السياح الأجانب في السعودية «صفر» خلال 2013
الرياض "المسلة" … كشف تقرير حكومي رسمي عن عدم استقبال السعودية سائحاً أجنبياً واحداً في العام 2013، وأن أكثر من عشرة ملايين تأشيرة أصدرتها السعودية العام الماضي خلت من أية تأشيرة سياحية، اعتبر مسؤول بارز في الهيئة العليا للسياحة أن غياب تأشيرة السياحة للسعودية خلال عام أمر «طبيعي»، لاسيما أن السعودية تستهدف السائح المحلي وغير مهتمة بالسائح الأجنبي في المرحلة الحالية.
وفيما يشبه الإيقاف الرسمي لتأشيرات السياحة السعودية، كشف تقرير صادر عن وزارة الخارجية السعودية الأسبوع الماضي عن إصدار السعودية 10.362.693 تأشيرة، تمثل تأشيرات العمرة منها 55 في المئة، بينما تقاسمت التأشيرات المخصصة للقادمين بغرض العمل والحج النسبة المتبقية بـ16 و13 في المئة على التوالي، بينما لم يتطرق التقرير إلى أية معلومة عن التأشيرة السياحية.
من جهته، بدا نائب رئيس الهيئة العليا للسياحة المساعد للتراخيص المهندس أحمد العيسى مستغرباً من سؤال وجهته له «الحياة» عن سبب غياب التأشيرات السياحية السعودية العام الماضي، متسائلاً: «ماذا تسمي كل هذه الملايين من القادمين للسعودية من الخارج على تأشيرات؟»، وعند إبلاغه بأن هذه التأشيرات ليست بينها أية تأشيرة سياحية، أجاب: «ما هو تعريفكم للتأشيرة السياحية؟ مسميات التأشيرات ليس لها معنى! وهذا هو المتبع مع السعودي الراغب في الذهاب إلى أميركا أو فرنسا أو ألمانيا، إذ يحصل على تأشيرة فقط!».
وعندما شرحت له «الحياة» الفرق بين تأشيرات السياحة والدراسة والحج والعمرة، استدرك بالقول: «أي قادم للسعودية هو ضيف بغض النظر عن نوع التأشيرة»، لافتاً إلى أن هيئة السياحة السعودية غير حريصة على السائح الأجنبي، بل تعمل على تطوير السياحة الداخلية.
وقال: «إذا وصلنا إلى الرضا عن السياحة الداخلية، عندها يمكن أن نوجه اهتمامنا للسائح الأجنبي، دعونا نحسّن مرافقتا وبنيتنا الداخلية قبل أن ندعو السائح الأجنبي».
وشدد على أن هدف هيئة السياحة هو المحافظة على السائح السعودي، وجعل السياحة الداخلية هي وجهته المفضلة بدلاً من سفره للخارج، فمواطنو هذا البلد يستحقون أكثر.
واستطرد نائب رئيس الهيئة العليا للسياحة المساعد للتراخيص في حديث لـ«الحياة» قائلاً إن الدولة لم تنشئ الهيئة لإرضاء السائح الأجنبي بل لنرضي أبناءنا، وإذا رضوا على السياحة الداخلية فيمكن حينها التفكير في تدفق السياحة الخارجية».
وتعد تأشيرة زيارة السعودية بغرض السياحة في طليعة التأشيرات الأصعب عالمياً، قبل أن تصبح مستحيلة الإصدار في الآونة الأخيرة حتى إن سفراء دول مثل الولايات المتحدة في الرياض اشتكوا في تصريحات إلى «الحياة» خلال مناسبات سابقة من عدم تمكن مواطني بلادهم من زيارة السعودية لأنها لا تصدر تأشيرة سياحية. فيما تمنح السعودية المسلمين تأشيرة عمرة يسميها البعض مجازاً تأشيرة سياحة دينية، لكنها لا تجيز لحاملها زيارة المدن السعودية باستثناء مكة والمدينة وما بينهما.
وكان مساعد وزير الخارجية السعودية الأمير خالد بن سعود أعلن في بيان صحافي له، أن بعثات السعودية في الخارج والبالغ عددها 112 بعثة سعودية موزعة بين سفارة وقنصلية عامة، إضافة إلى 12 بعثة حج موقتة، أصدرت خلال العام الماضي 2013 ما مجموعه 10.362.693 تأشيرة، بانخفاض عن عدد التأشيرات التي صدرت في العام الذي سبقه بـ3.8 في المئة، إذ بلغت 10.773.374 تأشيرة خلال العام 2012.
وأضاف في بيان (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، أن تأشيرات العمرة شكّلت النسبة الأكبر، إذ بلغ عددها 5.661.243 تأشيرة، تمثل ما نسبته 55 في المئة من مجمل التأشيرات، وبزيادة نسبتها 2.9 في المئة عن العام الذي سبقه، تلتها تأشيرات العمل بعدد 1.704.502، تشكل ما نسبته 16 في المئة، وبانخفاض نسبته 13.1 في المئة عن العام الذي سبقه، وتأشيرات الحج بعدد 1.351.829 تشكل 13 في المئة، وبانخفاض نسبته 20.4 في المئة عن العام الذي سبقه.
