زعزوع يبحث مع مسئول الشرق الأوسط بالخارجية الألمانية طلب مراجعة تحذير السفر لمصر
برلين "المسلة" وليد عبدالرحمن … التقى وزير السياحة هشام زعزوع بالدكتور كلايمنس فون جوتيز / Clemens von Goetze، السفير بوزارة الخارجية الألمانية ومدير منطقة أفريقيا وأسيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط بالوزارة لبحث تحذير السفر الالمانى الذى صدر مؤخرا .
وأعرب زعزوع للمسئول الألمانى رفيع المستوى عن دهشة الجانب المصرى من حدة التحذير الذى أصدرته الحكومة الألمانية والذى أدى إلى وجود حالة من الذعر لدى شركات السياحة التى قامت على الفور بإجلاء سائحيها من شرم الشيخ وهو الأمر الذى كان له إنعكاساً سلبياً بالغاً على القطاع السياحى المصرى وتسبب فى قيام 11 دولة أوروبية بإصدار تحذيرات سفر لمواطنيها بخصوص مصر أو رفع درجة التحذيرات السابق إصدارها.
وأكد تفهمه لموقف الحكومة الألمانية من إصدار تحذير السفر حرصاً على سلامة مواطنيها، غير أنه جاء فى توقيت حرج للغاية تزامن مع إستعداد القطاع السياحى المصرى للمشاركة المكثفة فى فعاليات بورصة برلين الدولية للسياحة والسفر ITB، كما أن التحذير جاء بشكل مفاجئ وقبل أن يتم الإعلان عن خطط الحكومة المصرية الجديدة لتأمين المناطق السياحية والسائحين.
وشدد الوزير على أنه لا توجد دولة فى العالم بمنآى عن وقوع الهجمات الإرهابية وأدان توجيه أية ضربات إرهابية ضد السائحين الأمنين، وأن تأمين السائحين من مختلف الجنسيات هو الأولوية الأولى للحكومة المصرية، مشيرا إلى زيارته إلى مدينتى شرم الشيخ وطابا عقب وقوع الحادث الإرهابى الغاشم فى طابا بهدف مراجعة الإجراءات الأمنية المطبقة فى المدينتين السياحيتين .
وأشار إلى الزيارة التى قام بها برفقة اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية لطابا فى أعقاب صدور البيان المنسوب لجماعة أنصار بيت المقدس بإعتزامها إستهداف السائحين عند تواجدهم فى مصر ومنحهم مهلة لمغادرة البلاد ، مشددا على التنسيق المستمر بين وزارتى السياحة والداخلية لتفعيل الخطط الأمنية المستحدثة فى المقاصد السياحية فى مصر .
وأشار إلى تضافر كافة الجهود لإحكام الرقابة الأمنية على مداخل ومخارج مدينة شرم الشيخ لمنع تسلل أى عناصر إرهابية حيث تقوم القوات التابعة لوزارة الداخلية بإجراء التأمين داخل المدينة بينما تقوم قوات الجيش بتأمين الظهير الصحراوى.
وفيما يتعلق بالخطط الأمنية المقرر تطبيقها فى أهم المدن السياحية المصرية وعلى رأسها شرم الشيخ، قال الوزير أن الخطة تتضمن تكثيف الإجراءات التأمينية بالمطارات وتركيب المزيد من كاميرات المراقبة وإستخدام أجهزة عالية التقنية للكشف عن المتفجرات بكافة أنواعها، وتدريب العمالة فى المجال السياحى بشكل مكثف على التعامل الأمنى ،مؤكدا أنه جارى العمل على توفير التمويل المالى اللازم لتطبيق تلك المنظومة الأمنية المحكمة.
وأشار الوزير إلى الزيارة التى قام بها مؤخراً وفد أمنى بريطانى إلى مدينة شرم الشيخ حيث التقى الوزير بأعضاء الوفد وقام بشرح الأوضاع الأمنية وإطلاعهم على التدابير الأمنية المطبقة، وقد أشاد أعضاء الوفد بنهاية الزيارة بالإجراءات الأمنية فى منطقة جنوب سيناء وتحديداً فى شرم الشيخ، وأبرز الوزير أن المملكة المتحدة لم تغير من مستوى تحذير السفر لمصر ولم تقم بإصدار تحذير لمواطنيها من السفر لشرم الشيخ.
وطلب وزير السياحة من المسئول الالمانى قيام وزارة الخارجية الألمانية بمراجعة تحذير السفر الأخير الصادر عنها على ان يتم ذلك فى أسرع وقت ممكن وقبل بداية الموسم السياحى الصيفى الذى أصبح على الأبواب وموسم أجازات عيد الفصح فى أوروبا التى تعتبر المصدر الرئيسى للحركة السياحية الوافدة إلى مصر بنصيب 73% .
كما طلب الوزير من المسئول الألمانى أن ينقل دعوته للجهات الأمنية الألمانية المعنية لإيفاد وفد يمثلها من الخبراء الأمنيين – بأسرع وقت ممكن – لزيارة مدينة شرم الشيخ للوقوف على أرض الواقع على حقيقة الأوضاع الأمنية المستقرة فى المدينة والتعرف على التدابير الأمنية المطبقة والتأكد من أمن وسلامة السائحين هما من أهم أولويات الحكومة المصرية الجديدة التى تتسم بالدقة فى الأداء والسرعة فى الإنجاز وتساند صناعة السياحة إلى أقصى الدرجات.
واستعرض الوزير التطورات التى واجهها المشهد السياسى فى مصر منذ أحداث 30 يونيو 2013 التى عبرت عن إرادة الشعب وعن جهود القيادة السياسية والحكومة لتوحيد الصف وتخطى الخلافات، وتحدث عن مرور مصر حالياً بمرحلة دقيقة من تاريخها تشهد إتباعها للنهج السليم من خلال تنفيذ خارطة الطريق والتحول نحو المسار الديمقراطى الذى يحقق التنمية الإجتماعية والإقتصادية للشعب المصرى.
وأضاف الوزير أن أولى مراحل تنفيذ خارطة الطريق قد تمت بالإستفتاء على الدستور وان المرحلة القادمة سوف تشهد المزيد من الإستقرار فى البلاد مع إجراء الإنتخابات الرئاسية فى القريب العاجل.
وأكد أن مصر تتحرك نحو مرحلة جديدة تحتاج فيها إلى مساندة المجتمع الدولى ودعمه لإعادة بناء الإقتصاد،مشددا على أهمية صناعة السياحة بالنسبة للإقتصاد المصرى وأن السياحة تمثل 11.3% من إجمالى الناتج الإجمالى المحلى فى البلاد .
كما أبرز الوزير المكانة المتقدمة التى احتلتها الحركة السياحية الوافدة من ألمانيا إلى مصر خلال السنوات الماضية حيث أحتلت المانيا المركز الثانى لعدة سنوات متتالية بالنسبة لعدد السائحين الوافدين وعدد الليالى السياحية التى قضوها فى البلاد. واعرب وزير السياحة عن رغبة الوزارة فى إستمرار وتعزيز التعاون مع شركاء المهنة فى السوق الألمانية من منظمى رحلات – مثل TUI و Thomas Cook- ومن شركات طيران وخلافه.
من جانبه أعرب المسئول الالمانى / Clemens von Goetze أن ألمانيا تدرك أن لديها إلتزاماً لمساندة الإقتصاد المصرى من خلال دعم صناعة السياحة، وأن وزارة الخارجية الألمانية تعى تماماً مدى ولع الألمان بمصر وبزيارتها، لذا، وفى إستجابة سريعة لطلب وزير السياحة .
ووعد / Clemens von Goetze بتلبية الدعوة الخاصة بزيارة الوفد الأمنى الألمانى إلى مصر وبمراجعة التحذير الخاص بالسفر إليها فى أقرب فرصة ممكنة وذلك على ضوء متابعة وزارة الخارجية للمعلومات التى سترد لاحقا للجهات الأمنية الألمانية المعنية.
وأعرب المسئول الألمانى عن امنياته وامنيات بلاده التوفيق لمصر وأمله فى أن تتحقق إرادة الشعب المصرى الحرة فى تنفيذ خارطة الطريق للمستقبل.