«فيد التاريخية» تتطلع إلى مواقع التراث العمراني لـ «يونسكو»
حائل " المسلة " … تتطلع مدينة فيد التاريخية إلى إيجاد موقع لها ضمن مواقع التراث العمراني التي تتبع لمنظمة يونسكو، من خلال تبني المجلس البلدي للمدينة مبادرة للانضمام لعضوية "يونسكو" لمواقع التراث العالمي، وهي معالم تقوم لجنة التراث العالمي في "يونسكو" بترشيحها ليتم إدراجها ضمن برنامج مواقع التراث الدولية التي تديرها المنظمة الدولية.
وأكد عبد الله الحمضاوي رئيس المجلس البلدي في مدينة فيد، استعداد الأهالي والمجلس البلدي لبذل ما في وسعهم لتحقيق المستوى الذي يطمحون إلى الوصول إليه من العناية بآثار المدينة التاريخية وتقديمها للزوار بنمط سياحي راقٍ. واستعرضت جلسة المجلس البلدي لمدينة فيد الأخيرة، الخطط السياحية وعرض المقترحات حول مستقبل المدينة السياحي، ومدى إمكانية المساهمة في إنشاء مهبط للطائرات، حسب رؤية هيئة السياحة والآثار، بالتعاون مع هيئة الطيران المدني لخدمة السياح والزوار مستقبلاً.
وأشار الحمضاوي خلال الجلسة إلى الرغبة الملحة في ترميم المباني الطينية وحمايتها باعتبارها جزءاً أصيلاً ومهماً من التراث العمراني، وتنمية الحرف اليدوية، وإنشاء مكتب معلومات سياحي ومعرض للتصوير الضوئي، فضلاً عن إعادة الزخم السياحي لمواقع أثرية وطبيعية تابعة لمدينة فيد، من خلال إيصال الطريق المعبد لها وتنميتها للإسهام في تنشيط حركة السياحة الداخلية في المنطقة.
وأوضح مبارك السلامة المدير التنفيذي لفرع هيئة السياحة والآثار في منطقة حائل، أن مدينة فيد التاريخية ستحظى بمهرجان درب زبيدة التاريخي خلال نوفمبر المقبل، الذي تمت الموافقة عليه من هيئة السياحة والآثار بمشاركة عدة جهات حكومية. وأضاف أن متحف عبد اللطيف جميل سيتم إنشاؤه قريباً في مدينة فيد كخطوة جديدة متقدمة في مضمار تطور المدينة على الصعيد السياحي، ومنحها دفعة مستقبلية لتحقيق الازدهار السياحي فيها، وإتاحة فرص عمل مناسبة، وفرص استثمارية واقتصادية.
وتقع بلدة «فيد» إلى الجنوب الشرقي من منطقة حائل، حيث تبعد عنها بنحو 120 كيلومترًا وبنحو 160 كيلومترًا من القصيم، وذلك للزائر السالك طريق (حائل ــ القصيم ــ الرياض) السريع باتجاه الغرب وتبعد عنه ثلاثة كيلومترات، وتقع بين خط الطول 42.31.01 ودائرة العرض 27.06.45.
وتعدّ "فيد" أحد المواقع الأثرية التاريخية المميزة في منطقة حائل، وذلك لما تكتنزه من مخزون أثري كبير، وما تحويه من آثار كثيرة، من أبرزها قصر خراش الأثري، والمدينة السكنية، البرك والآبار والقنوات المائية، وتتركز الآثار الباقية لبلدة فيد القديمة شمال المدينة الحديثة بمسافة 1.5 كيلومتر، وتصل مساحة الموقع الأثري بما يزيد على 1.5 كيلومتر طولاً ومثله عرضًا. وتعدّ من المدن التاريخية والأثرية المليئة بمشاهد العصور التاريخية القديمة، ويرتادها السياح والمهتمون بالآثار، فهي مدينة مختلفة تحمل قيمة سياحية وأثرية كبيرة.
ومن أهمّ معالم مدينة فيد الأثرية «الحصن» أو ما يسميه العامة قصر خراش، وهو أكبر قصر على طريق الحج ابتداء من العراق ومرورًا بفيد إلى أن تصل إلى مكة، ويتكون الحصن من سورين خارجي يتكون من أبراج المراقبة، وقد روعي في إنشائه اشتماله على عوامل دفاعيّة، والتصميم الداخلي محصن أيضًا بعدد من الأبراج تقع في وسطها قلعة الحصن التي تعدّ من القلاع المنيعة، الحصن كان يتصدى للأخطار التي تتعرض لها مدينة فيد، ويعد السد المنيع الذي يقف في وجه من يريد مكروهًا بالحجاج أو بالمدينة، وكان يقطن هذا الحصن من يعرف بأمير الحج آنذاك.
