القـطامـين يـشـدد علـى تسـويـق واستغلال المخزون السياحي في الاردن
مادبا " المسلة " … رعى وزير العمل والسياحة نضال القطامين بحضور السفير الايطالي ومديرة بعثة الوكالة الامريكية للتنمية الدولية بيث بيج ومحافظ مادبا سعد شهاب وامين عام وزارة السياحة عيسى قموه تخريج 44 طالبا وطالبة من خريجي معهد مادبا لفن الفسيفساء والترميم في قاعة بلدية مادبا الكبرى .
وقال القطامين ان عدد الخريجين من الاناث ضعف عدد الذكور ولعل ذلك اشارة الى ان الاناث قد بدان بالانعتاق من قيود ثقيلة ابقت مايتمتعن به من تميز وذكاء وخبرة حبيسة دون منفعة الوطن والمجتمع . وقال القطامين ان فكرة انشاء معهد فن الفسيفساء والترميم لان يكون مركزا اقليميا ووحيدا في الشرق الاوسط لانتاج وترميم الفسيفساء في اطار مشروع تعاون مشترك بين الحكومة الاردنية والحكومة الايطاليه والوكالة الامريكية للانماء الدولي عام 2007 حرصا على ان ننقل هذا الارث الحضاري ومايحويه من رسائل سلام ومحبة وود وعيش مشترك الى الاجيال القادمة وبيان مايزخر به الاردن من منتج ارث حضاري وفريد ومتنوع . وقال القطامين ان المعهد نقطة مضيئة في انجازات جلالة الملك عبدالله الثاني ، لافتا الى ان النية تتجه لارسال صندوق التشغيل لمنح الطلبة الخريجين قروض بصورة فردية او قروض جماعية من اجل فتح مشروع لهم .
واضاف القطامين ان اختيار مدينة مادبا لتكون نواة لهذا المعهد باعتبارها من المدن الهامة على خريطة السياحة المحلية والعالمية ولاحتوائها على كنوز اثرية لحضارات متعاقبة مرت على هذه المنطقة وتميزت المحافظة بهذا الفن العريق الذي عكس ازدهار الحضارات ومن ابرز كنوزها خريطة الفسيفساء التي تعتبر اقدم خريطة جفرافية فسيفسائية في العالم وهي الخريطة الاكثر دقة قبل ظهور نظام الخرائط في القرن التاسع عشر.
واشار الى ان وزارة السياحة قامت بتوفير 25 فرصة دراسية لطلبة من مختلف المحافظات وعلى حساب صندوق التدريب والتشغيل المهني لينطلقوا الى سوق العمل بمحافظاتهم .
فيما قال مدير المعهد احمد العمايره ان المعهد تاسس عام 1992 بمبادرة من الحكومية الاردنية بالتعاون مع الحكومة الايطالية وفي عام 2007 اصبح معهدا لفن الفسيفساء ويمنح شهادة الدبلوم ، لافتا الى ان تكلفة بناء المعهد تبلغ مليونا و360 الف دينار . السفير الايطالي قال ان الحكومة الايطالية فخورة بهذا المعهد الذي اكتسب سمعة كبيرة واستقطب الطلاب من جميع ابناء الاردن وقال ان المعهد يخضع لتوسعة من الوكالة الدولية والحكومة الايطالية لرفع الاستيعاب الى 3 اضعاف .وفي نهاية الاحتفال سلم الوزير الشهادات على الخريجين .
وكان القطامين رعى امس الاول افتتاح مهرجان ومؤتمر الفسيفساء الاول تحت شعار (الفسيفساء ذاكرة أمة) في جامعة الشرق الاوسط، بحضور رئيس مجلس أمناء الجامعة يعقوب ناصر الدين ، والذي قال ان الوزارة «أخذت على عاتقها دمج السياحة بالعمل لغايات ايجاد فرص عمل خصوصا إذا علمنا أن نسبة التشغيل في القطاع السياحي لا تتجاوز الـ6% من نسبة التشغيل العام في المملكة، ما يجعل هدفنا رفع هذه النسبة إلى مستوى متقدم قد تصل لـ 16 %».
وأكد القطامين أن المخزون السياحي الذي تزخر به المملكة «لم يستغل أو يسوق بالشكل الذي ينعكس على تنشيط السياحة ورفع مساهمتها في الاقتصاد والتشغيل». وتابع إن الوزارة تعمل الان على ايجاد مسارات بمحطات للمواقع السياحية لغايات استقطاب السياح الاجانب، لربط المواقع السياحية بالاثرية وتحديدا في مجال السياحة الدينية حيث تتوفر في المملكة أكبر نسبة من المقامات في العالم ، مقابل عدد كبير ومرتفع من الكنائس حيث تصل النسبة لـ85 % من المواقع السياحية الدينية والبقية في فلسطين».
من جهته عرض رئيس مجلس أمناء الجامعة يعقوب ناصر الدين للقيمة الحقيقة للمؤتمر والمتمثلة بشعاره (الفسيفساء ذاكرة أمة) والذي يؤشر لقدرة الانسان على التعبير عن زمنه وحاجاته «. وقال عميد معهد فن الفسيفساء والترميم في مأدبا أحمد العمايرة ان فكرة إنشاء معهد فن الفسيفساء والترميم في مشروع تعاون مشترك بين الحكومة الأردنية والحكومة الإيطالية والوكالة الأمريكية للإنماء الدولي ( USAID ) جاءت ليكون مركزا إقليمياً ووحيداً في الشرق الأوسط لإنتاج وترميم الفسيفساء «.
وفي هذا الصدد، وقعت مذكرة تفاهم بين الجامعة ممثلة بمركز يعقوب ناصر الدين لاحياء التراث، ووزارة السياحة ممثلة بمعهد فن الفسيفساء والترميم مأدبا بهدف ربط أهداف التنمية المستدامة والتراثية والحضارية بالفرص الاقتصادية المجدية التي تعود بالنفع على المجتمعات المحلية وتطوير المنتج السياحي والترويج للاسواق السياحية وتوفير الادارة المثلى في المواقع التراثية والطبيعية والحضارية. وافتتح على هامش المؤتمر معرض لشركات وجمعيات متخصصة في منتوجات البحر الميت والمشغولات الفسيفسائية، فضلا عن مؤلفات متخصصة في السياحة وهي عبارة عن اصدارات لطلبة الجامعة واعضاء هيئة التدريس في موضوعات تتعلق بصيانة وحماية الفسيفساء والجغرافيا السياحية.