تقرير : فعاليات مهرجان سلطان بن زايد التراثي تعزز رسالته التراثية والثقافية
سويحان "المسلة" … اختتمت مساء أمس " السبت " فعاليات مهرجان سلطان بن زايد التراثي 2014 التي أقيمت في ميدان الأصايل في مدينة سويحان واستمرت مدة أسبوعين حيث حفلت بالعديد من الأنشطة والمسابقات والبرامج التراثية والثقافية والشعرية والفنية.
وحظي المهرجان الذي تم تنظيمه بتوجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة بدعم ورعاية ومتابعة الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات رئيس مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام .. حيث حرص سموه على متابعة كافة الفعاليات والتواجد يوميا لتتويج الفائزين والالتقاء بأعضاء اللجان والضيوف والمشاركين في مختلف مسابقات وأنشطة المهرجان.
وأضفى حضور ومتابعة سموه فعاليات المهرجان عليه الكثير من التألق والبهجة على كافة الفعاليات ومنحه حافزا كبيرا للنجاح وتحقيق كافة الأهداف التي انطلق من اجلها وفي مقدمتها حفظ الموروث العريق لدولة الإمارات وتوثيقه ونقله إلى الأجيال القادمة بكل أمانة إضافة الى تعريف الأمم والشعوب بهذا الميراث الغني الذي يشكل ركنا هاما من حضارة الإمارات وهوية أبنائها التي تفاخر بها الأمم.
فأصحاب الهمم الكبيرة والعزائم القوية والآيادي البيضاء لا يقفون إلاّ وراء الأعمال النبيلة التي تستهدف قيما ومثلا تعيد تاريخ وماضي الأجداد وتذكر وتعرف بتراثهم..فهم يعطون بسخاء ويدعمون بلا تردد ويقيلون العثرات ويعبدون الطرق حتى تؤدي تلك الأعمال رسالتها .. وإذا كان نجاح الأعمال الكبيرة يقاس عادة بمدى تحقيقها لرسالتها فإن مهرجان سلطان بن زايد التراثي 2014 قد أدى تلك الرسالة على أكمل وجه.
والمهرجان تحول إلى كرنفال للتراث والتراث والثقافة والشعر والأدب والفن وأصبح جسرا للتواصل الإنساني والثقافي بين ماضي الآباء والأجداد وتراثهم الثري وحاضر الأبناء ومواكبتهم لأدوات العصر وليس من قبيل المصادفة أن يحقق المهرجان هذه المكانة العالمية نتيجة تصميم وإرادة القائمين عليه يربط الإمارات وشعبها بدول وشعوب العالم جاذبا الإنتباه الإقليمي والعالمي للإبل كركن هام في الموروث الشعبي .. رافعا مكانتها في الثقافة العربية حيث إستطاع المهرجان أن يفرض نفسه إقليمياً وعالمياً فاستحق الأهمية لتميزه وجماهيريته وإرتقى إلى كونه ظاهرةً تراثية ثقافية وسياحية واقتصادية تستحق الإشادة.
فعلى مدى أربعة عشر يوما أثبت مهرجان سلطان بن زايد آل نهيان التراثي 2014 أنه ليس مسابقةً عرضيةً بل إستراتيجية موضوعة وعمل ضخم يجسد بصدق تاريخ الآباء والأجداد ويعمل على نقله بكل أمانة إلى الأبناء وتلك مسؤولية تحتاج إلى رؤية عميقة وتخطيط علمي وإقتناع تام بهذه الرسالة النبيلة وهذا ما يحرص عليه ويعمل على تجسيده الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان .
ولا شك أن المهرجان أدى رسالته بعد النجاح الكبير الذي حققه عبر تنوع فعالياته بين "مزاينة الإبل" إلى مسابقة المحالب وسباق الإبل التراثي والسوق الشعبي والقرية التراثية والألعاب الشعبية المصاحبة والمسابقة والبرامج الشعرية وسباق ومزاينة السلوقي العربي وكلها أنشطة لقيت إقبالا كبيرا من جانب أبناء الإمارات والمقيمين على أرضها والخليجيين والسياح والزوار والأجانب.
وكما قال الشيخ سلطان بن زايد فإن المهرجان جاء ترجمة للرؤية الحكيمة والتوجيهات السامية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة في حفظ الموروث ونقله للأجيال بكل أمانة والعمل على تحقيق رؤية الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه بأن تكون دولة الإمارات في مصاف الدول المتقدمة في كافة المجالات.
وطوال أيام المهرجان حرص الشيخ سلطان بن زايد على متابعة الحدث شخصيا والوقوف على كل كبيرة وصغيرة فيه بعد أن وفّر له كل مقومات النجاح ووجه بضرورة توفير كافة الخدمات للجمهور والمشاركين في جميع فعالياته وتذليل كافة العقبات لضمان مشاركة تليق بمستوى المهرجان وتحقق رسالته ورؤيته التي تستهدف قيماً وطنيةً عليا تغرس في نفوس الأبناء وتثري عقولهم بمعرفة صفحات مجيدة في تاريخ هذا الوطن وتراثه وتعّرف الزائرين العرب والأجانب عبر لوحات تراثية رائعة بهذا التراث.
كما حرص على أن يعقد على هامش المهرجان العديد من اللقاءات مع الكثير من الفئات الفاعلة في المجتمع ومنهم الفنانيين والشعراء والكتاب والصحفيين إدراكاً من سموه لأهمية دور الفن والإعلام والشعر ورسالتهم في نقل ماضي وتراث الأجداد عبر أدوات العصر الحالية وتأصيل قيم التراث المتعددة والحفاظ عليه وصونه وتوثيقه لدى شرائح المجتمع كافة.
كما حرص على تكريم اللجنة العليا المنظمة للمهرجان برئاسة احمد سعيد الرميثي واعضاء اللجنة و محمد مانع المنصوري مدير ادارة الاعلام بمركز سلطان بن زايد للثقافة والاعلام الى جانب تكريم الاعلاميين وعدد من الشخصيات الاخرى التي كان لها دور مميز في انجاح فعاليات المهرجان وخروجه بالصورة اللائقة به .
ولهذا لم يعد بغريب أن يزور مهرجان سلطان بن زايد التراثي الآلاف من أبناء الإمارات والمقيمين والخليجيين والأجانب الذين أبهرهم هذا الحدث التراثي الأهم على الساحة بعمق رسالته ونبل غايته وحسن تنظيمه.
ولا يمكن لعين المراقب الذي تابع فعاليات مهرجان سلطان بن زايد أن تخطئ دور المرأة في هذا الحدث التراثي حيث حرصت إبنة الإمارات على أن تشارك بما يناسب طبيعتها فاختارت مزاينة الإبل لتكون بذلك أول إمرأة عربية تقتحم هذا المجال الأمر الذي لقي ترحيباً ودعماً من جانب سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان.
كما دعا سموه العنصر النسائي للمشاركة الفاعلة في المهرجانات التراثية والثقافية كافة لتأكيد دورها في عملية حفظ الموروث العريق لدولة الإمارات وهو الدور الذي لا يقل أهمية عن دور الرجل..موضحا أن الأم هي المدرسة والمرجعية التي يتعلم من خلالها الأبناء والأحفاد ميراثهم وعاداتهم وتقاليدهم .. منوها بدور المرأة التاريخي في حفظ هذا الموروث وهذه التقاليد.
ولا يمكن لعين المراقب أيضا أن تمر مرور الكرام على الأمسيات التي عطّرت سماء سويحان شعرا وفنا وطربا عبر " ليالي سويحان" التي أكدت أن بيارق الشعر النبطي ستظل مرفوعة محليا وخليجيا وعربيا وحتى دوليا طالما وجدت قامات مازالت تؤمن بأهمية هذا اللون من الشعر ورسالته وتقدر أصحاب المواهب في هذا المجال .
وفي هذا السياق استضاف برنامج " ميراث وتراث " وعبر تسع حلقات وثلاث أمسيات أكثر من/ 60 / شاعرا نبطيا من ألمع شعراء الساحة في دولة الإمارات ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والوطن العربي..عبر برامج وأمسيات تفاعل معها الجمهور الإماراتي والخليجي.
لقد إستدعت سويحان عبر هذا المهرجان الكبير ماضي الآجداد وعاشت معه في عرس جمع بين الأصالة والمعاصرة بعد أن إكتست أبهى حللها وهي تستقبل زوارها من أبناء الدولة والمقيمين على أرضها ومن جميع اقطار مجلس التعاون الخليجي ودول العالم الصديقة حيث لاحظ كل من وطأت قدماه هذه المدينة أنها قد نجحت في مزج الماضي العريق للأجداد بالحاضر الزاهر للأبناء في لوحة فنية رائعة تعجز حروف الضاد عن التعبير عنها.
ولقد أحسن الشيخ سلطان بن زايد صنعاً حينما رعا بنفسه هذا المهرجان ووفر له كل مقومات النجاح ووجّه بضرورة توفير كل الخدمات للجمهور والمشاركين في جميع فعالياته وذلل كافة العقبات حتى جاءت المشاركة لائقة بمستواه وحققت رسالته ورؤيته التي استهدفت قيماً وطنية عليا تم غرسها في نفوس الأبناء وأثرت عقولهم بمعرفة صفحات مجيدة في تاريخ هذا الوطن وتراثه وعرّفت الزائرين العرب والأجانب بهذا التراث عبر لوحات تراثية رائعة .
في النهاية يمكن القول إن مهرجان سلطان بن زايد التراثي نجح في تحقيق أهدافه وغاياته وتوصيل رسالته.. فشكراً لصانعه وراعيه الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان.. وشكراً لحرصه على الحفاظ على ماضي الآباء والأجداد وسيظل أبناء الإمارات دوماً على التراث محافظين وعلى درب الأجداد سائرين وفي ظل قيادتهم ماضين.
وفي ختام المهرجان رفعت اللجنة العليا المنظمة للمهرجان الشكر والتقدير إلى سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان على رعايته الكريمة للمهرجان ودعمه لكافة فعالياته. وقال أحمد سعيد الرميثي رئيس اللجنة العليا المنظمة "إن رعاية ومتابعة الشيخ سلطان بن زايد للفعاليات وحضور اليومي ولقائه بالمشاركين والملاك والضيوف واعضاء اللجان أسهمت في زيادة الاقبال على المشاركة في كافة فعاليات وأنشطة المهرجان التراثية والثقافية والأدبية والفنية وزادت من عدد الزوار والحضور بصورة ملحوظة وبما يليق بحجم الحدث وأهميته وخروجه بالصورة اللائقة".
وأكد الرميثي أن مدينة سويحان كانت المكان الأمثل لاحتضان هذا التقليد السنوي الرائع الذي يعيد لنا سيرة ومسيرة الآباء والأجداد بصورة حضارية وأن تلك الأجواء المناسبة لإقامة مثل هذه الاحتفاليات أسهمت في جذب أعداد ضخمة للمشاركة وإحياء التراث وأن هذه الأجواء ما كانت لتحقق هذا الزخم لولا الدعم الذي قدمه أهل سويحان للتظاهرة التقليدية التي أصبحت مثار إعجاب الجميع.
وعبر رئيس اللجنة العليا المنظمة عن ارتياحه وسعادته للمكانة التي وصل اليها المهرجان في هذه الدورة من حيث الإدارة والتنظيم وحجم المشاركات والزخم الإعلامي الذي حظي به .. مؤكدا أن القائمين على المهرجان لن يدخروا جهدا في سبيل الارتقاء بالمهرجان بالصورة التي تليق بعراقة الموروث والمكانة التي وصلت اليها دولة الإمارات على الصعيد العالمي.
ومن جانبه أكد عامر بخيت بن النوه المنهالي عضو اللجنة العليا المنظمة للمهرجان رئيس اللجنة الإعلامية أن هذا النجاح والتميز الذي حققه المهرجان في دورته الاخيرة ما كان ليتحقق لولا الرعاية الكريمة والدعم الكبير من الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان راعي الحدث.
وأشار المنهالي الى أن ما تحقق في هذه الدورة كان نتيجة تظافر الجهود والعمل الدؤوب والمتواصل لكافة اللجان التي عملت على ترجمة وتحقيق رؤية وتوجيهات سموه والتي تقضي بأن يكون هذا المهرجان متنوعا وشاملا يحفظ الموروث وينشر لثقافة الإمارات ويؤصل للعادات والتقاليد العريقة ويعمل على نقلها للأجيال القادمة بصورة مشرقة تعبر عن أصالتنا وخصوصية هويتنا الوطنية.
وجددت اللجنة العليا المنظمة العهد على مواصلة العمل لتطوير فعاليات وأنشطة المهرجان في الدورة المقبلة بما بتناسب ورؤية وتوجيهات الشيخ سلطان بن زايد راعي المهرجان بما يحقق الغاية والاهداف العليا للمهرجان.
ومن جانب اخر رفع المشاركون في المهرجان رسالة محبة ووفاء ل الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان عبروا من خلالها عن تقديرهم لشخصه لاهتمامه ودعمه لتراث الآباء والأجداد خاصة ما يتصل بالابل التي تشكل ركناً أصيلاً في الموروث الشعبي للدولة.
وأكد المشاركون بالمهرجان في رسالتهم أنهم ماضون على نهج في إحياء هذا التراث الأصيل والمحافظة عليه ونقله الى الاجيال القادمة بما يعزز ثوابت الهوية الوطنية ويصون كل ما يتصل بها من نشاطات وجوانب احتفالية ومفردات تقليدية متواصلة عبر الأجيال.