في البحرين شكّلت إرثًا إنسانيًّا عميقًا، قائلةً: (عندما نعود إلى حضارة تايلوس ومن قبلها دلمون، نجد أنّ المكتشفات الأثريّة تشكّل النّقطة الأساسيّة التي ترتكز عليها البحرين في قراءة حضاراتها، إذ تعود دلمون إلى ما يقارب 5 آلاف عام. وعلى مثل هذا الموروث الإنسانيّ نؤسّس حضاراتنا اللاّحقة، ما يتّصل بها وما ينقل للأجيال القادمة خصوصية هذه الجزيرة واختلافها عن مواقع دول الخليج العربيّ الأخرى. واستعرضت في حديثها كلًّا من موقع قلعة البحرين ومشروع طريق اللّؤلؤ المُدرَجين على قائمة التّراث الإنسانيّ العالميّة، مبيّنةً: (نعلم أنّ المواقع المدرجة في قائمة التّراث تشكّل جذبًا للسّياحة التّراثيّة والثّقافيّة، وتسجيلها على قائمة التّراث الإنسانيّ العالميّ يمكّننا من تقديمها كوجهة سياحيّة للعالم).
كما أشارت في الحديث إلى دور متاحف البحرين في المنطقة، معربةً عن اعتزازها وفخرها بخصوصيّة تلك المتاحف وفرادتها في مواضيعها، إذ تقدّم ما يتّصل بتاريخ البحرين وما وُجِد في أرضها دون التّوجّه لاستملاك تاريخ وقطع دول أخرى. ومن خلال العرض، ركّزت معاليها على التّاريخ الإنسانيّ الاقتصاديّ في المنطقة الذي تلخّصه حقب الغوص واللّؤلؤ، مشيرةً إلى أنّ الممارسات الاقتصاديّة في هذا الحقل شكّلت هويّة المنطقة، وتركت بآثارها على تركيبة المكان والإنسان معًا.
وإلى جانب السّياحة التّراثيّة، أشارت معالي وزيرة الثّقافة إلى السّياحة الرّياضيّة التي تشكّل الاهتمام العالميّ، والتي تتقاسم فيها تجربة مغايرة مع ألمانيا، وأوضحت: (نحتفل الآن في البحرين بمرور 10 سنوات على الدّورة الأولى لانطلاق سباق السّيّارات الفورمولا 1، والذي جذب عددًا ضخمًا من المهتمّين بالسّياحة الرّياضيّة)، وأردفت: (المنامة عاصمة السّياحة العربيّة 2013م، اهتمّت في فصولها بالعديد من التّوجّهات السّياحيّة، من ضمنها السّياحة الرّياضيّة، في تكريسٍ لسياق جديد للسّياحة في البحرين). كما استعرضت معاليها الاهتمام الثّقافيّ السّياحيّ وتأسيس بنية تحتيّة ثقافيّة مشتركة تستند عليها المنطقة العربيّة، قائلةً: (نفخر أنّنا في المنامة عاصمة الثّقافة العربيّة 2012م شهدنا تدشين مسرح البحرين الوطنيّ الذي أثرى تجربة البحرين الثّقافيّة واستقطب إلينا العالم في العديد من الحفلات الفنّيّة والموسيقيّة)، مضيفةً لـ بنا: (لا شكّ أنّ الأنشطة الثّقافيّة تستقطب السّيّاح إلينا، ونطمح في البحرين أنّها تجذب الباحث عن سياحة نوعيّة من أوروبا والعالم)، وأشارت إلى تجربة عذا العام في المنامة مدينة السّياحة الآسيويّة مبيّنةً أنّ مسرح البحرين الوطنيّ يستقبل القارّة الآسيويّة من خلال فنون من الصّين وكوريا، إلى جانب معرض البحرين الوطنيّ الذي يشهد في الوقت الحاليّ إقامة معرض الماكي اليابانيّ ومعرض خمسمئة عامٍ من الخطّ الإسلاميّ لفنون تركيا. وأكّدت: (الثّقافة هي الوسيلة الأولى لتوطيد العلاقات ما بين الأوطان).
كما تناولت الجلسة، استعراضًا لأهميّة الاستثمار في الثّقافة والسّعي إلى تكوين شراكات ما بين القطاعات الحكوميّة والجهات الاستثماريّة الخاصّة التي تثري الحِراك الثّقافيّ السّياحيّة، حيث أشارت معاليها إلى تجربة البحرين الرّائدة التي أنتجت العديد من المشاريع والعمران الثّقافيّ والسّياحيّ. كما قدّمت معاليها فكرةً عن المواسم الثّقافيّة المحليّة ودورها في تعميق التّواصل مع ثقافات وشعوب العالم، مشيرةً: (بفضل استمراريّة الأنشطة الثّقافيّة أصبحت البحرين مملكة مترامية الأطراف، وصار النّشاط الثّقافي يحرّك الكثير من القطاعات الأخرى).
وأردفت: (نسعى لتكون البحرين رائدة في السّياحة النّوعيّة، ونتميّز في البحرين بخصوصيّة ومغايرة في السّياحة الثّقافيّة)، موجّهةً دعوتها للحضور بزيارة البحرين والتّعرّف على حضاراتها وحراكاتها الثّقافيّة والسّياحيّة.