مصر تخسر ملايين الدولارات يومياً لارتفاع الضرائب على تذاكر السفر
القاهرة"المسلة"… رغم توقعات الاتحاد الدولى للنقل الجوى «آياتا» أن تحقق شركات الطيران أرباحا تتجاوز 16 مليار دولار مما يجلعه ثانى أفضل عام على شركات القطاع بعد عام 2010؛ الذى حققت فيه أرباحا بلغت نحو 19 ملياراً إلا أن العديد من التحديات الهائلة لآتزال تقف فى وجه صناعة النقل الجوى والتى يأتى على رأسها ارتفاع قيمة الضرائب والوقود.
ومع زيادة أسعار النفط التى تأججت نيرانها فى الوقت الحالى بسبب حالة الترقب والتخوف من انفجار الأحداث السياسية الجارية على الساحة العالمية والاقليمية، فإن هذا سيكون أحد العوامل السلبية الرئيسية كما تسبب حالة عدم الاستقرار السياسى فى المنطقة تأثيرا ملحوظا ينعكس بشكل واضح على ارتفاع تكاليف التشغيل لشركات الطيران فى المنطقة بشكل عام خاصة فى مصر بما يتطلب من المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء دفع وزراء الحكومة الجديدة للتعاون لايجاد حل سريع لهذه المعضلة.
من جانبه أكد تونى تايلور، رئيس الاتحاد الدولى للنقل الجوى «الآياتا» إن شركات الطيران ستمر بمنحنى مرتفع من تحقيق الأرباح من بداية العام الحالي، موضحا أن ذلك يدعو إلى التفاؤل وسط القطاع، رغم زيادة أسعار وقود الطائرات عالميا التى ارتفعت بنسبة وصلت إلى 54%.
بينما قال محمد هنو نائب رئيس الآياتا للخدمات الأرضية ورئيس مجموعة إيروسرفيسس لخدمات الطيران لـ«روزاليوسف»: إن المؤشرات الخاصة بسوق النقل الجوى الصادرة عن المنظمات الدولية المتخصصة تمنح شركات الطيران فرصة لقراءة الأسواق والتحرك على أساس مؤشرات النمو والطلب على الحركة الجوية، استجابة للطلب المتزايد على السفر بالطائرة فى العالم إلى جانب التحرك الرسمى للعديد من الدول والمنظمات لدعم كل الخطوات التى تساعد فى توسيع شبكة النقل الجوى بين الدول، ومن ذلك تفعيل التحالفات الدولية بين الشركات إلى جانب التحلل من القيود التى كانت مفروضة على شركات الطيران.
وتوقع هنو أن تشهد المنطقة العربية تحسنا فى سوق النقل الجوى بعد تجاوز الأزمات السياسية التى أثرت على حركة الطيران فى المنطقة، لافتا إلى أن أسعار الوقود تظل التحدى الأكبر أمام الشركات، إذ من الصعب أن يتوقع القائمون على اعداد الخطط التشغيلية سقفا محددا للأسعار.
من ناحيته أكد يسرى عبد الوهاب نائب رئيس الاتحاد المصرى للنقل الجوى ورئيس شركة النيل للطيران أن ارتفاع قيمة الضرائب على تذاكر الطيران فى مصر يعيق الحركة السياحية الوافدة حيث تتجاوز قيمتها فى بعض الأحيان القيمة الفعلية لأصل القيمة الفعلية الصافية لتذكرة السفر.
بما لا يساند قطاع الطيران المصرى فى دعم الاقتصاد القومى حيث تحد الأسعار المرتفعة لتذاكر السفر من قدرة جميع شركات الطيران المصرية على منافسة مثيلاتها العالمية فى ظل استحواذ الثانية على النسبة الغالبة من حجم سوق السفر نظرا لانخفاض أسعار التذاكر على رحلاتها.
وأضاف بحسب روزاليوسف أن ذلك يمنح فرصا ذهبية لشركات الطيران الأجنبية لحصد ملايين الدولارات من المسافرين القادمين لمصر، حيث تقدم أغلب الخطوط الأجنبية أسعارا مخفضة مستغلة ارتفاع أسعار الطيران فى مصر سواء الخارجى أو الداخلي، كما يقبل منظمو الرحلات الأجانب على التعاقد مع الخطوط الأجنبية للاستفادة من فروق الأسعار، بما يضيّع على مصر ملايين الدولارات يومياً من الأفواج السياحية القادمة إلينا.
يذكر أن المنظمة الدولية للطيران المدنى «الإيكاو» توقعت أن يصل عدد المسافرين إلى ستة مليارات راكب سنويا بحلول عام 2030 مما يتطلب مضاعفة الجهود من سلطات الطيران فى العالم لمواجهة الأعداد الكبيرة من المسافرين، عبر إتاحة المنافسة العادلة وتوسيع التعاون الدولي للتغلب على التحديات التي يواجهها القطاع.