Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

المواقع التاريخية بالسعودية.. كنوز تنتظر سياحة الآثار

المواقع التاريخية بالسعودية.. كنوز تنتظر سياحة الآثار

جدة "المسلة"… نسمع كثيرا عن المتاحف والآثار المنتشرة بين دول العالم يزورها السياح وقد تكون من أهم مصادر الاستثمار في تلك الدول أو ما يعرف بسياحة الآثار، ونحن في المملكة نمتلك الكثير من هذه المتاحف والآثار ولكن ينقصها لفتة جادة من قبل المسئولين في هيئة السياحة، بالاضافة الى وجود ضعف في ثقافة المجتمع تجاه التعامل هذه الآثار، وليس هناك ما يشجع على اقامة مهرجانات عريقة لعرض هذه الآثار على الرغم من أن المملكة تحتوي على عدد من المواقع الاثرية التي تنتمي الى حضارات مختلفة، فعلى سبيل المثال هناك مواقع العصور الحجرية القديمة مثل الشويحطية بالقرب من الجوف والتي استوطنها الانسان قبل مليون سنة من الوقت الحالي وفي الدوادمي ظهرت دلائل الاستيطان الى ما قبل 250 الف سنة من الوقت الحالي.

في البداية تحدث الدكتور عوض بن علي الزهراني مدير عام المتاحف بالهيئة العامة للسياحة والاثار قائلا: هناك بعض المواقع تعرضت للتدمير بسبب القدم واحيانا بسبب العوامل الطبيعية والمناخية او بسبب تعدي الانسان عليها وخاصة ان بعضها يقع داخل محيط المدن الحديثة، وأبان الدكتور عوض أن سياحة الآثار هي ثقافة مجتمعية ولكن لا نشجع مثل هذه السياحة في الوقت الحاضر، لان المواقع الاثرية تحتاج الى تأهيل يجعلها قابلة لاستقبال الزوار، وهذا قد يتطلب منا القيام بأعمال ميدانية كبيرة لتأهيل تلك المواقع.

وعن عدم وجود برامج واضحة وشركات متخصصة في تنظيم البرامج الخاصة بالراغبين في زيارة الآثار قال الزهراني: الحقيقة انه يوجد لدينا بعض الشركات التي تقوم بتنظيم زيارات لعدد من المواقع التي تعد جاهزة الى حد ما، ومن يزر العلا ومدائن صالح فسوف يلاحظ ذلك من خلال الوفود السياحية التي تفد الى المكان، وان كانت غير كبيرة في كل منطقة من مناطق المملكة، وهناك برامج سياحية متنوعة ويمكن للمهتم التواصل مع الجهة المسؤولة عن هذه البرامج في الهيئة العامة للسياحة والآثار لمعرفة وقت ومكان كل فعالية من الفعاليات.

وعن مشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري قال الدكتور عوض الزهراني: مشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري هو نقلة نوعية في خدمة السياحة في المملكة من خلال ما يحتويه من مشاريع متنوعة تصب في خدمة السياحة.

وعن خطة تفعيل وافتتاح متاحف جذابة اوضح الدكتور عوض أنه من ضمن البرامج التي يحتويها مشروع الملك عبدالله للتراث الحضاري انشاء متاحف في كل منطقة ومحافظة، ويسعى قطاع الاثار والمتاحف الى جعل تلك المتاحف مراكز ثقافية وسياحية تعمل وفق احدث الاساليب، وسوف يتم العرض بأسلوب مشوق وانتقاء لمواضيع جذابة تقدم المعلومة الاثرية من خلالها.

وعن كيفية الاستفادة من المتاحف الخاصة قال الدكتور عوض الزهراني: المتاحف الخاصة يملكها اشخاص وتشرف عليها الهيئة بغرض تنظيمها، وتقديم الدعم الفني لها وهي تساهم في البرامج السياحية ضمن منظومة من البرامج في كل منطقة، وتهتم تلك المتاحف بعرض التراث الشعبي والمحافظة عليه، وتضع الهيئة خططا للارتقاء بتلك المتاحف وأصحابها للرقي بمنتجهم من خلال عمل دورات تدريبية لهم وإطلاعهم على الخبرات الخارجية وتقديم ما يمكن من عون لهم.

وفي رده على سؤال: لماذا لا يوجد لدى المواطن اهتمام بالتعرف على الآثار وزيارتها؟ قال الدكتور الزهراني: الاهتمام بالآثار وزيارتها من المواطنين كان محدوداً، اما الآن فقد اصبح المواطن اكثر وعياً من قبل وتقوم الهيئة ببث برامج تهدف للتعريف بآثار وحضارة هذه البلاد وكيفية المحافظة عليها باعتبار المواطن الحامي الاول لهذه الثروة بعد الله «سبحانه وتعالى».

ويقول المستثمر السياحي سعيد عسيري عضو لجنة السياحة الوطنية: لا أعتقد أنه لا يوجد سياحة للآثار لكن المشكلة قد تكمن في منظمي الرحلات، فهم عيون الوطن ومرشد السياحة الأول، وقد يفتقدون الخبرة بشكل محترف في ثقافة تركيب البرامج وترغيب السائح لزيارة تلك المواقع والتغني بها، فالسائح يعتبر وكالة أنباء متنقلة تسوق أكثر من برامج الدولة بذاتها، واليوم لدينا كنوز أثرية غنية بتاريخ عريق وإلى وقت قريب كانت هناك أماكن اثرية ذات بعد تنموي سياحي كبير مثل مدائن صالح والأخدود وأماكن لازالت تحت الرمال مثال ارم لقوم عاد التي لم يخلق مثلها في البلاد، والسؤال الذي يطرح نفسه.. أليست ثروة أخرى حان التنقيب بكثافة عليها، والإفصاح عنها ووضعها على قائمة عجائب الارض، اعتقد أن الخطوة القادمة المطلوبة هي تأسيس شركات متخصصة لإبراز هذه الكنوز بطريقة احترافية خاصة وأن الدولة سوف تدعم تكوين هذه الشركات والإسهام في رأس مالها بصفة عاجلة. وعلى العاملين في قطاع الإرشاد الإسراع في الاندماج وخلق تكتلات جديدة من أجل مستقبل إرشادي سياحي اقتصادي فريد في وقت تعد فيه المملكة وجهة سياحية ذات قيمة وأثر.

ويقول المهندس راشد بن زنان: لابد من تضافر الجهود في هذا المضمار, فنحن نطالب وزارة الثقافة والإعلام بالمساهمة مع هيئة السياحة والآثار وإنشاء قناة متخصصة بالتراث على أن تقوم بتوظيف خريجي الجامعات من كليات الآداب (تخصص آثار) وذلك لأنهم الأقدر على عرض تراثنا بحكم التخصص الدراسي والمعرفي وأيضا الميول التي ستسهم بلا شك في إنتاج مواد إعلامية مصاغة بحرفية أكثر, ونحن بأمس الحاجة أيضا إلى التعريف بتراثنا للجيل الجديد وذلك عبر المناهج الدراسية، لذا أقترح على وزارة التربية والتعليم إدخال الآثار ضمن منهج التاريخ الدراسي، كما على الوزارة أن تتبنى تنظيم رحلات ميدانية إلى المواقع الأثرية بهدف التعريف بها، وللأسف فهناك جهل وقلة وعي بأهمية الآثار ولولا ذلك لما تم العبث بالعديد من الآثار في بعض المواقع الأثرية، لا سيما في شمال المملكة, ونحن لا نزال نحتاج لتثقيف الجيل الجديد بالتراث السعودي، فحتى الآن لا يوجد لدينا من يهتم بهذا التراث ولو أجرينا استبيانا حول المناطق الأثرية في المملكة، لوجدنا أن الإجابات تتمحور حول مدائن صالح والدرعية ومدينة جدة التاريخية والمتحف الوطني، في حين أن لدينا مواقع أثرية كثيرة وبالغة الأهمية, وللأسف الشديد قلة من يعرف أن لدينا في المملكة أقدم موقع أثري في العالم وهو (الشويحطية) الذي يعود للعصر الحجري ويوجد في شمال المملكة، كما أن حائل تضم آثاراً عدة تعود لعصر الفراعنة لكن أحداً لا يعلم عنها شيئا وحتى الثمامة التي يقصدها الناس ربما أسبوعيا، قلة منهم من سمع بأن أقدم العملات تم اكتشافها فيها.

ويقول المواطن خضر بن قصير بن معيض إن هيئة السياحة والآثار مقصرة في تعريف المواطنين والمواطنات بالآثار الموجودة في المملكة, وأطالب وزارة الثقافة والإعلام بإنشاء قناة تبث برامج تقوم بتعريف الناس بالآثار القيمة الموجودة في بلادنا، فهل سمع أحدٌ من قبل عن مقر نبي الله شعيب، أو عن قصور حاضر، والتي توجد من قبل الاسلام؟ للأسف هيئة السياحة والآثار لم تحاول التعريف بالآثار إنما قامت بحصرها فقط.

شواهد كثيرة على استمرار الاستيطان

هناك شواهد كثيرة لاستمرار الاستيطان خلال فترة العصر الحجري الحديث، وقد ظهرت في مواقع كثيرة في المملكة، لعل من أهمها، ما عثر عليه في الثمامة، واستمر الاستيطان في فترات لاحقة في العديد من المواقع في المنطقة الشرقية، وفي تيماء ظهرت دلائل أخرى لفترات متعاقبة، تركت لنا إرثاً حضارياً كبيراً لازالت شواهده ظاهرة للعيان حتى الآن في كل من: الجوف وتبوك وتيماء والعلا ونجران ووسط الجزيرة العربية، وتعد واجهات مدائن صالح من المعالم التي توضح الحضارة النبطية بشكل رائع وجميل، وفي الفترة الاسلامية استمر الاستيطان، وظهرت مدن إسلامية على طرق الحج والتجارة وموقع الربذة والمابيات، الى جانب المنشآت التي تدل على الازدهار في تلك الفترة من السدود والبرك وغيرها كثير.

السبيعي : ميدان خصب يجب استثماره

يقول علي السبيعي عضو جمعية والتاريخ واﻵثار بدول مجلس التعاون الخليجي، عضو الجمعية التاريخية السعودية: المملكة هي حضن التاريخ ومأوى اﻵثار للتاريخ اﻹنساني بشكل عام والعربي الاسلامي بشكل خاص، لذلك فهناك ميدان خصب جدا للسياحة التاريخية اﻵثارية، والمشكلة تكمن في بساطة أن الميدان أكبر حجما من هيئة اﻵثار والسياحة التي تقدم جهدا مميزا، لكنه جهد فردي لن تكون له الثمرة المنشودة إﻻ أذا تضافرت كل الجهود بشكل شامل وتعامل الجميع مع سياحة التاريخ واﻵثار على أنه منهج وطني وثمرة وطنية تعرف بالوطن داخلياً وخارجياً، لذلك حان الوقت لوجود شركات ومؤسسات تقدم ذلك الهدف عبر تنسيق شامل مع هيئة السياحة واﻵثار التي أتمنى أن تتحول بالمناسبة إلى وزارة، فالواقع كما قلنا يتطلب ذلك، وتلك البرامج والرحلات السياحة سوف تجعل المواطن بالدرجة اﻷولى يتعرف على وطنه وخصوصاً أن هناك عطشاً ملحوظاً جداً لذلك اﻷمر، إضافة إلى أن الاهتمام بهذه المؤسسات سوف يفتح باباً لتوظيف السعوديين على مستوى الوطن، ووجب فعلياً تحقيق الحلم بشكل كامل وأن نتعامل مع سياحة اﻵثار بواقعية وثقة، بدلاً من التعامل معها باستحياء وعلى نطاق ضيق كماهو الحال ، فسياحة التاريخ واﻵثار رصيد واستثمار وطني يجب أن يشجع ويطور وتفتح له جميع التسهيلات .

نقلا عن اليوم السعودية
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله