الأردن يسعى لاستقطاب سياحة دينية لتعويض التراجع في الحجوزات الأوروبية
عمان "المسلة"… قال مسوؤل كبير في قطاع السياحة الأردني إن بلاده تتوقع استقطاب أعداد أكبر من السياح القادمين للمواقع المسيحية والاسلامية البارزة مع تزايد أهمية السياحة الدينية لتعويض تضرر السياحة القادمة من أوروبا بسبب أحداث مصر وسوريا بشكل رئيسي.
وأضاف سمير الدربي رئيس وكلاء السياحة والسفر في مقابلة مع رويترز أن القائمين على صناعة السياحة يرون الان آفاقا واسعة لتطوير السياحة الدينية في بلد يتمتع بوجود آلاف المواقع الأثرية ومواقع إسلامية بارزة من مقامات الأنبياء والصحابة وأخرى مسيحية بارزة كالمغطس على نهر الأردن ومقام النبي موسى.
وقال الدربي لـ رويترز الذي رافق العاهل الأردني في جولة أخيرة لأندونيسيا إن الاردن يسعى للتركيز على دول ذات أغلبية مسلمة مثل اندونيسيا وماليزيا وأخرى مسيحية كالهند والتي تعتبر أسواقا واعدة لجلب السياح ليس فقط لزيارة الأردن لكن أيضا للذهاب الى الاراضي الفلسطينية لزيارة المسجد الاقصي وكنيسة القيامة.
وأضاف الدربي إن "السياح من أسواق شرق آسيا وشمال أفريقيا يرغبون بزيارة المقامات المنتشرة في المملكة."
وقال إن جمعية وكلاء السفر في الاردن تتفاوض مع السلطات الاردنية تبسيط اجراءات دخول السياح وفتح خطوط مباشرة لتشجيع السياحة والسفر.
وذكر الدربي أن الكثيرين يعلقون آمالا واسعة على زيارة متوقعة لبابا الفاتيكان في مايو أيار المقبل لموقع المغطس الذى تعمد فيه المسيح وهي زيارة من شأنها ان تجلب الاف الحجاج من مسيحيي سوريا ولبنان ومصر.
وقال "لذلك نتوقع أن يزداد عدد السياح القادمين للمملكة قبل وخلال وبعد زيارة البابا أي منذ ابريل وحتى سبتمبر المقبل."
وأشار إلى أن مسؤولين في السياحة الفلسطينية سيزورون الأردن قريبا للاتفاق على برامج مشتركة بين البلدين للاستفادة من هذه السياحة.
وقال الدربي إن التوتر في كل من سوريا ومصر لازال يعوق تعافي السياحة رغم مؤشرات على تحسن طفيف عن العام الماضي في أعداد الحجوزات التى باتت تقتصر على قريبة المدى وليس بعيدة المدى والتي يخطط لها قبل أكثر من عام.
وتراجعت ايرادات القطاع السياحي منذ اندلاع اضطرابات المنطقة في 2011 . ويشكل القطاع 13 بالمئة في الناتج المحلي الاجمالي للأردن ويعد مصدرا رئيسيا للعملة الصعبة التي تعتمد عليها البلاد في دعم ميزان المدفوعات.
وأضاف "الأردن لم يستفد من اضطرابات المنطقة على عكس التوقعات إذ تم شموله بالأحداث السياسية المتوترة المحيطة… فأي حادث يحصل في تركيا إلى اليمن مرورا بشمال افريقيا يؤثر علينا سياحيا."
وأشار إلى عوامل أخرى تؤثر سلبا على السياحة وهي ارتفاع الأسعار والضرائب محليا مثل تكلفة الإيواء الفندقي وفاتورة الكهرباء مما يقلل من فرصة منافسة الأردن لمقاصد سياحية مجاورة أقل كلفة.